موريتانيا: قمة لدول الساحل بحضور أفريقي ودولي

موريتانيا: قمة لدول الساحل بحضور أفريقي ودولي

06 ديسمبر 2018
من المؤتمر اليوم (تويتر)
+ الخط -
احتضنت العاصمة الموريتانية نواكشوط، اليوم الخميس، أشغال مؤتمر تنسيق الشركاء والمانحين لتمويل برنامج الاستثمارات ذات الأولوية في مجموعة الدول الخمس في الساحل، وسط حضور إفريقي وعربي ودولي، يعتبر فرصة لجمع المزيد من الدعم المالي لدول الساحل الخمس (موريتانيا، مالي، النيجر، بوركينا فاسو، تشاد)، في مواجهة خطر الإرهاب الذي يتهدد المنطقة.

وحضر انطلاقة المؤتمر، إلى جانب رئيس البلد المضيف موريتانيا، محمد ولد عبد العزيز، كلّ من رئيس جمهورية النيجر الرئيس الدوري لمجموعة الدول الخمس في الساحل، محامادو إيسوفو، ورئيسا دولتي تشاد، وبوركينافاسو، ووزير الدفاع المالي ممثلًا للرئيس المالي الذي تعذر حضوره، بالإضافة إلى عدد من الوفود من دول أخرى، من بينها المغرب، والسعودية، والإمارات.

ويركز جدول أعمال المؤتمر على تنسيق تدخلات الشركاء والمانحين الداعمين لمجموعة الدول الخمس في الساحل، واستعراض المشاريع ذات الأولوية بالنسبة لدول المجموعة، والتي سيكون لها اثر إيجابي على مكافحة الفقر، وخلق فرص عمل، وإدماج شريحة الشباب في الحياة النشطة، وغيرها من المجالات التنموية الأخرى التي يمكن أن تساهم في تنمية هذه الدول.

ويرمي مؤتمر نواكشوط إلى التنسيق مع الشركاء والمانحين من أجل تعبئة الموارد الضرورية لتمويل برنامج الاستثمارات ذات الأولوية في مجموعة الدول الخمس في الساحل، الذي اعتمدته هذه الدول لمكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة في المنطقة، وتحقيق أكبر قدر من الاستقرار والازدهار المشترك.

وتضم المرحلة الأولى من البرنامج، الممتدة خلال الفترة ما بين  عامي 2019 و2021، حوالى 40 مشروعًا قطاعيًا يتطلب تمويلها غلافًا ماليًا يصل إلى مليار و996 مليون يورو تحاول الدول الخمس في الساحل، من خلال مؤتمر نواكشوط، رصد التمويلات اللازمة لتغطيتها.

ويسعى المؤتمر الحالي للتوصل إلى جملة من النتائج، في مقدمتها إعلان شركاء المجموعة موافقتهم المبدئية على تغطية الاحتياجات التمويلية لبرنامج الاستثمار الأولي للفترة ما بين 2019 و2021، كما يعتبر المؤتمر الثاني من نوعه بعد مؤتمر بروكسل في فبراير/شباط الماضي، والذي مكن من تعبئة 414 مليون دولار لمصلحة القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل.

ويرى الصحافي الموريتاني المهتم بالشأن الأفريقي محفوظ ولد السالك، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التحدي يكمن في وفاء المانحين بتعهداتهم، فمؤتمرات المانحين كثيرًا ما يتم التعهد خلالها بالكثير من الأموال، تتجاوز أحيانًا سقف المأمول والمتوقع، ولكن في الغالب لا يتم الوفاء بتلك التعهدات، وما مؤتمر بروكسيل للمانحين لقوة دول الساحل الخمس، الذي عُقد العام الماضي، إلا دليل على ذلك، إذ إن أزيد من نصف المبلغ المتعهد به لم يتم بعد دفعه".

ويضيف ولد السالك أنه بخصوص المتوقع، فرهان مؤتمر نواكشوط للمانحين هو الحصول على ملياري يورو لتمويل 40 مشروعًا هيكليًا، وقد يتجاوز حجم التعهدات هذا المبلغ، مردفًا "باعتقادي أن حجم ما سيتحقق منها هو أكبر تحدّ".

وبخصوص تعهد السعودية لدول الساحل بمبلغ مائة مليون يورو اليوم في مؤتمر نواكشوط، يضيف ولد السالك أن الأخيرة "سبق أن تعهدت بمبلغ 100 مليون يورو، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، رغم سعيها إلى إيجاد قدم في منطقة الساحل، وتوسيع حضورها في القارة، كما أنها تراهن على البعد الدبلوماسي من خلال بوابة الأمن".

ويؤكد ولد السالك أن "فرنسا هي التي أقنعت الطرفين (السعودي والإماراتي) بدعم مجموعة دول الساحل الخمس، وسبق للدولتين أن حضرتا إلى طاولة مستديرة في باريس، وحضورهما في نواكشوط يعتبر استمرارًا لذلك المسار. يُضاف إلى ذلك اصطفاف موريتانيا إلى محور السعودية والإمارات، بعد قطعها العلاقات مع قطر".