ليندسي غراهام: الكونغرس لن يسكت عن نزوات السعودية وتهورها

ليندسي غراهام: الكونغرس لن يسكت عن نزوات السعودية وتهورها

04 ديسمبر 2018
انتقد غراهام موقف إدارة ترامب من قتل خاشقجي(Getty)
+ الخط -

يواصل السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، انتقاده لسياسة السعودية، وتحديداً ولي عهدها محمد بن سلمان، لا سيما على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول. وفي مقال له في صحيفة "وول ستريت جورنال"، أكد دعم مشروع قرار لإنهاء الدعم الأميركي للحرب على اليمن، وأن الكونغرس سيتخذ موقفاً قوياً لمعاقبة المملكة على سلوكها المتهور، وكبح نزوات ولي عهدها محمد بن سلمان.

وكتب غراهام أن 63 سيناتوراً (الذين صوتوا الأسبوع الماضي لإزالة العقبات أمام التصويت على مشروع القرار)، "شعروا أنه لا يجوز أن نبقى صامتين فيما مصالح وقيم الولايات المتحدة في خطر"، معتبراً أنه "بغض النظر عما إذا نجحنا بتمرير مشروع القرار، فإنه من المهم للكونغرس أن يرسل إشارة بأن السلوك السعودي الأخير لا يحتمل الأعذار".

ورأى عضو مجلس الشيوخ الأميركي أن "من الخطأ الاعتقاد بأن الحفاظ على تحالفات الولايات المتحدة يقوم على خيارات استثنائية متبادلة بين القوة والمبادئ". فعلى المدى الطويل، تعتمد قوة أميركا، كما مبادئها، "على نظام عالمي لا يستطيع الرجال الأقوياء فيه التصرف وفق نزواتهم العنيفة، كما أن حكم القانون يضمن الاستقرار الاجتماعي وحركة حرة للتجارة".

وقال غراهام، في معرض انتقاده لسلوك المملكة، إن قتل النظام السعودي لجمال خاشقجي، وحملته العسكرية المتهورة في اليمن، وحصار قطر، ومحاولته خطف رئيس وزراء لبنان، كلها تظهر غطرسة صاعقة، وعدم اكثراث بالأعراف الدولية، معتبراً أنه إذا كانت هذه التصرفات ستجعل من ولي عهد السعودية "مصدراً للاستقرار" في الشرق الأوسط، في إشارة من عضو الكونغرس إلى تبريرات الإدارة الأميركية في معرض دفاعها عن المملكة، فـ"أنا سأكون كارهاً لمعرفة ورؤية كيف يبدو السلوك المزعزع للاستقرار".

وكتب غراهام في مقاله: "قول ذلك لا يسعدني. لقد دعمت النظام السعودي لسنوات، وأنا أوافق الرئيس دونالد ترامب بأن السعودية تبقى حليفاً استراتيجياً، رغم ذلك فإنه ليس بكثير الطلب من حليف عدم انتهاك الأعراف المتحضرة، فإن قتل صحافي بطريقة خارجة عن القانون داخل مقر دبلوماسي، هو تصرف غير حضاري".

وأبدى غراهام معارضته لتصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بأن انتقاد السعودية في الولايات المتحدة، يأتي من "غرفة الصدى" للرئيس السابق باراك أوباما، الذي دعم الاتفاق النووي الفظيع مع إيران. وأكد السيناتور الجمهوري أنه لم يدعم يوماً هذا الاتفاق، كما أنه لم يدلل النظام الإيراني، وأنه كان واضحاً أن إيران مدمرة، ومزعزعة للاستقرار، ومضرة لمصالح أميركا وحلفائها، وأن لا أحد يداه نظيفتان من دماء اليمنيين، وإيران منهم. لكن رأى في الوقت ذاته، أن إبقاء السعودية من دون محاسبة على سلوكها الأخير، سيساعد إيران، لأنه سيدق إسفيناً بيننا وبين حلفائنا في المنطقة، فلبنان والأردن ودول أخرى تحتاج لتطمينات أن الولايات المتحدة، لن ترضح لنزوات محمد بن سلمان. هذا الرجل كرة هدم للعلاقات الأميركية – السعودية".

واعتبر السيناتور الجمهوري، أنه بالنظر إلى الأدلة التي جمعتها وكالة "سي آي إيه" عن مقتل خاشقجي، فإن إنكار تورط ولي العهد السعودي يرقى إلى العمى المقصود، كما أن الفشل في معاقبته سيعني تقديم ضوء أخضر للاستبداديين لقتل معارضيهم. وأكد أن بلاده لديها اليد الطولى في التعامل مع السعودية، والقدرة على طلب الأفضل، منتقداً إدارة ترامب التي تحمي السعودية وتقدم لها الأسلحة، لعدم تمييزها بين القدرة والمسؤولية للتمييز بين الدعم المحدود للسعوديين للتقدم بالمصالح المشتركة بين البدلين، والدعم الأعمى الذي يسمح بالسلوك السعودي المدمر.

وأكد أخيراً أن الكونغرس مهمته حماية سمعة الولايات المتحدة، وهذا ما يجب أن يفعله أحد ما في النهاية.

المساهمون