النظام السوري يواصل خرق اتفاق سوتشي في الشمال السوري

النظام السوري يواصل خرق اتفاق سوتشي في الشمال السوري

04 ديسمبر 2018
يقوم النظام بشكل مستمر بخرق اتفاق خفض التوتر(Getty)
+ الخط -
واصلت قوات النظام السوري خروقاتها المستمرة في الشمال السوري، حيث قصفت أراضيَ زراعية في محيط قرية السكيك بريف إدلب الجنوبي، اليوم الثلاثاء، ما أسفر عن إصابة مدنيين، في وقت قتلت امرأة وجُرح آخرون، نتيجة الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" في ريف حماة الغربي.


وقال الناشط محمد الإدلبي، لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام المتمركزة في قرية عطشان شمال حماة قصفت بالمدفعية الثقيلة الأراضي الزراعية في جنوب إدلب، ما أدى إلى إصابة اثنين بجروح خلال عملهما في الحقول.

وبحسب الناشط، نُقل الجريحان إلى المستشفى الميداني في مدينة معرة النعمان وحالتهما كانت حرجة، إذ أصابت إحدى القذائف الجرار الزراعي الذي يعملان عليه بشكل مباشر.

ويقوم النظام بشكل مستمر بخرق اتفاق خفض التوتر واتفاق سوتشي بقصف قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وذلك أدى إلى وقوع ضحايا من المدنيين.

وأعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، في لقاء بمدينة سوتشي الروسية، عن اتفاق يهدف إلى تأمين منطقة عازلة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، بحلول 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

تجدد الاشتباكات بين "تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية"

في سياق متصل، تجددت الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" في ريف حماة الغربي.

وسيطر تنظيم "هيئة تحرير الشام" اليوم، على قرية زيزون في ريف حماة الشمالي الغربي عقب هجوم شنه على مواقع "الجبهة الوطنية للتحرير" المعارض للنظام السوري.

وتقع قرية زيزون في المنطقة المنزوعة السلاح المشمولة باتفاق "سوتشي" بين روسيا وتركيا، وكانت المعارضة قد سحبت سلاحها الثقيل من المنطقة، وبدأت أخيرا "حركة أحرار الشام" المنضوية في صفوف "الجبهة الوطنية للتحرير" بنشر مخافر عسكرية في المنطقة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "هيئة تحرير الشام" شنت هجوما على المخافر التي أقامتها "الجبهة الوطنية للتحرير" في قرية زيزون وتمكنت من السيطرة على القرية بعد اشتباكات أدت إلى مقتل عنصر وجرح آخرين من الجبهة.

وتستمر الاشتباكات بين الطرفين منذ ظهر اليوم في قرية قسطون القريبة من زيزون، حيث أسفرت عن مقتل امرأة وإصابة أربعة مدنيين بجروح.

وبدأت الاشتباكات الليلة الماضية بين الطرفين في قريتي جدرايا وإنب جنوب غربي إدلب، على حدود منطقة سهل الغاب الواقعة بريف حماة الشمالي الغربي، وسيطرت خلالها "هيئة تحرير الشام" على القريتين بعد أن قامت "الجبهة الوطنية" بإنشاء مخافر فيهما.

وردا على ذلك، هاجمت "الجبهة الوطنية للتحرير" حاجزا للهيئة في غرب قرية قسطون بسهل الغاب وقع إثره قتلى وجرحى من الطرفين، كما وقعت اشتباكات عنيفة في قرية تل حصن وقرية اللج في المنطقة ذاتها.

وأدت الاشتباكات إلى حصول حالة توتر بين المدنيين، دفعت عددا كبيرا منهم إلى النزوح من القرى التي شهدت اشتباكات إلى القرى البعيدة في المنطقة.

وأوضحت المصادر أن "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" تواصلان حشد قواتهما في محيط تلك القرى، وسط تخوف لدى المدنيين من توسع الاشتباكات.

وكانت تلك القرى قد شهدت أخيرا عودة المدنيين، بسبب انخفاض حدة القصف من قوات النظام السوري، عقب اتفاقي أستانة وسوتشي بين الدول الضامنة.

وكانت "هيئة تحرير الشام" في وقت سابق قد قضت على معظم قوة "حركة أحرار الشام"، قبل اندماجها مع فصائل المعارضة السورية المسلحة في فصيل "الجبهة الوطنية للتحرير"، وسيطرت الهيئة إثرها على معبر باب الهوى وعشرات القرى والبلدات في أرياف حلب وحماة وإدلب شمال غربي سورية.

المساهمون