بوتين القلق على أوروبا من السوريين

بوتين القلق على أوروبا من السوريين

27 ديسمبر 2018
لا يتوقف بوتين عن التخويف من اللاجئين(تيموثي كلاري/فرانس برس)
+ الخط -
يصر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على لعبته المكشوفة لجلب أموال الأوروبيين، ولتعويم وتلميع نظام بشار الأسد من بوابة ربط إعادة إعمار سورية بإعادة اللاجئين، وإن بالتحريض عليهم. تركيز بوتين المستمر على السوريين في أوروبا، يكشف تلاقي خطابه التحريضي مع اليمين المتطرف هناك. فخلال عام 2018 أمكن مراجعة أكثر من 12 تصريحاً له ولوزير خارجيته، سيرغي لافروف، بالتحريض على سوريي أوروبا، باعتبارهم تارة "عبئاً كبيراً"، وفي أخرى "خطراً مستقبلياً". وفي ذلك استمرار لذات البروباغندا منذ هربهم من حليفه الديكتاتور بشار الأسد، تحت وقع البراميل والمذابح، وآخرها صيدنايا، نحو مسار البلقان في العام 2015.

ليس سراً أن علاقات وطيدة نسجها بوتين مع أقطاب اليمين القومي المتطرف، من إسكندينافيا شمالاً مروراً بألمانيا والنمسا إلى إيطاليا واليونان، في سياق لعبة الابتزاز الروسي لأوروبا. وعلى الرغم من التأكيد الألماني، حتى أيام خلت، أن مساهمة أوروبا في إعادة إعمار سورية لن تتم من دون حل سلمي، إلا أن بوتين وحلفاءه المتطرفين لم يتراجعوا حتى نهاية 2018 عن الضرب على مشاعر التخويف والتضخيم بأكاذيب وأساطير كثيرة عن اللاجئين، وأسباب هربهم أصلاً، مع عجز روسي عن إعادة ولو 50 ألفاً من دول الجوار السوري، من لبنان أقله.

في المقابل وعلى الرغم من أن بوتين يعرف أن ساسة أوروبا التقليديين يدركون ألاعيب ديكتاتور دمشق، في إحداث تغييرات ديمغرافية والسطو على الأملاك بقوانين جائرة تنمّ عن عقلية عصابات، تشبه الصهيونية حول "أملاك الغائبين"، إلا أن الرجل، غير المنزعج من مشاهد الدمار والتشرد وغوص المهجرين في الوحل داخل سورية نفسها، يراهن أكثر على وصول اليمين القومي والفاشي إلى البرلمانات للتأثير في سياسات أوروبا مستقبلاً. فأكثر ما يشغل بال الكرملين هو الضغط على أوروبا، التي ستشهد بعض دولها في العام 2019 انتخابات عامة وبرلمانية أوروبية، لشرعنة بقاء نظام الأسد.

باختصار، لم تكلّ بروباغندا الكرملين عن نشر "رهاب الأجانب" و"مكافحة الإرهاب"، باتهام ضمني للاجئين، وبالتحالف مع التطرف القومي، وكأن بوتين حريص على مصالح أوروبا أكثر من الأوروبيين أنفسهم. وهذا التحريض البوتيني يطاول الجميع: سوريين موالين ومعارضين، وفلسطينيين-سوريين، أي لا تمييز ولا استثناء في ماكينة تحريض الكرملين.

المساهمون