العراق: خطط استباقية لمحاصرة الخلايا الإرهابية عقب تفجير نينوى

العراق: خطط عسكرية استباقية لمحاصرة الخلايا الإرهابية عقب تفجير نينوى

26 ديسمبر 2018
تهديد "داعش" مازال قائماً (زيد العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -
بدأت القوات الأمنية العراقية، حراكاً واسعاً على مستوى الداخل والجبهات، لقطع الطريق أمام محاولات تنظيم "داعش" الإرهابي، تنفيذ أعمال عنف جديدة، بينما ركزت الخطة العسكرية على ضبط الحدود مع سورية.

وعقب يوم شهد تفجيرا في بلدة تلعفر (شمال غربي نينوى) راح ضحيته 14 قتيلا وجريحا، وعمليات خطف طاولت 13 مدنيا في كركوك، اعتمدت القوات العراقية خططا جديدة، لتلافي أي طارئ، وسط مخاوف من تداعيات قرار الانسحاب الأميركي من سورية.
وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، أجرى اتصالات بقادة العمليات، بخصوص الخروقات الأمنية التي حصلت في البلاد، وأمر باتخاذ إجراءات طارئة لمنع أي حراك للتنظيم"، مبينا أنّ "القيادة وجهت بدورها القطعات العسكرية، بالبدء بحراك عسكري واسع على مختلف الجبهات، وفقا للخطط المعدة، مع تعديلها بحسب ما يتطلب له الواقع الميداني".
وأضاف أنّ "القيادة دفعت بتعزيزات عسكرية، بحسب حاجة الجبهات، بينما انتشرت القطعات، خاصة في كركوك والموصل وأطرافها، والمحافظات الأخرى"، مبينا أنّ "القطعات بدأت تنفيذ عمليات استباقية لمطاردة خلايا داعش، بحسب المعلومات الاستخبارية المتوفرة لديها".
وأكد أن العمل جار على ملاحقة الخلايا الإرهابية التي تقف وراء عملية تلعفر وخطف مواطنين جنوبي كركوك يوم أمس.
من جهته، قال قائد "عمليات نينوى"، اللواء نجم الجبوري، في تصريح متلفز، إنّ "قواتنا انتشرت على حدود سورية، وعملياتنا الاستباقية ستكون أكثر وأوسع"، مبينا "اليوم أصبح بإمكاننا تنفيذ إنزالات جوية في الصحراء الغربية للموصل، قرب محافظة الأنبار وقرب الحدود السورية".
وأكد أنّ "الانسحاب الأميركي سيكون له تأثير وانعكاس بالاتجاه السلبي، ونتوقع أن يعمل (داعش) على التسلل بشكل أكبر باتجاه العراق"، مشدّدا "نسعى لأن تكون استعداداتنا العسكرية أقوى، ونتمكن من قطع الطريق أمامه".
ولم يقتصر الحراك العسكري على القوات الأمنية فقط، بل شمل حتى مليشيات "الحشد الشعبي" التي بدأت بـ"تحريك قطعاتها باتجاه المناطق التي تعدها رخوة أمنيا، في المحافظات وقرب الحدود السورية"، بحسب ما أكدته مصادر أمنية.
بينما أعلنت مليشيا "حزب الله" (جزء من الحشد)، أنّها "ستعمل عل ضبط الحدود السورية"، وقال المتحدث العسكري باسم المليشيا، جعفر الحسيني، في تصريح صحافي، إنّ "(داعش) مازال موجودا في العراق، وأنّ التفجير الذي ضرب بلدة تلعفر يوم أمس، يدل على وجود فعلي لـ(داعش) على الأرض".
وشدّد "بعد الانسحاب الأميركي من سورية، سيقف مقاتلونا عند الحدود السورية، لمواجهة عناصر مجاميع (داعش) الإرهابية".
وشملت الإجراءات العسكرية، أمن المدن أيضا، حيث بدأت القوات الأمنية بتنفيذ مهام عمليات دهم، واعتقال داخل المدن، وفقا للمعلومات الاستخبارية.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد (المسؤولة عن أمن العاصمة)، في بيان صحافي، "القبض على 11 متهما بقضايا مختلفة، منها قضايا الإرهاب، خلال عمليات نفذتها بمناطق متفرقة من العاصمة".
وكان تنظيم "داعش" قد نشط خلال اليومين الأخيرين، محاولا تنفيذ أعمال عنف، بعدما بدأ رئيس الحكومة العراقية حراكا بمتابعة الملف الأمني، متخذا قرارات استثنائية وتغييرات جذرية فيه ومراجعة شاملة للخطط والاستعدادات الأمنية بشكل عام.