وفاة رئيس مجمع التشخيص في إيران

وفاة رئيس مجمع التشخيص في إيران

24 ديسمبر 2018
شاهرودي توفي عن عمر ناهز 70 عاماً (الأناضول)
+ الخط -
أكدت المواقع الرسمية الإيرانية خبر وفاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، والرئيس الأسبق للسلطة القضائية، محمود هاشمي شاهرودي، عن عمر ناهز سبعين عامًا، بعد صراعه مع المرض، وتغيّبه عن جلسات ورئاسة مؤسسته لأشهر.

وكانت الوكالات ذاتها قد نقلت خبر الوفاة صباح الإثنين، إلا أنها عادت ونوهت لاحقًا لوجود تضارب حول صحة ذلك، فنقلت وكالة "فارس" عن أحد أطباء شاهرودي تأكيده "عدم وجود أي علامات حيوية" لدى هذا الأخير، وبأنه بات ميتًا طبيًا، مشيرًا إلى أنه على العائلة أن تؤكد وتعلن خبر الوفاة من طرفها.


وكان المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، قد عينه رئيسًا لمجمع التشخيص في أغسطس/آب العام الماضي، بعد وفاة رئيسه الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، والذي مات قبل ذلك بسبعة أشهر، فجاء التعيين متأخرًا عن الموعد المحدد، والذي كان مقررًا في شباط/فبراير من العام نفسه، وهو موعد بدء الدورة الجديدة للمجمع والتي تستمر عادة لخمس سنوات.

الجدير بالذكر أن مجمع التشخيص يتولى مهمة الفصل والحل بين مجلس الشورى الإسلامي ولجنة صيانة الدستور، كما يقدم المشورة إلى مؤسسة المرشد، ويساعد في حل خلافات السلطات الثلاث، ما يجعله من أبرز مؤسسات صنع القرار في البلاد.

ولد محمود هاشمي شاهرودي عام 1948 في العراق وعاش هناك، لكنه من أصول إيرانية، لذا يحمل لقب الشيخ الهجين. ويتحدر من عائلة متدينة، فوالده سيد علي حسيني شاهرودي من أبرز أساتذة الحوزة الدينية في النجف، وكان من رجال الدين المنشغلين بتدوين الدراسات الفقهية لآية الله أبو القاسم الخوئي الذي كان يترأس حوزة النجف كذلك، ووالدته هي ابنة سيد علي مددي موسوي قائيني، أحد أبرز رجال الدين في مدينة مشهد الإيرانية، وكل ذلك جعله على تماس مباشر ودائم مع العلوم الفقهية.



أنهى دراسته الابتدائية في المدرسة العلوية التي كان يرتادها طلاب العائلات الإيرانية، وانضم بعدها إلى حوزة النجف، وظل مع أستاذه محمد باقر الصدر طيلة الوقت، وأسس هذا الأخير حزب الدعوة الإسلامية في العراق عام 1957، وأصبح شاهرودي واحدًا من قياداته في 
سنوات لاحقة.

هو واحد من معارضي حزب البعث، وكان بمثابة حلقة وصل بين مراجع النجف الدينية في العراق وقائد الثورة الإسلامية الإيرانية، روح الله الخميني، وأصبح رئيسًا للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، فتناوب على رئاسته مع محمد باقر الحكيم، ليتفرغ هاشمي شاهرودي بعد مدة من هذا العمل لتدريس العلوم الدينية في الحوزة في قم، فعاد للتركيز على منهج أستاذه محمد باقر الصدر، وحصل على مرتبة "آية الله العظمى" وهو ما جعله مرجع تقليد.

يرى كثر أن شاهرودي رغم اطّلاعه في المجال الديني، غير قادر على القيادة السياسية، ومع ذلك نجح من خلال العلوم الفقهية نفسها بالدخول إلى المؤسسات السياسية الإيرانية المحكومة أساسًا بنظام يقوم على الشريعة.

تقرب من خامنئي تدريجيًا بعد أن أصبح هذا الأخير مرشداً في 1989، وبدأ شاهرودي بتقديم مقترحات لتطوير الحوزة في قم، ولتشكيل مجلس الثورة الثقافية الذي يهدف للوقوف بوجه أي توجهات غربية، وهي وجهة نظر محافظة بامتياز.

أصبح رئيساً للسلطة القضائية في إيران لعشر سنوات، وكان من رجال الدين الأعضاء في لجنة صيانة الدستور لخمس دورات، وظل عضواً في مجلس الخبراء لثلاث دورات، وهي المؤسسة التي يحق لها تعيين خلف للمرشد، كما حصل شاهرودي على منصب رئيس اللجنة العليا لحل النزاعات بين السلطات الثلاث في 2011.

شاهرودي محسوب على زعامات الصف الثاني في إيران، فهو محافظ وتواجد في غالبية مراكز صنع القرار، وعلاقته لم تكن جيدة بالإصلاحيين، فقد كان رئيس السلطة القضائية وعضو لجنة صيانة الدستور التي أشرفت على انتخابات 2009 وانتهت باحتجاجات الحركة الخضراء تشكيكًا بنزاهة النتائج، ومع هذا توقع البعض في الداخل الإيراني أن يطرح اسمه ليكون خلفًا للمرشد الحالي، كونه محافظاً وقريباً من المعتدلين، وعلاقته جيدة بمجلس خبراء القيادة، المؤسسة المعنية بهذا التعيين.

دلالات