انسحاب الولايات المتحدة من سورية: ترحيب روسي وقلق إسرائيلي

انسحاب الولايات المتحدة من سورية: ترحيب روسي وقلق إسرائيلي

19 ديسمبر 2018
واشنطن قررت سحب كامل جنودها من سورية (فرانس برس)
+ الخط -
مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رسميًا، مساء اليوم الأربعاء، بدء سحب القوات الأميركية المتمركزة في عدة مناطق بسورية، بعد عدة تسريبات إعلامية متلاحقة على مدار اليوم؛ قوبل القرار الأميركي بترحيب روسي وقلق إسرائيلي، فيما لم تصدر بعض الأطراف الأخرى وعلى رأسها إيران والنظام السوري نفسه مواقف معلنة حتى الآن.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت في بيان: "التحالف الدولي بقيادة واشنطن حرر الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش"، لكن الحملة ضده لم تنته". وأضافت: "بدأنا عملية إعادة القوات الأميركية للوطن من سورية مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من الحملة"، مضيفة أنه "من أجل حماية القوات ولأسباب تتعلق بأمن العمليات لن ندلي بمزيد من التفاصيل. سنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا لهزيمة التنظيم حيثما ينشط".

وفي مقر "البنتاغون"، أجرى نائب الرئيس الأميركي مايك بنس محادثات مع وزير الدفاع جيمس ماتيس، بالتزامن مع الإعلان، وتجاهل الرد على أسئلة الصحافيين لدى وصوله، وفق ما أوردت وكالة "رويترز"، علمًا أن ماتيس كان من المعارضين لانسحاب متسرع من سورية، وسبق أن صرح  في يونيو/ حزيران الماضي قائلاً: "يتعين أن نتجنب ترك فراغ في سورية، يمكن أن يستغله نظام الأسد أو من يدعمه"، وفق ما نقلت "فرانس برس".


تشاووش أوغلو وبومبيو يجريان اتصالاً

تناول وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، مساء الأربعاء، ونظيره الأميركي، مايك بومبيو، قرار الولايات المتحدة الخاص باعتزامها سحب وحداتها العسكرية من سورية. وبحسب مصادر دبلوماسية تركية، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جرى بين الوزيرين.


انتقادات داخلية

وقوبل قرار ترامب بأصوات منتقدة في الداخل الأميركي، إذ سارع السناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى إبداء تحفظاته، معتبرًا عبر "تويتر" أن "انسحاب هذه القوة الأميركية الصغيرة من سورية سيكون خطأً فادحًا، على طريقة (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما"، مضيفًا "لم يتم حتى الآن إلحاق هزيمة بتنظيم "داعش" في سورية والعراق ولا في أفغانستان التي زرتها للتو".

الموقف ذاته صدر أيضًا عن السناتور الجمهوري ماركو روبيو، الذي اعتبر أن الانسحاب الكامل والسريع للقوات الأميركية من سورية سيكون "خطأً فادحًا" تتجاوز تداعياته المعركة ضد "داعش".

بدوره، قال إيلان غولدنبرغ الدبلوماسي الرفيع السابق في إدارة أوباما: "نحن على وشك ارتكاب الخطأ نفسه الذي ارتكبناه مرارًا في الشرق الأوسط خلال الأعوام العشرين الفائتة"، وهو ما ذهبت إليه زميلته السابقة أيضًَا في إدارة أوباما ويندي شيرمان، التي شاركت في المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني، بالقول "إن سحب قواتنا من سورية لا يشكل استراتيجية للشرق الأوسط"، مضيفة أنه "تم إحراز بعض التقدم في محاربة "داعش"، لكن روسيا لا تزال تناور وإسرائيل في خطر دائم والأسد، الزعيم الوحشي، يشعر بالارتياح. لا توجد استراتيجية حقيقية بشأن إيران (...) هناك العديد من الأسئلة والقليل من الأجوبة"، وفق ما نقلت عنهما "فرانس برس".

ترحيب روسي

وفي روسيا الداعمة لنظام بشار الأسد، كان ثمّة ترحيب رسمي بالخطوة الأميركية، إذ نقلت وكالة "تاس" عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن قرار سحب القوات الأميركية من سورية يساعد على التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة هناك.

ونسبت تاس أيضًا إلى الوزارة، قولها إن مبادرة لتشكيل لجنة دستورية سورية ستكلل بالنجاح مع انسحاب القوات الأميركية.



نتنياهو يحذّر

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أبلغه ترامب بالقرار مسبقًا حسب قوله، أن إسرائيل ستدرس تداعيات الانسحاب الأميركي من سورية، لكنها "تعرف كيف تدافع عن نفسها" ضد تهديدات محتملة.

وقال في بيان أصدره مكتبه: "سنقوم بدراسة برنامجهم الزمني وكيفية تنفيذه وتداعيات ذلك بالنسبة إلينا. ولكن في أي حال؛ سنكون قادرين على حماية أمن إسرائيل والدفاع عن أنفسنا".

وأورد نتنياهو أنه تشاور الإثنين مع ترامب، والثلاثاء مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قائلًا: "أبلغتني الإدارة الأميركية أن الرئيس يعتزم سحب القوات من سورية، موضحة أن لدى (الأميركيين) وسائل أخرى لممارسة نفوذهم في هذه المنطقة".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون