ماي تتحدى كوربين: تقدم واطرح سحب الثقة مني بالبرلمان

ماي تتحدى كوربين: تقدم واطرح سحب الثقة مني بالبرلمان

18 ديسمبر 2018
تصاعت لهجة الخطاب بين ماي وكوربين(جون ستيلول/ فرانس برس)
+ الخط -
تحدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي زعيم أكبر الأحزاب المعارضة جيريمي كوربين أن يتقدم بطلب سحب الثقة من حكومتها رسمياً مساء أمس، بعد أن ضمنت دعم نواب حزبها والحزب الاتحادي الديمقراطي الإيرلندي. 

وكان زعيم حزب العمال قد تقدم مساء الاثنين بطلب التصويت على الثقة على رئيسة الوزراء فقط، وليس كامل الحكومة، في حركة رمزية، اعتراضاً على عدم طرح الحكومة لاتفاق التصويت على بريكست على البرلمان قبل عطلة الأعياد التي تبدأ يوم الجمعة.

ورفضت رئاسة الوزراء طلب كوربين بمنح البرلمان فرصة للتصويت على أداء رئيسة الوزراء، حيث يجب عليه الانتظار حتى العام المقبل لكون الأيام المتبقية من دوام البرلمان هذا العام، تقوم الحكومة الحكومة بتحديد جدول أعمالها.

إلا أن كوربين يتجنب التصويت على الثقة في الحكومة، وهو تصويت ملزم يتم نقاشه في غضون 24 ساعة من طرحه أمام البرلمان، وفقاً للقانون البرلماني. ويعود تردد كوربين إلى أنه وفي حال فشل التصويت على سحب الثقة من الحكومة فسيضطر إلى دعم خيار الاستفتاء الثاني على بريكست، وهو خيار غير مفضل لدى قيادة العمال.



وكانت المعارضة البرلمانية قد اتهمت رئاسة الوزراء "بالهرب خوفاً" لأنها رفضت منح وقت للتصويت غير الملزم على الثقة في ماي كرئيسة للوزراء، بينما رد حزب المحافظين بأن حزب العمال لجأ إلى مثل هذه المناورة لأنه اكتشف عدم قدرته على كسب تصويت بسحب الثقة من الحكومة.

ووفقاً لقانون البرلمان الذي أقر عام 2011، يجب أن ينص الطلب على "أن المجلس لا يمتلك الثقة في حكومة جلالتها"، بينما كان الطلب الذي تقدم به كوربين "تصويتا بعدم الثقة في رئيسة الوزراء".
وبينما يحظى العمال بتأييد أحزاب المعارضة الأخرى مثل الديمقراطيين الأحرار والقومي الإسكتلندي، لمح متمردو المحافظين ممن طلبوا سحب الثقة من ماي الأسبوع الماضي، إلى أنهم سيدعمونها في وجه المعارضة، وانضم إليهم في ذلك الحزب الإيرلندي.

وقال نايجل دودز، زعيم كتلة الحزب الاتحادي الديمقراطي، إن حزبه سيدعم حكومة ماي لبينما تضمن التعديلات على اتفاق بريكست، مؤكداً أنهم يقفون ضد تحركات العمال.

أما مجموعة الأبحاث الأوروبية المتمردة على ماي، فقد قالت إنها ستدعم رئيسة الوزراء، على لسان المتحدث باسمها ستيف بيكر "إن المحافظين المشككين في أوروبا واضحون في دعمهم للولاية الديمقراطية لتريزا ماي كرئيسة للوزراء. سنصوت ضد العمال في أي تصويت على الثقة."

وتأتي هذه المشادة بين زعيمي أكبر حزبين بريطانيين في وقت تطرح فيه ماي ثلاثة خيارات على حكومتها حول الاحتمالات المتاحة أمام بريكست، وفقاً لمصادر خاصة بصحيفة التايمز البريطانية.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادرها أن الخيارات الثلاثة شديدة السرية لدرجة أن الوزراء لن يطلعوا عليها حتى دخولهم الاجتماع. ولكن التايمز تعتقد أن الخيارات متعلقة بمدى دعم سيناريو بريكست من دون اتفاق بين وزراء الحكومة.



وينتظر، وفقاً للصحيفة، أن يدعم الوزراء تصعيد التحضيرات الخاصة بالخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، وهو ما يعكس انعدام الثقة في قدرة ماي على تمرير اتفاقها في البرلمان، أو الحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي.

أما الخياران الآخران، واللذان ينتظر أن يرفضهما الوزراء، فينص أولهما على إيقاف التحضيرات للبريكست من دون اتفاق، بناء على الاعتقاد بإمكانية تمرير اتفاق بريكست في مجلس العموم. وأما الثاني فينص على التعامل مع مع تحضيرات بريكست كحالات منفردة وكل وزارة على حدة.

ويبدو أن ماي تسعى لتجنب الخيارات الأخرى التي يتم تداولها من استفتاء ثان أو اتفاق على النموذج النرويجي، وتركز جهودها على الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق في حال رفض صفقتها.

وكانت رئاسة الوزراء البريطانية قد أعلنت عن تأجيل موعد التصويت على اتفاق بريكست إلى الأسبوع الثالث من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل. ووفقاً لقانون الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي أقره البرلمان بداية الصيف الماضي، يجب على ماي أن تطلع النواب على ما تنوي عمله في موعد أقصاه 21 يناير/ كانون الثاني، في حال التصويت ضد اتفاقها.

المساهمون