الجامعة العربية تطالب بموقف موحد يتمسك بالحقوق القومية للقدس

الجامعة العربية تطالب بموقف موحد ضد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

18 ديسمبر 2018
بحثت الجامعة العربية التصعيد الإسرائيلي(Getty)
+ الخط -
قرر مجلس جامعة الدول العــربية على مســـتوى المنـدوبين الــدائمين، اليوم الثلاثاء، توجيه رسائل ثنائية عاجلة على أعلى المستويات إلى رئيس البرازيل المنتخب، جايير بولسونارو، وحكومة أستراليا، لحثّهما على الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالمكانة القانونية للقدس المحتلة.

جاء ذلك في قرار صدر عن اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، التي عُقدت برئاسة السودان، لبحث التحريض الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية.

وقرر المجلس إبلاغ سفراء البرازيل وأستراليا لدى الدول الأعضاء بالموقف العربي ضد أي قرار ينتهك المكانة القانونية لمدينة القدس ووضعها القانوني والتاريخي القائم.

كما قرر المجلس توجيه فريق حكومي عالي المستوى من الدول الأعضاء بالجامعة العربية والأمانة العامة، تشكله الأمانة العامة بالتنسيق مع الدول الأعضاء، للقاء المسؤولين البرازيليين والأستراليين، وإبلاغهم رسالة الجامعة بهذا الشأن.

وطلب من مجلسي السفراء العرب في البرازيل وأستراليا لمواصلة تحركهما لدى وزارتي الخارجية والبرلمانات والأحزاب السياسية في البلدين، لإبلاغ رسالة الجامعة في هذا الشأن.

ودعا المجلس الرئيس البرازيلي المنتخب، إلى عدم اتخاذ أي مواقف تُخلّ بالمكانة القانونية لمدينة القدس الشريف، حفاظاً على أواصر الصداقة والعلاقات مع الدول العربية، والمواقف التاريخية البرازيلية الملتزمة بالقانون الدولي، والداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأدان المجلس ورفض قرار الحكومة الأسترالية بشأن مدينة القدس، والذي أتى في سياق مُنحاز للاحتلال الإسرائيلي ومتناقض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالمكانة القانونية لمدينة القدس الشريف، وطالبها بالتراجع عنه وعدم الإقدام على أي خطوة غير قانونية بهذا الشأن.

وأعرب المجلس عن دعم الإجراءات التي تقوم بها دولة فلسطين في محكمة العدل الدولية ضد أي دولة تنتهك الاتفاقيات الدولية بما يمس بالمكانة القانونية لمدينة القدس.

وأكد المجلس عزم الدول الأعضاء التصدي لأي قرارات تُخلّ بالمكانة القانونية للقدس، واتخاذ الإجراءات المناسبة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية إزاء هذه الخطوات غير القانونية.

وأكد المجلس متابعة تنفيذ "خطة العمل المتكاملة لمواجهة قرار الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل سفاراتها إليها".

ودعا المجلس البرلمان العربي إلى التحرك العاجل لتحقيق أهداف هذا القرار.

وطلب المجلس من المجموعة العربية في نيويورك عقْد لقاءات مع ممثلي المجموعات الإقليمية المعنية بهدف منع أي إجراءات أحادية تنتهك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بمكانة القدس الشريف. مشدداً على ضرورة التنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات والمجموعات الإقليمية والدولية بشأن أهداف هذا القرار.

وطلب مجلس الجامعة العربية من الأمين العام عمل اللازم لتنفيذ هذا القرار ورفع تقرير بشأنه للدورة القادمة لمجلس الجامعة.

وكانت جامعة الدول العربية، قد طالبت في وقت سابق اليوم، بضرورة إيجاد موقف عربي قوي للتفاعل مع أيّ قرار أو خطاب أو نية لأي دولة تجاه القدس المحتلة، مشددة على ضرورة التمسك بالحقوق القومية والالتزام بالشرعية الدولية بخصوص وضعية مدينة القدس.

 وحذرت الجامعة العربية، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، من تداعيات الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي، لما يشكله ذلك من آثار وتداعيات سلبية على المنطقة، مؤكدة عدم التخلي العربي عن قضيته الأولى ودعمها وإسنادها لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال، والعودة، وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية.
 
وقال السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، في كلمة له خلال الاجتماع، إن جيش الاحتلال والمستوطنين المدججين بالسلاح يشنون عدواناً واسعاً على المدنيين الفلسطينيين، معتبراً أن هذا العدوان الإسرائيلي هو استمرار لإرهاب الدولة المنظم في حملة تحريض واسعة تمارسها بصورة معلنة شخصيات رسمية وحزبية ودينية. 

وأشار أبو علي إلى أن هذه الممارسات التي يقوم بها الاحتلال، تعتبر جزءاً من مخططات أبعد، لتحديد مسار ومصير القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن التهديدات الاحتلالية طاولت أبعد الحدود وبلغت حياة الرئيس الفلسطيني، في تحد لقرارات المجتمع الدولي. 

كما شدد أبو علي على ضرورة حثّ المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته وإنفاذ قراراته بتوفير الحماية للفلسطينيين وقيادتهم الشرعية عن طريق إنهاء الاحتلال، مبيناً أن هذا التصعيد الأخير يستهدف تحطيم الموقف والإرادة العربيَين من خلال استهداف قضيته المركزية فلسطين، ومحاولة يائسة لكسرها وإلغائها. 



وكانت الجامعة العربية قد دعت أمس الأول الأحد إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين، لبحث التصعيد الإسرائيلي الخطير في الأراضي المحتلة، ولمناقشة الموقف المرتقب لرئيس البرازيل المنتخب جايير بولسونارو بشأن اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ونقل سفارة بلاده إليها، بالإضافة إلى الموقف الأسترالي بشأن الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة للاحتلال، وما يتضمنه ذلك من مخالفة للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية حول المكانة القانونية للمدينة المقدسة.


المساهمون