تصاعد وتيرة القصف التركي شمالي العراق ينذر بأزمة إنسانية

تصاعد وتيرة القصف التركي شمالي العراق ينذر بأزمة إنسانية جديدة

17 ديسمبر 2018
أنقرة تحاول التصدي للعمال الكردستاني (فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر محلية عراقية كردية في مدينة سوران التابعة لمحافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، اليوم الاثنين، لـ"العربي الجديد"، إن الطيران التركي عاود القصف مجددا داخل قرى حدودية عراقية، وسط تسجيل موجات نزوح لعائلات قروية كردية شوهدت بشاحنات كبيرة مع مواشيها تغادر مناطق سيدكان وبرزان وزيباري وآكري.


وأبلغ مسؤول عراقي رفيع بإقليم كردستان العراق "العربي الجديد"، بأن القصف التركي الجوي وصل لأول مرة إلى حدود قضاء سوران، حيث استهدفت مقاتلات تركية قرية داخل ناحية سيدكان التابعة لقضاء سوران العراقي التابع لمحافظة أربيل.
وبين أن القصف استهدف قرية سور بابير، في ساعة متأخرة من يوم أمس وأن عمليات القصف المدفعي تجددت أيضا فجر اليوم، مؤكدا أن "القصف طاول حتى الآن أكثر من 10 قرى خلال الأيام الماضية ضمن سلسلة جبال قنديل ومناطق سيدكان وبرزان وزيباري وآكري".
وأشار إلى أن القصف تسبب بخسائر مادية فقط في ممتلكات المواطنين وأراضيهم الزراعية، مؤكدا أن طائرات المراقبة التركية تحوم بسماء القرى والبلدات العراقية منذ يومين.
وكشف أن تلك المناطق لا تتواجد بها قوات الجيش العراقي أو "البشمركة" وتعتبر بمثابة مناطق ساقطة أو خارج السيطرة وباتت مسرحا للعمليات العسكرية التركية ومسلحي "حزب العمال الكردستاني".
من جانبه، قال صادق حاج آمين أحد سكان قرية كادانا الحدودية مع تركيا لـ"العربي الجديد"، إن العشرات من سكان قرى بانيي وكوركافي وكادانا وسور بابير ومناطق أخرى باشروا عملية النزوح بمن فيهم هو.
وأضاف "من يضمن أن أحد تلك الصواريخ لا يسقط على رؤوسنا، نحن وأسرنا في حالة رعب كبيرة وأخذنا ما خف وزنه وغلا ثمنه"، وفقا لقوله.
وأكد أن "الحديث عن عدم وجود ضحايا جراء القصف غير مؤكد كون المنطقة لا توجد بها مراكز صحية أو حتى عيادات أطباء وهي تحت رحمة الله فقط"، وختم بالقول إنهم "وقعوا ضحية إرهاب حزب العمال والقصف التركي وحاليا يسعون للبحث عن ملاذ مؤقت".
بالمقابل أكدت مصادر حقوقية في أربيل عن تحرك منظمة البارزاني للأعمال الخيرية لاستقبال النازحين جراء التأزم الأمني في القرى الحدودية العراقية التركية.
في الأثناء كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، سعران الأعاجيبي، اليوم الاثنين، عن أن جلسة يوم غد الثلاثاء للبرلمان ستناقش القصف التركي المتكرر على شمال العراق.
واعتبر أن استنكار الحكومة للاستهداف التركي للعراق، يعبر عن موقف ضعيف، ويجب المطالبة باتخاذ إجراءات جدية لوقف القصف.



بالمقابل قال عضو المجلس المحلي لمدينة سنجار كاميران إبراهيم لـ"العربي الجديد"، إن "الشارع العراقي الكردي مع التخلص من مسلحي حزب العمال فمنذ سنوات هناك عشرات القرى معطلة والناس بحال مزرية بسببهم وحولوا مناطق المدنيين إلى قواعد عسكرية". وتابع مخاطبا "العمال الكردستاني": "أنتم تطالبون بأمور لا تعنينا وهي بالنهاية داخل تركيا فلماذا تجلبون الدمار لنا"، متهما "الحكومة العراقية بالضعف كونها قادرة على طرد مسلحي الحزب وممارسة سلطتها الدستورية على المنطقة بعيدا عن تدخل تركيا والقصف اليومي المرعب للسكان".