نتنياهو متباهياً بالتطبيع غير المشروط لدول عربية: لأننا الأقوى

نتنياهو متباهياً بالتطبيع غير المشروط مع دول عربية: لأننا الأقوى

17 ديسمبر 2018
الرياض تواصل بعث رسائل التطبيع لإسرائيل (رونين زفولين/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي تواصل وسائل الإعلام في تل أبيب إحصاء "بوادر حسن النية" التي تبعث بها السعودية والدول المرتبطة بها تجاه إسرائيل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل والعالم العربي "يمران حاليا في عملية تطبيع للعلاقات، دون أن يشترط الحكام العرب لتطور العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب إحراز أي تقدم على مسار التفاوض مع الفلسطينيين".

وفي لقائه مساء أمس بسفراء إسرائيل المعتمدين في دول أميركا اللاتينية، آسيا، وأفريقيا، شدد نتنياهو على أن "تحولا هائلا قد طرأ بسبب حاجة العالم العربي للتكنولوجيا والابتكارات الإسرائيلية، علاوة على رغبة الدول العربية في الاستفادة من هذه التكنولوجيا في تطوير قطاعات الماء، الكهرباء، الطب، والتقنيات المتقدمة، وهذا ما سمح بفتح مجال عمل أمام الشركات الإسرائيلية في العالم العربي".

 وأشار إلى أن التطور في العلاقة مع العالم العربي يتواصل على الرغم من الجمود على مسار التفاوض مع الفلسطينيين. وأوضح أن حدوث اختراق في المفاوضات مع الفلسطينيين "كان يمكن أن يسمح بتطبيع العلاقات مع العالم العربي بعيد التوقيع على أوسلو"، متهما "الإرهاب الفلسطيني" بالحيلولة دون ذلك، وفق مزاعمه. 

وأفسحت العلاقات المتطورة بين بعض الدول العربية والاحتلال، من جهة، والتخلّي، بل والتواطؤ في كثير من الأحيان على القضايا المرتبطة بالفلسطينيين، من جهة ثانية، المجال أمام نتنياهو للتباهي، قائلا: "العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي باتت أكثر قوة بدون الفلسطينيين، فتطورها لم يعد مرتبطا بنزواتهم، فأنظمة الحكم العربية تبحث عن العلاقة مع الطرف الأقوى، وهذا يدلل على أنه كلما تعاظمت قوتتا العسكرية ومنعتنا في كل المجالات فإن هذا يحسن مكانتنا الدبلوماسية"، على حد ادعاءاته.

وأضاف أن لديه تصورا آخر للعلاقة بين التطبيع مع العالم العربي وإمكانية إحراز تقدم على مسار العلاقة مع الفلسطينيين، مشددا على أنه "ثبت أن التطبيع مع العالم العربي وتطور العلاقة معه هو ما قد يفضي إلى تحسين العلاقة مع الفلسطينيين، وليس العكس".

يذكر أن نتنياهو أبلغ سفراء إسرائيل في أوروبا الأسبوع الماضي، بأنه يتوقع أن تسمح السعودية لطائرات شركة "العال" الإسرائيلية بالتحليق في أجوائها، إلى جانب تأكيده أن سلطان عمان قابوس بن سعيد وافق، خلال اجتماعه به قبل شهر في مسقط، على السماح لطائرات الشركة بالتحليق في أجواء السلطنة.

من ناحيتها، لم تستبعد صحيفة "معاريف"، في عددها الصادر اليوم الإثنين، أن يكون التطور على مسار التطبيع مرتبطا بما نشر قبل أسبوعين ونصف حول تحرك مشترك اتفق عليه كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتشجيع الدول العربية على توسيع علاقاتها بإسرائيل.

وفي سياق متصل، قال معلق إسرائيلي إن "السعودية والدول التي تدور في فلكها تواصل إرسال بوادر حسن النية تجاه إسرائيل".

وقال جاكي حوكي، معلق الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن ولي العهد السعودي أقدم على عدة خطوات كبيرة في مجال مغازلة إسرائيل، على رأسها إعلانه خلال مقابلات مع وسائل إعلام أميركية بأن لليهود حقا في "وطن" لهم.


وفي تحليل نشرته "معاريف" أمس، اعتبر حوكي أن سماح السعودية لشركة الطيران الهندية الوطنية بالتحليق في أجوائها عند توجهها إلى إسرائيل يعد أحد المؤشرات الواضحة على استعداد نظام الحكم في الرياض على "إسناد موقفه من تل أبيب بالأفعال". 

واعتبر تطوع صحيفة "الشرق الأوسط" التابعة للحكم السعودي، بإجراء مقابلة مع الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي رونين ملنيس، حرص فيها على إطلاق رسائل تهديد لـ"حزب الله" والدولة اللبنانية "مؤشرا آخر على طابع التوجهات السعودية". 

وأضاف: "من كان يصدق أن إحدى الصحف الكبيرة في العالم العربي تتحول إلى بوق للجيش الذي يوصف بأنه جيش احتلال لإطلاق تهديداته ضد "حزب الله"".

واعتبر أن دعوة حكومة الإمارات لوزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية الليكودية ميري ريغف لزيارة المسجد الكبير في أبو ظبي تعد من "البوادر الإيجابية" تجاه تل أبيب، مشيرا إلى أن السماح بتصوير ريغف أثناء زيارتها لأبو ظبي يدلل على طابع التوجه الإماراتي.

وحسب حوكي، فإن الدول العربية تحصل على ما تريد من إسرائيل حتى بدون تدشين علاقات دبلوماسية، مشيرا إلى أن إسرائيل تسمح لشركات السايبر فيها بتزويد بعض الدول العربية ببرمجيات، إلى جانب إرساء الكثير من مظاهر الشراكة في المجال الأمني والسياسي والإعلامي.

وأوضح أن السعودية والدول التي تسير في ركابها تنظر إلى إسرائيل كـ"معجزة"، لأنها تعتقد أن تل أبيب تقوم بمواجهة إيران نيابة عنها، مشددا على أن أنظمة الحكم في هذه الدول ترى في طهران التهديد الوجودي الأبرز عليها.