عبدالمهدي يعيد هيكلة أمن بغداد: الداخلية محلّ الجيش

عبدالمهدي يعيد هيكلة أمن بغداد: قرارات جذرية والداخلية محلّ الجيش

15 ديسمبر 2018
تعويض قوات الجيش بعناصر الداخلية (صباح أرار/فرانس برس)
+ الخط -
يتجه رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، نحو إعادة هيكلة أمن العاصمة بغداد، متخذا قرارات استثنائية وتغييرات جذرية بهذا الملف، بينما تترقب الجهات الأمنية قرارات جديدة بسحب الجيش خارج العاصمة.

وقال قائد عمليات بغداد (المسؤولة عن ملف أمن العاصمة) الفريق الركن جليل الربيعي، في مؤتمر صحافي اليوم السبت، إنّه "وبحسب توجيهات رئيس الحكومة، سيتم رفع 35 حاجزا أمنيا من العاصمة، بواقع 22 حاجزا من جانب الكرخ، و13 من جانب الرصافة".

وأكد الربيعي أنّ "بغداد اليوم آمنة، والفضل لتعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية"، مبينا "نحن بانتظار أوامر رئيس الحكومة لسحب قوات الجيش من العاصمة، وتعويضهم بعناصر من وزارة الداخلية".

وأشار إلى أنّ "أعداد عناصر قوات الجيش في العاصمة تتواجد في مناطق قليلة من بغداد"، موضحا "لدينا أكثر من 120 كاميرا مراقبة لشوارع العاصمة، وستكون الكاميرات بديلا عن الحواجز الأمنية"، داعيا الأهالي إلى "نصب كاميرات مراقبة في منازلهم ومحالهم التجارية والمولات".

وتعد خطوة سحب عناصر الجيش من العاصمة خطوة غير مسبوقة على مدى السنوات التي تلت العام 2003، ويؤكد مسؤولون أمنيون أنّها "مدروسة من كافة الجوانب"، وأنّ استقرار الوضع الأمني دفع باتجاه تفعيلها.

وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عبد المهدي يسعى لإعادة هيكلة أمن المدن، وخاصة العاصمة بغداد"، مبينا أنّه "من خلال متابعته للملف الأمني، عقب توليه رئاسة الحكومة، ركز على إحداث تغيير بهذا الملف، وبدأ بخطوات فتح المنطقة الخضراء".

وأشار إلى أنّ "تحركات عبد المهدي تأتي ضمن السياقات الأمنية، والدراسات الميدانية لأمن العاصمة، والتي أكدت إمكانية اتخاذ هذه القرارات، بسبب التحسن الأمني الواضح في بغداد"، مبينا أنّ "سحب الجيش لن يتسبب بإحداث ثغرة أمنية، بل سيتم تعويضه بقوات من الداخلية".

وأكد أنّ "الجدوى من هذا التغيير ليست فقط حفظ أمن المدن، وإنّما حفظ الجبهات والحدود، حيث ستعاد هيكلة الجيش أيضا بكامل وحداته، ليكون جاهزا لضبط الحدود، وعند ذاك سيكون العمل الأمني تكامليا، بين الأجهزة الأمنية في داخل المدن وخارجها".

وفي الوقت الذي أثنى مراقبون على خطوات عبد المهدي الأمنية، حذروا من مغبة التركيز على الجانب المعنوي أكثر من الميداني.

وقال الخبير الأمني اللواء الركن المتقاعد جمال العيثاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "خطوات إخراج الجيش من العاصمة جيدة، فلا وجود للجيش داخل المدن إلّا بالظروف الاستثنائية"، مبينا أنّه "يجب أن تدعّم هذه الخطوة بقرارات تمنع من استغلال انسحاب الجيش من قبل بعض المليشيات، وتعزز انتشارها في بغداد، الأمر الذي قد تكون له تداعيات سلبية على الأمن".

وأكد أنّ "الجانب المعنوي مهم جدا، من خلال استشعار المواطن بتحسن الملف الأمني، لكن يجب ألا يغلب هذا الجانب على الواقع الميداني، ودراسته بشكل سليم".

وكان رئيس الحكومة العراقية قد اتخذ خطوات عملية لتدعيم الملف الأمني، تقابلها خطوات بفتح طرق استراتيجية كانت مغلقة لأسباب أمنية، ومنها قراره الأخير بفتح المنطقة الخضراء وسط بغداد بعد أكثر من 13 عاما على إغلاقها.

المساهمون