تجدّد الاحتجاجات في البصرة وسط إجراءات أمنية مشددة

تجدّد الاحتجاجات في البصرة وسط إجراءات أمنية مشددة

15 ديسمبر 2018
يطالب المتظاهرون بتوفير الخدمات ووقف الفساد (Getty)
+ الخط -
تجدّدت التظاهرات الشعبية الغاضبة، مساء السبت، في محافظة البصرة جنوبي العراق، للمطالبة بتوفير الخدمات، وإبعاد الفاسدين عن مراكز صنع القرار، وسط إجراءات أمنية مشدّدة، ومخاوف من تداعيات سياسية.

وخرج العشرات من أهالي بلدة المعقل في المحافظة بتظاهرة جابت الشوارع وصولاً إلى مبنى المحافظة وسط المدينة، ودعا المتظاهرون إلى "إجراء الإصلاحات في المحافظة، وتقديم الخدمات، ومحاسبة الفاسدين".

وردّد المتظاهرون شعارات وهتافات، طالبوا خلالها بـ"إيجاد حلول للأزمة السياسية في البصرة، ومحاسبة المسؤولين المتورطين بملفات الفساد".

وأكد شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، أنّ "التظاهرات جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث طوقت قوات الأمن المتظاهرين، خاصة بعد وصولهم إلى مبنى المحافظة، وأقامت حاجزاً بشرياً، خوفاً من اقتحام المبنى".

ويؤكد القائمون على التظاهرات أنّها ستستمر حتى تستجيب الحكومة للمطالب. وقال الناشط المدني في تظاهرات المحافظة رعد التميمي، لـ"العربي الجديد"، "تظاهراتنا هي سلاحنا الوحيد لأخذ حقوقنا مّمن سلبونا إياها تحت اسم السلطة والحكومة".

وتابع "حاولت الحكومة والجهات التابعة لها والمستفيدون من الفساد وتحاول أن تفشل هذه التظاهرات، لكنّها لم تستطع ذلك، بفضل تماسك المتظاهرين وإيمانهم بقضيتهم"، مضيفاً "حراكنا مستمر وقضيتنا قائمة، رغم كل الإجراءات التعسفية التي تتخذ ضدنا".

ويصف نواب عن البصرة ما تشهده المحافظة بأنّه "انتفاضة ضدّ الفاسدين".

وقالت النائبة عن البصرة ميثاق الحامدي، في تصريح صحافي، إنّ "تظاهرات البصرة هي تعبير عن رأي ضد الذين يحاولون تغليب مصالحهم الشخصية على المصالح العامة"، مشددة على أنّ "التظاهرات هي انتفاضة ضدّ الذين سال لعابهم أمام أموال المحافظة"، بحسب تعبيرها.


يأتي ذلك في وقت يحتدم فيه الصراع بشأن انتخاب محافظ جديد للبصرة، بعد أن انتهت ولاية المحافظ أسعد العيداني الذي فاز بعضوية البرلمان العراقي، والذي يتمسّك بالمنصب ويرفض الانسحاب منه، ما تسبب بأزمة سياسية جديدة في المحافظة.

ويحذّر مسؤولون محليون من تداعيات الأزمة السياسية المتمثلة بمنصب المحافظ، التي بدأت تنعكس على الشارع البصري، بالتزامن مع تصاعد حدّة التظاهرات الشعبية.

وقال مسؤول في مجلس محافظة البصرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أزمة منصب المحافظ بدأت تلقي بظلالها على الشارع البصري، وستتحول إلى صراع حزبي على المنصب"، مضيفاً أنّ "هذا الصراع المتزامن مع تصعيد التظاهرات سيؤدي من ثمّ إلى أزمة سياسية تخلط الأوراق في المحافظة، وتنعكس سلباً على الشارع البصري".

ودعا المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، الحكومة إلى "التدخل لحسم موضوع منصب المحافظ، لما يشكّله من خطر على المحافظة".

وتظاهر المئات من أهالي البصرة، مساء أمس الجمعة، أمام مبنى الحكومة المحلية، رافعين شعارات منددة بما وصفوها عمليات "بيع وشراء" المناصب في المحافظة التي تعاني من الإهمال منذ عدة سنوات، وطالب المتظاهرون الذين حاصروا مبنى الحكومة المحلية باستقالة المحافظ أسعد العيداني والمسؤولين المقصرين، فيما استخدمت القوات العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والعصي الكهربائية لتفريق الاحتجاجات.

المساهمون