موسكو ستُشغل الـ"إس 300" في سورية...وتفاهمات روسية إسرائيلية جديدة

موسكو ستُشغل الـ"إس 300" في سورية...وتفاهمات روسية إسرائيلية جديدة

13 ديسمبر 2018
زودت موسكو نظام الأسد بالـ"إس 300" قبل 3 أشهر(Getty)
+ الخط -

كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية، "كان"، النقاب عن أن روسيا أبلغت إسرائيل قرارها بأن طاقماً روسياً سيقوم بتشغيل منظومة الدفاع الجوي المتطورة "إس 300"، التي قامت موسكو بتزويدها لنظام بشار الأسد قبل ثلاثة أشهر.

وفي تقرير بثته ليل الأربعاء، قالت المراسلة السياسية للقناة، غيلي كوهين، إن القرار الروسي أُبلغ لإسرائيل أيضاً عن طريق الإدارة الأميركية، التي حرصت موسكو على إبلاغها بالقرار.

وأشارت كوهين إلى وجود تفاوت في تقدير تداعيات القرار الروسي في الأوساط الرسمية الإسرائيلية، لافتةً إلى أنه في الوقت الذي رأت المؤسسة الأمنية مؤشراً إيجابياً، أبدت دوائر سياسية تخوفاً من انعكاساته السلبية على هامش المناورة الإسرائيلية في سورية.

واعتبرت المؤسسة الأمنية في تل أبيب أن قرار الروس عدم السماح لجيش النظام السوري بالتحكم بمنظومة الدفاع الجوية المتطورة، يمثل تلميحاً روسياً بأنه لا يوجد لدى موسكو توجه لإعاقة عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية، وأن جيش الاحتلال بإمكانه مواصلة عملياته في الأجواء السورية من دون تحدي.

في المقابل، نقلت القناة عن محافل سياسية إسرائيلية قولها إن القرار الروسي قد يعني رسالة تحذير روسية لإسرائيل بعدم مواصلة العمل داخل الأجواء السورية، مشيرة إلى أن موسكو تعي أن إسرائيل غير معنية بمهاجمة منظومة الدفاع الجوي في حال قامت بإعاقة عمل الطائرات الإسرائيلية خوفا من تفجر أزمة جدية مع موسكو بسبب المسّ بالجنود الروس الذين يديرون المنظومة.

يُذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذل جهوداً، للحصول على تطمينات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بألا يسهم حصول نظام الأسد على منظومة "إس 300" في إعاقة عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، حذرا الروس من مغبة أن يسهم حصول نظام الأسد على منظومة الدفاع الجوي المتطورة، في المسّ بمصالح إسرائيل في سورية.

وطرأ توتر كبير على العلاقة بين موسكو وتل أبيب بعد سقوط طائرة روسية بالقرب من اللاذقية قبل ثلاثة أشهر، في أعقاب شن إسرائيل غارة جوية استهدفت قاعدة سورية في المكان.

وأقر نتنياهو أخيراً بأن إسرائيل تشن عمليات عسكرية لمنع إيران من التمركز عسكرياً في سورية، وبهدف إحباط وصول السلاح إلى "حزب الله".

من جهتها، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر، اليوم الخميس، أن الاجتماع الذي عقده أمس قادة عسكريون إسرائيليون مع قيادات في الجيش الروسي في موسكو أسفر عن تفاهمات جديدة لتعزيز التنسيق بين الجانبين في كل ما يتعلق بسورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوفد الإسرائيلي، الذي قاده رئيس شعبة العمليات في هيئة أركان الجيش أهارون حليوا، أطلع قادة الجيش الروسي على تفاصيل عملية "درع الشمال"، التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي حالياً للبحث عن أنفاق يزعم أن "حزب الله" حفرها على الحدود مع لبنان.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية في تل أبيب قولها إن الجنرالات الإسرائيليين أبلغوا نظراءهم الروس، عزم إسرائيل على مواصلة تنفيذ العمليات الهادفة إلى منع إيران من التمركز عسكريا في سورية.

ولفتت المصادر إلى أن الجانبين اتفقا على التعاون الثنائي، لضمان عدم حدوث احتكاكات سلبية في سورية، مشيرة إلى أن الاجتماع يعد مواصلةً للقاءات التي جمعت نتنياهو وبوتين.