البنتاغون يحذّر أنقرة من مهاجمة القوات الكردية في سورية

البنتاغون يحذّر أنقرة من مهاجمة القوات الكردية في سورية

13 ديسمبر 2018
تهدد تركيا بعمل عسكري شمال سورية (Getty)
+ الخط -
حذرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأربعاء، تركيا من شنّ أيّ هجوم ضدّ القوات الكردية في شمال سورية، وقال البنتاغون إن أي هجوم سيكون "غير مقبول".

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الكابتن شون روبرتسون، وفق ما أوردت "فرانس برس"، إنّ "إقدام أيّ طرف على عمل عسكري من جانب واحد في شمال شرقي سورية وبالأخصّ في منطقة يحتمل وجود طواقم أميركية فيها، هو أمر مقلق للغاية". وأضاف أنّ "أيّ عمل من هذا القبيل سنعتبره غير مقبول".

وفي الوقت ذاته، أكد البنتاغون أنّ "أميركا ملتزمة بأمن تركيا الحدودي، لكن قوات سورية الديمقراطية تظل شريكاً ملتزماً ضد تنظيم داعش".

وأضافت الوزارة الأميركية في بيان: "التنسيق والتشاور بين أميركا وتركيا هما السبيل الوحيد لمعالجة القضايا الأمنية بالمنطقة".

وأتى التحذير الأميركي، بعيد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنّ بلاده ستنفّذ في غضون أيام عملية جديدة في سورية ضد المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.

بدوره، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأربعاء، رفض بلاده تدريب الولايات المتحدة مقاتلي القوات الكردية في سورية والمنضوين ضمن "قوات سورية الديمقراطية". جاء ذلك في تصريح على هامش مشاركته في حفل بمناسبة يوم القوات المسلحة البوسني، في سفارة سراييفو لدى أنقرة.

وقال أكار، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول": "لا نسمح ولن نغض الطرف بأي شكل من الأشكال عن إنشاء ممر إرهابي جنوبي تركيا، بما فيها منطقة شرق الفرات (شمال سورية)".

وأوضح أنّ بلاده ستواصل الحفاظ على حقوق شعبها في البر والبحر والجو، وفقاً للقوانين الدولية وبنفس المستوى من العزم الذي كانت عليه دائماً.

وتابع أنّ "تركيا ستواصل بعزم كفاحها وعملياتها ضد التنظيمات الإرهابية، حتى يتم القضاء على آخر إرهابي".

وأشار أكار إلى أنّ تطورات ميدانية، خاصة شمال العراق وسورية، تتسبب بـ"أحداث مأساوية"، منتقداً تلكؤ الاتحاد الأوروبي في دعم بلاده، ضمن هذا الإطار.


"قسد" تعلن النفير العام وتستنجد بالنظام

من جهتها، قالت "وحدات حماية الشعب" الكردية، المكوّن الأبرز في مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إنّ "التهديدات تتزامن للمرة الثالثة مع تقدّم قواتنا ضدّ الإرهابيين، وهذه المرة مع دخول قواتنا إلى هجين بدأ أردوغان بتهديد مناطقنا".

كما أعلنت "الإدارة الذاتية الكردية"، مساء الأربعاء، النفير العام في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية، واستنجدت بقوات النظام السوري، للوقوف في وجه تركيا، في حال إقدامها على عملية عسكرية شرقي نهر الفرات.

ودعت الإدارة المشكّلة من أحزاب وقوى عاملة في مناطق مليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، في بيان، للوقوف ضد ما سمّتها "السياسات الاستعمارية للدولة التركية".

وناشد البيان، الأمم المتحدة، والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، اتخاذ موقف ضد التهديدات التركية، لأنّها "تخرق القانون الدولي وتناقض مبادئ الناتو، كونها تستهدف منطقة لا تشكل خطراً عليها"، بحسب البيان.

كما طالب البيان، حكومة النظام، بـ"اتخاذ موقف رسمي ضد التهديدات التركية"، متهماً أردوغان بأنّه "يريد أن يحتل جزءاً من سورية، وهذا يعتبر اعتداء على السيادة السورية"، وفق البيان.


وبالتزامن مع ذلك، تحدّثت مصادر في المعارضة السورية المسلّحة، عن أنّ العملية التركية قد تستهدف في بدايتها مدينة عين العرب أو تل أبيض بريف الرقة الشمالي.

واستهدف الجيش التركي، الشهر الماضي، مواقع ونقاطا تابعة لمليشيا "قسد" في عدّة مناطق بشرق الفرات، ومنها محيط عين العرب المعروفة باسم "كوباني" وتل أبيض.

وتصنّف تركيا "وحدات الحماية الكردية" بأنّها جزء من "حزب العمال الكردستاني" المصنّف إرهابياً على لوائح تركيا وعدّة دول أخرى.