الانتخابات الأميركية تدخل عدداً قياسياً من النساء إلى الكونغرس

الانتخابات الأميركية تدخل عدداً قياسياً من النساء إلى الكونغرس

08 نوفمبر 2018
تعتبر أوكازيو كورتيز أصغر نائبة في الكونغرس(Getty)
+ الخط -

لم يسجل الديمقراطيون فوزاً ساحقاً في انتخابات نصف الولاية الأميركية، لكن هذا الاقتراع شهد صعوداً كاسحاً للنساء، مع شخصيات قوية يمكن أن تغير الوضع القائم.

ومع أن النتائج ليست نهائية حتى الآن، فإن آخر التقديرات تظهر أن ما لا يقل عن مئة امرأة سيكن عضوات في مجلس النواب الجديد في يناير/كانون الثاني 2019، أي بزيادة 15 امراة عن رقم قياسي سابق (85)، إضافة الى 22 امرأة في مجلس الشيوخ.

وبعد 20 شهراً من "مسيرة النساء" الكبيرة مع ملايين النساء اللواتي تظاهرن معتمرات قلنسوات وردية عبر الولايات المتحدة ضد دونالد ترامب، وبعد عام من ولادة حركة "me too" التي يحركها معارضون للرئيس الجمهوري، بدا أن هذه الموجة النسائية تشمل بشكل شبه تام المعسكر الديمقراطي.

وأكثر من ثلث المنتخبات في مجلس النواب جديدات على العمل السياسي. وكثيرات منهن يتحدرن من أقليات إثنية ودينية وجنسية.

ومن بين هؤلاء النساء إيانا بريسلي، أول امرأة داكنة البشرة تنتخب في الكونغرس عن ولاية ماساشوستس، وإلهان عمر في مينيسوتا، ورشيدة طليب في ميشيغن، وشاريس ديفيدز، وديب هالاند في نيومكسيكو.

وهناك أيضاً ألكسندريا أوكازيو-كورتيز، وهي نيويوركية من أصل إسباني، التي باتت، وهي في سن 29 عاماً، أصغر نائب في الكونغرس، وهي أصغر ببضعة أشهر من آبي فينكينوير، أول امرأة تنتخب في الكونغرس عن ولاية إيوا.

ومع أن الرقم القياسي للحاكمات المنتخبات لم يحطم، فان ثلاث ولايات هي إيوا وداكوتا الجنوبية وماين انتخبت نساء للمرة الأولى، إضافة إلى منطقة غوام الصغيرة.

ولكن ماذا سيتغير في الكونغرس؟

تأمل ماريا جوبين-لديز، الناشطة في بوسطن، أن تفرض النساء أولويات جديدة يدافع عنها الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي.

وقالت "أتوقع أن نرى المزيد من الإجراءات لصالح النساء والمهاجرين، ولتقليص الفوارق في الدخل".

لكن كيلي ديتمر، من "المركز الأميركي للنساء في السياسة" في جامعة روتغيرز، ترى أنه من المبكر معرفة أي أولويات ستركز عليها العضوات الجديدات، لافتةً إلى أن "الأهم هو أن تأتين بتنوع في وجهات النظر".

وللمرة الأولى مثلاً، ستسمع أميركيات مسلمات أصواتهن في المستوى التشريعي الاتحادي "حيث يتم التعرض لمسائل الحرية الدينية والأمن القومي، لكن مع تمييز ضد المسلمين"، بحسب الخبيرة ذاتها.

ووعدت الكثير من العضوات الجديدات بإسماع صوت الناس العاديين إزاء النخب السياسية المتهمة بأنها في قطيعة مع المشاكل اليومية للطبقة المتوسطة.

وقالت حاكمة ميشيغن المنتخبة الديمقراطية غريتشن وايتمير، إن الكثير من النساء فزن "لأنهن بقين مركزات على المشاكل التي يتم الخوض فيها مع الواجبات وهي التي تهم فعلاً الأسر".

كما أن للكثير من النساء المنتخبات شخصيات قوية، ولم يشكل فوزهن في الاقتراع إلا آخر معاركهن بعد سنوات من الكفاح ضد التمييز الراجع لأصولهن الإثنية أو الدينية أو ميولهن الجنسية.

ولاحظت ديتمر أنهن كثيراً ما تكن "مدفوعات بالرغبة في التوصل الى دفع الأمور قدماً"، مع "مقاربة تركز على النتائج". وهذا قد يدفعهن الى إبرام تسويات ومساعدة الكونغرس "على أن يكون مثمراً" كما تأمل، مع إقرارها بأن خطر تأجيج الانقسامات قائم، بسبب كون أغلبيتهن من الحزب الديمقراطي.

والدليل على السعي للحصول على نتائج، ما فعلته بريسلي، المنتخبة الجديدة، حيث رفضت الحديث عن تحقيق فوز، قائلةً لأنصارها في بوسطن "لن أتحدث عن نصر إلا عندما نتوصل الى الإنصاف والعدل والمساواة".

غير أنه، ورغم وجود مئة امرأة في مجلس النواب، لا تزال نسبة النساء لا تزيد عن 25 في المئة. ولا تزال الولايات المتحدة في أدنى الترتيب بين الـ49 دولة ذات الدخل العالي، لجهة تمثيلية النساء، بحسب دراسة لمعهد "بو" الذي صنّف الولايات المتحدة في الرتبة 33 في 2015.

وقالت ديتمر "لا ينبغي الإفراط في التوقعات. حتى إن تمكنت النساء من إحراز مكاسب جوهرية، لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به للتوصل إلى المساواة".

(فرانس برس)