جولتا "حماس" مصرياً وهنية إقليمياً: استعجال التهدئة وحضور سعودي

جولتا "حماس" مصرياً وهنية إقليمياً: استعجال التهدئة وحضور سعودي

22 نوفمبر 2018
تساؤلات مصرية عن نوع الصواريخ المستخدمة في المعركة الأخيرة(Getty)
+ الخط -


توجه وفد قيادي من حركة "حماس" في قطاع غزة إلى العاصمة المصرية القاهرة، تلبية لدعوة رسمية مصرية تسلمتها قيادة الحركة أخيراً. ويضم وفد الحركة، الذي غادر قطاع غزة عبر معبر رفح، أعضاء المكتب السياسي خليل الحية وروحي مشتهى، وطاهر النونو، في حين سينضم لهم نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" صالح العاروري، وعضو المكتب السياسي حسام بدران، ومسؤول ملف العلاقات الخارجية في الحركة موسى أبو مرزوق.

وبحسب مصادر في الحركة، فإن الزيارة كانت مقررة قبل المواجهات الأخيرة في القطاع التي اندلعت في أعقاب العملية الاستخباراتية الفاشلة التي نفذتها وحدة خاصة من قوات الاحتلال. وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إنه من المقرر التعمّق في ملفي التهدئة والمصالحة الداخلية في ظل مؤشرات إيجابية قوية، بحسب المسؤولين المصريين في جهاز الاستخبارات، بعد اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره الفلسطيني محمود عباس، على هامش النسخة الثانية من "منتدى شباب العالم" في شرم الشيخ، مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.

وأوضحت المصادر الحمساوية أن هناك لقاء سيجمع الوفد القيادي برئيس الاستخبارات المصرية، اللواء عباس كامل، خلال الزيارة، مشيرة إلى أن اللقاءات ستبحث إلى جانب ملفي التهدئة والمصالحة مجموعة من الرسائل المتبادلة بين المقاومة وسلطات الاحتلال عبْر الوسيط المصري، في ضوء المواجهة الأخيرة، متعلقة بموازنة الردع بين الجانبين. وكشفت المصادر أن الجانب المصري كان قد قدم مجموعة من التساؤلات عبر الوفد الأمني الذي زار قطاع غزة في أعقاب المواجهات بشأن مجموعة من الأسلحة التي ظهرت أخيراً في ساحة المعارك، إضافة إلى نوعيات أخرى من القذائف والصواريخ انضمت إلى ترسانة المقاومة وتتسم بقدراتها التدميرية العالية وصعوبة تتبعها من جانب "القبة الحديدية"، ومن شأنها تحويل مستوطنات غلاف غزة إلى كتلة لهب في أي مواجهة مفتوحة مقبلة.

من جهة أخرى، أكد قيادي بحركة "فتح" الأجواء الإيجابية التي تحيط بمشاورات المصالحة الداخلية، قائلاً إن الحركة على استعداد تام لمواصلة تلك المشاورات برعاية الجانب المصري، واستكمال تمكين الحكومة، وفقاً لاتفاق أكتوبر/ تشرين الأول 2017، الذي تم توقيعه في القاهرة، على أن يتم البدء من النقطة التي تم التوقف عندها بعد عملية اعتراض موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، في قطاع غزة، مؤكداً في الوقت ذاته الدور الكبير الذي لعبه لقاء عباس والسيسي في تصفية الأجواء، معرباً عن أمله في أن تنتهي تلك الجولة بلقاء يجمع قيادتي الحركتين في القاهرة لإنهاء النقاط العالقة. في هذا السياق، علمت "العربي الجديد" من مصادر على علاقة قوية بمفاوضات التهدئة، عن تحركات مصرية بتنسيق مع الجانب السعودي لتخفيف الضغط على ولي العهد محمد بن سلمان، بشأن الاتهامات التي تلاحقه في قضية مقتل الصحافي والكاتب السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، عبر إحداث تقدم كبير وإعلان اتفاق التهدئة بشكل رسمي بين قطاع غزة والاحتلال، وإظهار دور لبن سلمان في ذلك الملف عند التوصل للاتفاق النهائي.

يأتي هذا، في الوقت الذي قالت فيه مصادر مصرية إن الوفد الأمني المصري الذي زار غزة أخيراً، تسلم قائمة بالدول التي يعتزم رئيس حركة "حماس"، إسماعيل هنية، زيارتها في جولة خارجية، مشيرة إلى أن الوفد الذي ترأسه اللواء أحمد عبد الخالق سلّم القائمة بدوره إلى قيادة الجهاز للتباحث حولها مع مستويات أعلى. وأوضحت أن القائمة ضمت عدداً من الدول، بينها تركيا وقطر وماليزيا والجزائر وإيران وسلطنة عمان، مشيرة إلى أن القاهرة من جانبها وافقت بشكل مبدئي على الجولة، لكنها لم تُبدِ الرأي النهائي بشأن الدول التي ستشملها، موضحة أنه ربما يتم التباحث بشأن ذلك خلال زيارة وفد الحركة إلى القاهرة.

المساهمون