نتنياهو وبن سلمان

نتنياهو وبن سلمان

02 نوفمبر 2018
نتنياهو (يسار) ورئيس الوزراء البلغاري (هريستو روسيف/Getty)
+ الخط -


لم تعد هناك حاجة بعد اليوم للتستر وراء العبارات "الذكية" في الحديث عن "محور دول السنّة الصديقة لإسرائيل"، وعن تحالف هذه الدول مع دولة الاحتلال لمواجهة "الخطر المشترك المتربص بها على شكل إيران". فقد تخلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أخيراً في بلغاريا، عن كل محاذير عدم إزعاج أو إحراج قادة السعودية، أثناء وصفه جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي بأنها "أمر مروّع ينبغي التعامل معه بالشكل المناسب". وقد جاء هذا التخلي من طرف نتنياهو لاعتقاده أن الظروف قد تهيأت نهائياً للتخلي عن لغة الإشارات والإيحاءات في شأن السعودية، وما يسميها نتنياهو بـ"دول المحور السني الصديقة"، التي لا تملك إسرائيل علاقات دبلوماسية معها.

وقد تكون المجاهرة نابعة من قناعة نتنياهو، وهو يقف مدافعاً عن استقرار أمن النظام في السعودية أمام زعماء أربع دول أوروبية، أمام الكاميرات، بأن مجرد هذا الدفاع يمنحه حق المدافع عن استقرار السعودية، وكأنه هو ولا أحد غيره بات حامي الحمى وبالتالي يحق له الترويج لنظام السعودية وسياسات ولي عهدها محمد بن سلمان، وأن يتخلى عن "ضوابط السرية ومنع الإحراج"، فهو بات صديقاً يدافع عنها فيما يستعد غيره من العرب والمسلمين للإساءة إليها وربما ضرب استقرارها.

فقد اعتبر نتنياهو، أمس الجمعة، أن استقرار النظام في السعودية مهم ليس فقط لأمن المنطقة بل للعالم كله، تماماً مثلما يصبح الخطر الإيراني لا يستهدف إسرائيل وحدها وإنما العالم كله، بدليل أن الموساد الإسرائيلي هو الذي أحبط محاولات المخابرات الإيرانية تنفيذ عمليات على الأراضي الدنماركية ضد معارض إيراني، وفوق الأراضي الفرنسية.

دفاع نتنياهو العلني عن "الأهمية الكبيرة للمحافظة على الاستقرار في السعودية"، جاء بعدما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، مساعي نتنياهو واتصالاته مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية لتخفيف حدة الغضب الأميركي على بن سلمان ومنع خطوات عقابية ضد السعودية. ومع أن نتنياهو كان قد وصف السعودية في الماضي بأنها "مملكة الظلام والشرور والتخلف"، إلا أنه يسارع اليوم لرفع شأن استقرار نظامها، حتى يضمن تدفيعها لاحقاً الثمن السياسي الأغلى الذي سيجعل من النظام في حال تقديمه عن طيب خاطر، ونعني به الصلح والتطبيع وتمرير إملاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رهينة لحسابات وضرورات دولة الاحتلال واحتياجاتها. ​