زيارة سانشيز للمغرب: ملفات سياسية واقتصادية وأمنية

رئيس الحكومة الإسبانية يزور المغرب: ملفات سياسية واقتصادية وأمنية

19 نوفمبر 2018
تأخرت زيارة سانشيز إلى المغرب لأشهر (Getty)
+ الخط -
يقوم رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، اليوم الاثنين، بزيارة رسمية إلى المغرب، يلتقي خلالها بنظيره المغربي سعد الدين العثماني ومسؤولين آخرين، من بينهم رئيسا مجلسي النواب والمستشارون، ومن المحتمل خلالها أن يلتقي بالملك محمد السادس.

وفي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإسباني عن زيارته للمغرب، خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب نهاية القمة الإسبانية الإيبيرية التي انعقدت مؤخرا في مدينة أنتيغوا بغواتيمالا، لم يؤكد أنه سيلتقي بالملك المغربي، بل اكتفى بالقول إنه طلب عقد لقاء معه.

ويقول المستشار الدبلوماسي والخبير في العلاقات المغربية الإسبانية، سمير بنيس لـ"العربي الجديد" إن "تأخر زيارة رئيس الوزراء الإسباني للرباط منذ انتخابه يعد معطى غير طبيعي في العلاقات بين البلدين خلال العقود الثلاثة الماضية".

ويشرح صاحب كتاب "العلاقات المغربية الإسبانية" أنه "منذ تولي زعيم الحزب الاشتراكي السابق، فيليبي غونزاليس رئاسة الحكومة الإسبانية عام 1982 تم تدشين تقليد في العلاقات الثنائية بين البلدين يجعل بموجبه رئيس الوزراء الإسباني المغرب أول بلد أجنبي يزوره بعد توليه مقاليد الحكم بشكل رسمي".


وقد تم احترام هذا التقليد منذ ذلك الحين، بحسب بنيس، ومغزاه إظهار القيمة التي تعطيها الجارة إسبانيا لتطوير علاقاتها الثنائية مع المغرب والمكانة التي يحظى بها هذا البلد في نظر المسؤولين الإسبان، بالنظر للدور المؤثر الذي يلعبه في نجاح العديد من قرارات السياسة الخارجية الإسبانية التي لها تأثير كبير على الأمن القومي لإسبانيا.

ومنذ وصوله للحكم في بداية شهر يونيو/حزيران الماضي، حرص رئيس الوزراء الإسباني على الحفاظ على نفس التقليد، غير أن التواريخ التي اقترحتها رئاسة الحكومة الإسبانية لزيارة المغرب لم تتماش مع أجندة الملك محمد السادس. وعلى الرغم من المحاولات المتكررة التي قام بها المسؤولون الإسبان للترتيب للزيارة في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، إلا أن مساعيهم لم تكلل بالنجاح.

ولفت المستشار الدبلوماسي إلى أن "رئيس الوزراء الإسباني يريد من خلالها بناء علاقة شخصية مع الملك باعتباره أعلى سلطة في البلاد، والتقرب منه على غرار الزعيمين السابقين للحزب الاشتراكي فيليبي غونزاليس ورودريغيز ساباتيرو، اللذين أسسا لعلاقات شخصية متميزة مع كل من الحسن الثاني ومحمد السادس على التوالي، كما يسعى بيدرو سانشيز للحفاظ على نفس العلاقات الودية التقليدية التي تربط الحزب الشعبي بالمغرب".

وأضاف بنيس "لا يأتي هذا الحرص بشكل اعتباطي، بل هو مبني على حسابات إستراتيجية  لحكومة مدريد التي تعلم من جهة أولى بالدور الذي يلعبه الملك محمد السادس في تحديث السياسة الخارجية للبلاد؛ ومن ثم، فإن إنشاء قناة للحوار المباشر بينه وبين المسؤولين الإسبان سواء تعلق الأمر بالعاهل الإسباني أو برئيس الوزراء، يعتبر بمثابة ضمانة لمتانة العلاقات بين البلدين".

ويقول إن "حرص رئيس الوزراء الإسباني على زيارة المغرب يرتبط بالدور الرئيسي الذي يلعبه المغرب في نجاح كل البرامج والسياسات التي تسعى الحكومة الإسبانية لتنفيذها من خاصةً فيما يتعلق بمحاربة ظاهرة الهجرة السرية ومحاربة التطرف والإرهاب وتهريب المخدرات".

وأكد الخبير أن المغرب يحظى بمكانة مهمة بالنسبة للاقتصاد الإسباني، باعتباره أكبر شريك اقتصادي لإسبانيا في العالم العربي وفي قارة أفريقيا، كما يعتبر بعد الولايات المتحدة الأميركية ثاني أهم شريك اقتصادي لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي.

وأضاف "بعد عقود من التنافس مع فرنسا حول ولوج السوق المغربي، أصبحت إسبانيا في السنوات الخمس الأخيرة أول شريك اقتصادي للمغرب وتجاوزت بذلك فرنسا الحليف التقليدي للمملكة، والتي احتلت هذه المرتبة لما يزيد عن خمسة عقود مضت".