الغضب من سياسات الإمارات يتسع ومخاوف على عدن

الغضب من سياسات الإمارات يتسع ومخاوف على عدن

عدن

العربي الجديد

العربي الجديد
05 أكتوبر 2018
+ الخط -

يبدو أن اليمن، سيكون خلال الأيام المقبلة على موعد مع حراك سياسي واقتصادي، تتصدره الأمم المتحدة، في محاولة لمنع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، لا سيما بعد بروز محاولات إماراتية لتوظيف الغضب الشعبي من انهيار سعر صرف العملة وتنفيذ محاولة انقلابية جديدة على الشرعية اليمنية، ترجمت بدعوة "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم من أبوظبي، أول من أمس الأربعاء لطرد الحكومة الشرعية والسيطرة على المؤسسات الإيرادية في جنوب اليمن بذريعة الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد، الأمر الذي حذرت الشرعية اليمنية من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاهه. 

وفي سياق محاولة تدارك الموقف، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الذي التقى أعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي في الإمارات أمس وبحث معه قضية المفاوضات، أن الأمم المتحدة تبحث مع دول الخليج خطة اقتصادية طارئة لوقف تدهور العملة واستعادة الثقة، فيما كان يعلن أنه يأمل في استئناف المشاورات بين الأطراف المتحاربة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بعد فشل عقد جولة مباحثات في جنيف قبل أسابيع. 

وترافقت التحركات الأممية مع رسالة ضغط أوروبية، ترجمت بدعوة البرلمان الأوروبي، أمس، دول الاتحاد الأوروبي إلى الامتناع عن بيع الأسلحة إلى كل الأطراف المتورطة في الحرب على اليمن، وذلك من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في هذا البلد. وذكر القرار، الذي صوّت عليه نواب البرلمان الأوروبي، أن اليمن يتعرض للتدمير خلال الحرب الدائرة حالياً، ما أدى إلى انهيار اقتصاده، وترك 22 مليون يمني بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، وثمانية ملايين شخص على شفا المجاعة، كما خلّف أعداداً كبيرة من القتلى، بينهم 2500 طفل.
وجدد أعضاء البرلمان، دعواتهم السابقة لفرض حظر بيع السلاح للسعودية، كما دعوا جميع دول الاتحاد الأوروبي للامتناع عن بيع الأسلحة وأي نوع من المعدات العسكرية إلى أي دولة عضو في التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات. كما دعتها إلى عدم تصدير أي سلاح للحكومة اليمنية، أو أطراف آخرين في الصراع. وشدد البرلمان على أن "الحل السياسي عبر التفاوض هو وحده القادر على عودة السلام إلى اليمن، والحفاظ على وحدة هذا البلد".

في غضون ذلك، كان الاعتراض على السياسات الإماراتية وتحديداً محاولة الإمارات توظيف الغضب على انهيار العملة لصالحها يُترجم بتظاهرة حاشدة في شوارع مدينة تعز. وجابت حشود من المتظاهرين شوارع رئيسية في تعز، وردد المشاركون هتافات تندد بالأزمة الاقتصادية التي وصلت إلى أوجّها بانهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، بالإضافة إلى ترديد شعارات تدعو إلى رحيل التحالف السعودي-الإماراتي. ورفع المشاركون خلال التظاهرة التي جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، لافتات تهاجم التحالف وتقول إنه "خرج من مربع مساندة الشرعية إلى الوصاية والاحتلال ومصادرة القرار اليمني". وينظر يمنيون إلى التحالف على أنه مسؤول عن الأوضاع في البلاد، نتيجة الحرب الدائرة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات ونصف، فضلاً عن الممارسات المباشرة التي تنتهجها الإمارات والسعودية، في المناطق غير الخاضعة للحوثيين، خصوصاً في جنوب اليمن.


في هذه الأثناء، تواصل السجال في جنوب اليمن بعد دعوة "المجلس الانتقالي" الأربعاء إلى "انتفاضة شعبية" ضد الحكومة الشرعية، والتي تعكس الرغبة بتنفيذ محاولة انقلابية جديدة في عدن ومحاولة تكرار سيناريو يناير/كانون الثاني 2018. وردّت الحكومة عبر وزارة الداخلية مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي أعمال فوضى وتخريب. وقال بيان صادر عن الداخلية في وقتٍ مبكر فجر أمس الخميس، حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، إن بيان ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي"، "غير المسؤول"، يدعو "إلى الفتنة والفوضى تحت غطاء شعبي وسلمي وهمي". ودعت الداخلية إلى "عدم الاستماع والانجرار" نحو ما وصفته بـ"الدعوات المشبوهة التي أطلقها المجلس الانتقالي بشكل غير مسؤول وعبثي، ورفض أي أعمال فوضى وشغب وتخريب من شأنها الإضرار بأمن الوطن واستقراره"، مؤكدة أن "أجهزتها الأمنية والقوات المسلحة والسلطات المحلية في المحافظات والمديريات ستقوم بواجبها الكامل في الحفاظ على الأمن والاستقرار والدفاع عن مؤسسات الدولة الخدمية والإيرادية ولن تسمح لأي أحد كان بالعبث فيها وتحت أي مبررات كانت".

ولفتت إلى أن الشعب اليمني "يعيش في ظروف معيشية استثنائية وغاية في الصعوبة جراء تداعيات الحرب التي فرضها الانقلابيون عليه منذ ثلاث سنوات على التوالي"، معتبرة أن ذلك "يستوجب على الجميع استشعار واستدراك ذلك بمسؤولية وطنية وأخلاقية والكف عن أي أعمال عبث". ودعت في ختام بيانها "التحالف بقيادة السعودية والإمارات" وكافة أعضائه، إلى "تحمّل المسؤولية القانونية في تأمين وسلامة الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن وفي عموم المحافظات". مقابل ذلك، لوحظ أن القنوات الإماراتية، وفي مقدمتها قناة أبوظبي الرسمية، فتحت هواءها لاستضافة أعضاء "المجلس الانتقالي" ومناصري دعوتهم الانقلابية.

وتتعزز المخاوف من انفلات أمني في مدن الجنوب بعدما شوهدت مجموعات مسلحة، مجهولة الانتماء، منتشرة في بعض الأماكن من عدن، ليل الأربعاء-الخميس. ويبدو أن طرفي الصراع، السلطة الشرعية من جهة، و"المجلس الانتقالي" من جهة أخرى، يراهنان على ثلاث مناطق في عدن لأي تحرك مقبل، وهي خور مكسر باعتبارها تربط المديريات الشمالية والجنوبية وفيها إدارة الأمن والمطار، وأيضاً تربط عدن وأبين، والثانية هي كريتر التي يوجد فيها البنك المركزي وهي المدخل الرئيسي إلى قصر المعاشيق الرئاسي، أما الثالثة فهي البريقة مقر المصافي النفطية. ويُعرف عن خور مكسر والبريقة أنهما منطقتان رافضتان لـ"الانتقالي"، وخرجت فيهما تظاهرات داعمة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والشرعية وضد الإمارات وحلفائها. ويبقى التخوف من تحوّل أي صراع إلى مناطقي، فأبين والجزء الأكبر من شبوة يقفان خلف هادي، فيما الضالع ويافع تساندان الإمارات و"الانتقالي"، مع وجود قوى متعددة تسعى لاستغلال الفرصة. وكان لافتاً أمس إعلان قائد قوات "النخبة الشبوانية"، المقدم محمد سالم البوحر، أنه ينتظر لحظة الحسم للسيطرة على مدينة عتق (مركز محافظة شبوة) ومؤسساتها.

في موازاة ذلك، حذر العديد من الناشطين والصحافيين، من تداعيات بيان "المجلس الانتقالي" على الشارع الجنوبي. وقال الإعلامي والناشط في الحراك الجنوبي، محمد الحضرمي، عبر صفحته على "فيسبوك": "نحذر من الفوضى العارمة في المناطق الجنوبية المحررة، وأي طرف يدعو لذلك في هذا التوقيت الحساس، والصعب جداً من تاريخ ومسيرة شعبنا النضالية، سيتحمّل نتائجها وتبعاتها أمام الله وأمام الشعب، وأمام الأجيال القادمة، والتاريخ سيدوّن كل ما يحدث، إذا كانت هنالك شجاعة حقيقية يجب على من يدعي ذلك تصدّر الصفوف، وتحمّل المسؤولية، لا أن يدعو العوام للتخريب والفوضى".

ذات صلة

الصورة

مجتمع

يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه.
الصورة
11 فبراير

سياسة

تحيي مدينة تعز وسط اليمن، منذ مساء أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لثورة 11 فبراير بمظاهر احتفالية متعددة تضمنت مهرجانات كرنفالية واحتفالات شعبية.
الصورة
عيدروس الزبيدي (فرانس برس)

سياسة

أفادت قناة كان 11 العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، مساء الأحد، بأن الانفصاليين في جنوب اليمن أبدوا استعدادهم "للتعاون مع إسرائيل في وجه تهديد الحوثيين".
الصورة

سياسة

خرج آلاف اليمنيين يوم الجمعة في مسيرات حاشدة في عدد من المحافظات نصرة للشعب الفلسطيني وتنديداً بالقصف والجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق سكان قطاع غزة المحاصر.