الدنمارك: تهديد حياة أهوازيين تسبب باستنفار أمني الأسبوع الماضي

الدنمارك: تهديد حياة أهوازيين تسبب باستنفار أمني الأسبوع الماضي

03 أكتوبر 2018
الانتشار الأمني لتأمين حياة أشخاص محددين (ناصر السهلي/العربي الجديد)
+ الخط -

نقل التلفزيون الدنماركي، عن مصادر خاصة، أن العملية الأمنية الكبيرة التي شهدتها الدنمارك، وتسببت بإرباك كبير الأسبوع الماضي، تتعلق بـ"تهديد أمني خطير" طاول معارضين إيرانيين أهوازيين يقيمون في البلد.

وذكرت القناة الرسمية "دي آر"، مساء الثلاثاء، أن "العملية الأمنية، أتت بناء على معلومات من الاستخبارات الدنماركية، بشأن تهديد جدي يطاول حياة مجموعة محددة من الناشطين السياسيين الإيرانيين في المنفى الدنماركي".

وأشارت القناة، في السياق، إلى أن المجموعة تضم النشطاء الأهوازيين الذين وجهت لهم إيران أصابع الاتهام بالوقوف وراء هجوم 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، استهدف عرضا عسكريا في مدينة الأهواز. 

وأوضحت القناة أن الخطر المحدق بحياة أعضاء من حركة النضال العربية لتحرير الأحواز، التي تنشط في الدنمارك، ويقيم بعض الأعضاء منها في مدينة رينغستيد في جزيرة شيلاند (جنوب العاصمة كوبنهاغن)، استدعى "وقف حركة السير والتفتيش الدقيق"، في إشارة إلى التعقب الأمني الكبير الذي أوقف مرور العبارات بين الجزيرة وألمانيا، لمتابعة تحركات معينة، وقيام الجهاز الأمني بنقل وتأمين المستهدفين.

وكانت الشرطة الدنماركية أعلنت، بشكل مقتضب مساء الجمعة الماضية، أنه "جرى تأمين الأشخاص المستهدفين".

ورداً على  قناة "دي آر"، قال متحدث باسم السفارة الإيرانية في كوبنهاغن، إنها "المرة الأولى التي أسمع فيها أن هؤلاء الأشخاص، الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم الإرهابي، إنهم في خطر. خطر من ماذا؟".

واستخف المتحدث باسم السفارة الإيرانية في رده، بما يجري تداوله بشأن التحضير لاستهداف ناشطين أهوازيين، معتبرا أن "ما يجري هو لحرف الأنظار عن الهجوم الإرهابي في إيران". 

واعتبرت السفارة أن ما جرى ويجري "ليس سوى سيناريو طبخة لتحويل الجناة إلى ضحايا".

في المقابل، قال مصدر برلماني دنماركي، مختص بالشؤون الخارجية والأمنية،  لـ"العربي الجديد": "في دولة ديمقراطية تخضع فيها الأجهزة الأمنية للمشرعين لا توجد هناك طبخات وسيناريوهات بتعطيل حياة الناس، والاستنفار الأمني كما حدث الجمعة ليس فيه حرف للأنظار عن شيء، بل أخذ الأمر جديا بناء على تجارب حدثت سابقا على الأراضي الأوروبية". 

ولم يشأ هذا المشرع أن يخوض في الحديث عن التنسيق الأمني الأوروبي، في ما يتعلق بالمعارضة الإيرانية في الخارج.

وقالت القناة إن "حركة النضال العربي لتحرير الأهواز في كوبنهاغن أعلنت أنه لا علاقة لها بالهجوم، بعد أن اتهمتها طهران وطالبت بتسليم أعضائها".

وكان "العربي الجديد" نقل، أيضا، تصريحا خاصا من الناشط الإعلامي في الحركة، محمد الأهوازي، أكد فيه أن "اتهام الحركة بالهجوم غير صحيح"، مضيفاً: "لا علاقة لنا به، فنحن عملنا منصبّ على السياسة والإعلام، وننقل فقط ما يجري داخل الأهواز".

وتسببت مزاعم طهران بمسؤولية "المقاومة الأحوازية"، التي تنضوي حركة النضال العربي تحت مظلتها، عن الهجوم، ومطالبتها الدنمارك بتسليم ناشطين لمحاكمتهم، بجدل سياسي واسع ومستمر في كوبنهاغن، إذ اعتبر اليمين المتشدد في حزب الشعب أنه "من الممكن مقايضة تسليمهم، مقابل قبول طهران استقبال مواطنيها المرفوضة طلبات لجوئهم".

إلى ذلك، أكدت مصادر سياسية في الدنمارك لـ "العربي الجديد"، أن الحملة الأمنية أتت لـ"حماية أشخاص محددين مستهدفين إيرانيا بعد تنسيق الجهود الأمنية الأوروبية في المجال".

كذلك، أشار الخبير الأمني في الأكاديمية الدفاعية السويدية، ماونوس رانستروب، إلى أن "نزاعا يجري بين إيران والدنمارك على خلفية الاتهامات. والدنمارك لا تريد أن تخاطر بوجود تهديد ضد هؤلاء الأشخاص الذين اتهمتهم طهران". 

وفي الاتجاه ذاته، رأى أن "حجم العملية الأمنية الجمعة الماضية يشير بوضوح إلى أن التهديد الأمني بحق إيرانيين في المنفى مرتفع وخطير جدا، خصوصا مع إصرار طهران على استهدافهم، وإعلانها صراحة أنها ستصل إليهم". 

وأضاف رانستروب، المطلع على تنسيق الاستخبارات السويدية والدنماركية، أن "التهديد هو بحق أفراد محددين، والأمر مرتبط بجهاز الاستخبارات الإيرانية، وهذا لا يمكن تركه دون أخذه على محمل الجد".