جريمة خاشقجي عزّزت شكوك الاستخبارات الغربية بسياسة بن سلمان

"فايناننشال تايمز": جريمة خاشقجي عزّزت شكوك الاستخبارات الغربية بسياسة بن سلمان المتهورة

25 أكتوبر 2018
جريمة خاشفجي زعزعت ثقة الغرب ببن سلمان(Getty)
+ الخط -
في ظلّ التطورات الأخيرة المرتبطة بقضية تصفية الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، أشارت صحيفة "فايناننشال تايمز"، في عددها اليوم الخميس، إلى أن شكوك الاستخبارات الغربية تزداد حول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد جريمة الاغتيال التي عززت النظر إلى أن سياسته متهورة، ومتسرعة، وأنه سيكون من الصعب العمل معه بدرجات الثقة ذاتها، في وقت لا يزال هناك من ينصح الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب بمواصلة دعم ولي العهد السعودي، للاستفادة منه بأقصى ما يمكن.


وعندما أطاح محمد بن سلمان، نجل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، العام الماضي، بابن عمه محمد بن نايف، ونصّب نفسه ولياً للعهد، تعامل مسؤولو الاستخبارات في الغرب بحذر مع الأول، بحسب مسؤولين استخباريين حاليين وسابقين. أما اليوم، وبعد مقتل خاشقجي على يد مسؤولين سعوديين منذ أسابيع، فإن بن سلمان يواجه شكوكاً متزايدة من قبل أكثر الدول تحالفاً مع المملكة، حول كيفية مواصلة العمل معه.

وقال مسؤول استخباري غربي سابق للصحيفة إنه "سيكون من الصعب تحت حكم محمد بن سلمان، العمل بدرجات الثقة ذاتها في ما يتعلق بإمكانية التعاون مع السعودية بعد عملية القتل الوحشية هذه التي حصلت".

وبحسب الصحيفة، فإن الانهيار البطيء للثقة، الذي ظهر علناً، يشكل خروجاً دراماتيكياً عن العلاقة القريبة والسرية التي طورتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وجهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 6"، مع بن نايف، منذ تسعينيات القرن الماضي، والذي كان الشريك الأقرب للولايات المتحدة .وهو كان ينظر إليه بتقدير عالٍ من قبل "سي آي إيه" والبيت الأبيض في عهدي جورج دبليو بوش وباراك أوباما"، بحسب بروس ريدل، الخبير الاستخباري السابق والمتابع للشؤون السعودية.

وأضاف ريدل إن عدداً المسؤولين في قطاع الاستخبارات الأميركي حذروا في السابق من أن وصول محمد بن سلمان إلى قيادة وزارة الدفاع السعودية ثم تنصيبه ولياً لولي العهد، ثم ولياً للعهد، سيكون له تأثير ضار على المستوى الاستخباري السعودي. ورأى الخبير في الشأن السعودي إنه "لا بد أن أحدهم يقول اليوم (لدى الاستخبارات الأميركية): رأيتم؟ لقد حذرنا من أن ذلك سيحصل"، في إشارة إلى حالة الاحباط التي تسود، من إسراع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دعم محمد بن سلمان.


واستعاد مقال "فاينانشال تايمز" علاقة الود التي نشأت بين محمد بن سلمان وصهر ترامب، جاريد كوشنر، وكذلك حرب بن سلمان في اليمن، وفرضه حصاراً على دولة قطر، واحتجازه لرئيس حكومة لبنان سعد الحريري.

وتشير الصحيفة أيضاً إلى أن العديد من المسؤولين الحكوميين الغربيين يصفون بن سلمان بـ"المتهور"، متخوفين كذلك من أن ترتد على المملكة "نزعته الإصلاحية ولمحاربة الفساد" والتي يقول المنتقدون أنها تفضح نزعته الاستبدادية.


بعد جريمة خاشقجي، يقول شخص مقرب من ترامب، للصحيفة، إن الأخير محاط بمستشارين يعتقدون أنه يجب تحجيم بن سلمان ، ويجب إلقاء اللوم عليه في العلن. لكن في المقابل يضيف أن داعمي ولي العهد السعودي سعوا لإقناع ترامب بأن التمسك بولي العهد السعودي سوف يكون مفيداً "بن سلمان حالياً يحاول التمسك بحبل نجاة. إذا أنقذته اليوم، سيكون ولاؤه لك ثلاثة أضعاف".