السعودية مطالبة بتقديم أجوبة عن أسئلة جريمة خاشقجي

السعودية مطالبة بتقديم أجوبة عن أسئلة جريمة خاشقجي

23 أكتوبر 2018
أردوغان: نعرف من نفّذ الجريمة ولماذا (أوزان كوسي/فرانس برس)
+ الخط -
فتح خطاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، الباب أمام مزيد من الضغوط الدولية على الرياض، التي صارت مطالبة بتقديم "أجوبة شفافة عمّا جرى".

بنس: سنضغط على الرياض
وفي السياق، أكّد نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، اليوم الثلاثاء، أن واشنطن ستضغط على الرياض لـ"الحصول على أجوبة" بشأن مقتل خاشقجي على ضوء ما كشفه الرئيس التركي، مشدداً على أن فرض عقوبات "يعود للرئيس دونالد ترامب".

وصرّح بنس، لصحيفة "واشنطن بوست" التي كان خاشقجي يكتب فيها مقالات رأي منذ نحو عام، بأن واشنطن ستطلب "أجوبة" بعد عرض الرئيس التركي روايته، وقوله إن عملية القتل "تم التخطيط لها بدقة"، مضيفاً: "سوف نكشف كل الحقائق بشأن قضية خاشقجي".

وأوضح نائب الرئيس الأميركي أن "العالم يراقب. الشعب الأميركي يريد أجوبة، وسنطالب بالحصول على هذه الأجوبة". 

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في مقابلة مع صحيفة "يو.إس.إيه توداي"، إنه يعتقد أن وفاة الصحافي خاشقجي كانت "مؤامرة باءت بالفشل".


بريطانيا: أسئلة لا تجيب عنها إلا السعودية

إلى ذلك، قالت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، إنه ما زالت هناك أسئلة تتعلّق بمقتل خاشقجي، مشددة على أنه "لا يمكن سوى للسعوديين الرد عليها".

وأوضح المتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، رداً على سؤال حول ما ورد في خطاب أردوغان اليوم عن مقتل خاشقجي، أن تصريحات الرئيس التركي هذا الصباح "تبرز حقيقة أن الأسئلة لا يمكن سوى للسعوديين الرد عليها".

بدوره، أعرب وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، يوم الثلاثاء، عن قلقه الشديد حيال تصريحات الرئيس التركي عن "التخطيط المسبق لمقتل الصحافي جمال خاشقجي".

وقال هانت في تغريدة على موقع "تويتر": "أثار قلقنا بشدة، سماعنا للرئيس أردوغان وهو يصف مقتل خاشقجي بالعمل المخطط له مسبقاً". وتابع: "العالم ما يزال ينتظر أجوبة" (حول قضية خاشقجي).

موغيريني: لا نريد أكباش فداء

وأسفت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، الثلاثاء، لـ"غموض كبير" لا يزال يلفّ ملابسات قضية خاشقجي.

وقالت موغيريني، خلال مناقشة هذه القضية في جلسة عامة للبرلمان الأوروبي، إن "ردود الفعل من جانب السعودية تترك كثيرا من الغموض". وأضافت "تم توقيف عدد معين من الاشخاص، لكننا لا نزال نملك معلومات ضئيلة جدا عما حصل"، معتبرة أن ذلك لا يعدو كونه "خطوة أولى نحو الحقيقة وتحديد المسؤوليات".

وتابعت "ليس المطلوب أن يكون هناك أكباش فداء، نريد العدالة ومواصلة العمل من أجل حرية التعبير في السعودية وفي مجمل منطقة الخليج، وفي كل أنحاء العالم".

وطالبت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي مجددا بـ"تحقيق سريع وواضح وشفاف" تجريه السلطات السعودية "لإحقاق العدالة". واعتبرت أن "جريمة بحق صحافي واحد، في أي مكان في العالم، هي جريمة ضد حرية التعبير (...) جريمة ضدنا جميعا".

وخلصت المسؤولة الأوروبية إلى أن "ردود فعل الاتحاد الاوروبي اعتبارا من الآن ستكون في ضوء (ما تعلنه) السلطات السعودية".


الدنمارك تستدعي السفير السعودي

واستدعت الخارجية الدنماركية، اليوم الثلاثاء، السفير السعودي في كوبنهاغن على خلفية قتل الصحافي السعودي.

ويبدو أن التحرك الدنماركي يأتي ضمن خطوات منسقة في دول الشمال وبعض الدول الأوروبية رداً على مقتل الصحافي السعودي.

كذلك، امتنعت الدنمارك عن الذهاب إلى المؤتمر الاقتصادي في الرياض، واصفة رواية مقتل خاشقجي بـ"السخيفة".

وقال وزير خارجية الدنمارك أندرس سموئيلسن، اليوم، في تصريح للقناة الرسمية الدنماركية، إن مقاطعة بلده للمؤتمر الاقتصادي في الرياض "رسالة جدية للسلطات السعودية، دون أن نستبعد خطوات وإجراءات أخرى".

ووصف وزير خارجية الدنمارك قتل الصحافي خاشقجي بـ"العمل المروع الذي يستدعي إجراءات من الجانب الدنماركي، وعليه قمنا بإلغاء مشاركتنا، ونحن ننسق خطواتنا مع الشركاء الأوروبيين والأميركيين".

واستغرب سموئيلسن، في أوضح موقف رسمي دنماركي، اليوم، "ذهاب السلطة في السعودية إلى هذا الحد"، قائلاً "هذا عمل لا يمكن قبوله على الإطلاق، ولذا يجب الاستمرار بالضغط على الرياض، مع وضع كل الاحتمالات على الطاولة في ما يتعلّق بالإجراءات التالية".
من جهته، أوضح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أنّه تم إبلاغ روسيا بالموقف السعودي الرسمي بأنّ العائلة المالكة لا صلة لها بمقتل خاشقجي. وأضاف "ما عدا ذلك رهن التحقيقات".

السبع الصناعية الكبرى: إدانة بأشد العبارات

في غضون ذلك، أدان وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، الثلاثاء، مقتل خاشقجي "بأشد العبارات الممكنة"، وقالوا إن الرياض يجب أن تضمن عدم تكرار مثل هذا الحادث مرة أخرى.
وقال وزراء مجموعة السبع، في بيان، إن الرواية السعودية عن موت خاشقجي "تترك الكثير من التساؤلات دون إجابة".
وكرر الوزراء أيضا دعوتهم لـ"إجراء تحقيق شامل ويتسم بالمصداقية وشفاف وفوري".

واعترف وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، يوم الثلاثاء، أنّ بلاده تمر بأزمة حالياً بسبب مقتل خاشقجي، واصفاً الواقعة بأنّها "خطأ مقيت".


وجاءت تصريحات الفالح على هامش كلمة له في جلسة بمنتدى "دافوس في الصحراء"، الذي ينظمه صندوق الاستثمارات العامة السعودي، والذي انطلق، اليوم الثلاثاء، في العاصمة الرياض، وسط مقاطعة دولية واسعة.

بهجة لي: أصابع الاتهام تشير لبن سلمان

ومن داخل تركيا، قال زعيم حزب "الحركة القومية" التركي (معارض)، دولت بهجة لي، يوم الثلاثاء، إنّ "كافة أصابع الاتهام" تشير في قضية مقتل خاشقجي إلى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

ووصف بهجة لي، في الكلمة التي ألقاها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، واقعة قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول بأنها "جريمة ارتكبت علناً وغدراً"، وفق "الأناضول".

وأكد على ضرورة كشف سر جريمة اغتيال خاشقجي ومحاكمة المتهمين في الجريمة بالأراضي التركية على اعتبار أنّها وقعت في تركيا.

وشدّد على ضرورة كشف المنفذين والمدبرين للجريمة وارتباطاتهم الإقليمية والدولية، قائلاً: "لنعرف صديقنا من عدونا".

وبعد 18 يوماً على وقوع الجريمة، أقرّت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل خاشقجي، داخل قنصليتها في إسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصاً، كلهم سعوديون، للتحقيق معهم على ذمة القضية. فيما لم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي.

غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع من قبل دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، آخرها إعلان مسؤول سعودي، في تصريحات صحافية، أن "فريقاً من 15 سعودياً، تم إرسالهم للقاء خاشقجي، في 2 أكتوبر، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبد الله القحطاني.

واليوم، أكد الرئيس رجب طيب أردوغان على وجود "أدلة قوية" لدى بلاده على أن جريمة قتل خاشقجي "عملية مدبر لها وليست صدفة"، وأن "إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية لا يقنعنا نحن ولا الرأي العام العالمي".

وقال أردوغان إنّه في 28 سبتمبر/ أيلول زار خاشقجي القنصلية السعودية في إسطنبول، وقد تم إخبار الفريق الذي تولّى اغتياله بالزيارة، وعاد إلى السعودية للتخطيط للاغتيال.

ولفت إلى أنّ فريقَين سعوديَين قدما بطائرتين خاصتين إلى إسطنبول، موضحاً أنّه "قبيل الحادث وصل إلى إسطنبول فريق سعودي من ثلاثة أشخاص وقام باستكشاف غابة بلغراد في إسطنبول ومناطق بولاية يالوفا، قبل يوم من مقتل خاشقجي".

وتابع "وفي اليوم التالي وصل 15 شخصاً إلى القنصلية"، متسائلاً "لماذا اجتمع 15 شخصاً في إسطنبول يوم القتل؟ نحن نريد رداً على ذلك. ممن يتلقّى هؤلاء الأشخاص أوامرهم؟".

وأشار إلى أنّ السعوديين انتزعوا القرص الصلب "هارد ديسك" من كاميرات القنصلية قبيل تأكيد موعد خاشقجي في القنصلية، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول. وأضاف أنّ السلطات السعودية أنكرت في 4 أكتوبر/ تشرين الأول جريمة قتل خاشقجي.



وأشار أردوغان إلى أنّه أخبر الملك السعودي بعدم تعاون القنصل السعودي محمد العتيبي مع التحقيق، لافتاً إلى أنّ القنصل غادر إلى بلاده وتم إعفاؤه من منصبه. وذكر أنّ السلطات السعودية أقرّت بعد ذلك بمقتل خاشقجي، واعتقلت 18 شخصاً، موضحاً أنّ المعتقلين السعوديين هم أنفسهم الذين حددت هوياتهم السلطات التركية.

وقال الرئيس التركي: "نحن نعلم جيداً من نفذ جريمة قتل خاشقجي ولماذا قام بها". وتابع أنّ "الجريمة وقعت في مبنى القنصلية الذي يُعتبر من الأراضي السعودية، ولكن يجب ألا ننسى أن القنصلية داخل حدود تركيا"، مذكّراً بأنّ "معاهدة فيينا والقانون الدولي لا يسمحان بإخفاء الجريمة تحت ذريعة الحصانة الدبلوماسية".

المساهمون