أردوغان: سأعلن تفاصيل في قضية خاشقجي يوم الثلاثاء

أردوغان: سأعلن تفاصيل في قضية خاشقجي يوم الثلاثاء

21 أكتوبر 2018
سيتحدث أردوغان خلال اجتماع "العدالة والتنمية"(شون غالوب/Getty)
+ الخط -
فيما تتجه الأنظار إلى العاصمة التركية أنقرة، وما سيصدر عن المسؤولين الأتراك بشكل رسمي حول قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، أنه سيدلي بتصريحات ضرورية حول هذه القضية يوم الثلاثاء المقبل، في وقت أعلنت ولاية إسطنبول توفير حماية لخديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي التركية.

وأوضح أردوغان اليوم الأحد، أنه سيعرض تفاصيل بشأن قضية مقتل خاشقجي، التي اعترفت بها السعودية أخيراً، والتي شغلت الرأي العام العالمي والدوائر السياسية الدولية، منذ ثلاثة أسابيع تقريباً، وذلك خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا بعد غد الثلاثاء.

وتساءل الرئيس التركي: لماذا جاء 15 شخصاً إلى هنا؟ ولماذا تمّ اعتقال 18 آخرين؟ ينبغي الإفصاح عن جميع تفاصيل هذه الأمور، وسأتحدث عنها بشكل مختلف جداً الثلاثاء خلال خطابي أمام الكتلة البرلمانية للحزب، وسأخوض في التفاصيل حينها.

في هذه الأثناء، تواصل السعودية، التي "استفاقت" من صدمة الصدى الكبير والواسع الذي لقيته قضية اختفاء خاشقجي، بعدما كان الانطباع في الرياض بدايةً أن اختفاء الصحافي لن يحدث ضجة كبيرة، وسيمرّ سريعاً، إصدار التصريحات تلو الأخرى منذ يوم السبت الماضي، والتي بدا بعضها متناقضاً، ومكذباً لتصريحاتها الأولى، التي تحدثت عن مغادرة خاشقجي للقنصلية.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي زار الرياض يوم الثلاثاء الماضي، قد أمهل سلطات السعودية أياماً قليلة للكشف عن مصير الصحافي السعودي المعارض، بعدما تعرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لانتقادات واسعة من الكونغرس والصحافة الأميركية، لطريقة تعاطيها مع الحادثة.

وبعد إعلانٍ سعودي رسمي فجر السبت، عن مقتل خاشقجي بـ"شجار" في قنصلية إسطنبول، وإضافة مسؤول سعودي لـ"رويترز" اليوم تفاصيل تتناسب وتتكامل مع "الرواية السعودية"، ولو جاءت غير مقنعة وغير متماسكة، اختار وزير الخارجية السعودي شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، اليوم، ليخرج عن صمته، بعدما كانت لافتة قلة تصريحاته خلال الفترة التي أعقبت اختفاء خاشقجي، وسط تقارير صحافية تحدثت عن إمكانية تنحيته عن منصبه.

وقال وزير الخارجية السعودي، في المقابلة مع "فوكس نيوز"، إن الملك سلمان "مصمم على محاسبة قتلة خاشقجي"، واصفاً مقتل الصحافي السعودي بـ"الخطأ الجسيم"، وقائلاً إن ولي العهد محمد بن سلمان "لم يكن على علم به".

وأكد الجبير، أن العلاقات السعودية - الأميركية "ستتجاوز هذه" القضية، كما أكد أن سلطات بلده "لا تعرف أين جثة" الصحافي الذي تمت تصفيته.

وكانت السعودية، وبعد إنكارها لمدة تجاوزت الأسبوعين، قد أقرّت فجر السبت الماضي، بأن خاشقجي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قتل بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول "خلال شجار". كما أصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، أوامر ملكية أعفى من خلالها مسؤولين من مناصبهم، وعلى رأسهم المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، إضافة إلى نائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية أحمد عسيري، المقربين من ولي العهد محمد بن سلمان.

من جهته، قال النائب العام السعودي سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب، إن "المناقشات التي تمت بين المواطن جمال خاشقجي وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء وجوده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي ما أدى إلى وفاته"، لافتاً إلى أن "التحقيقات مستمرة مع الموقوفين، والبالغ عددهم حتى الآن 18 سعودياً".

وكانت السلطات التركية أعلنت لدى اختفاء خاشقجي، وصول فريق سعودي مؤلف من 15 شخصاً، بينهم خبير في الطب الجنائي، إلى إسطنبول في اليوم ذاته من مقتل خاشقجي، وتوجههم إلى القنصلية السعودية، ومغادرتهم البلاد في اليوم ذاته.

واليوم الأحد، قدم مسؤول حكومي سعودي، وصفته وكالة "رويترز" للأنباء بـ"الكبير"، رواية جديدة بشأن قتل الصحافي السعودي، تفيد بأنه "جرت محاولة إسكاته (في القنصلية) عندما شرع في الصراخ، فمات"، كما عرض لتفاصيل جديدة تناقض في جزء منها التفسيرات السابقة التي قدمتها الرياض، والتي لا تزال محلّ تشكيك دولي واسع.

ووفقاً لأحدث نسخة من الرواية السعودية، ادعى المسؤول أن السعودية أرادت إقناع خاشقجي، الذي انتقل للإقامة في واشنطن قبل عام خوفاً من الانتقام منه بسبب آرائه السياسية، بالعودة إلى المملكة، كجزء من "حملة للحيلولة دون تجنيد أعداء البلاد للمعارضين السعوديين".

وأضاف المسؤول أنه من أجل ذلك، شكل نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري، فريقاً من 15 فرداً من الاستخبارات والأمن، للذهاب إلى إسطنبول ومقابلة خاشقجي في القنصلية، ومحاولة إقناعه بالعودة.

وادعى المسؤول ذاته الذي رفض الكشف عن هويته، أن هناك "أمراً دائماً" بالتفاوض على عودة المعارضين بـ"طريقة سلمية"، مضيفاً أن "أمر العمليات يمنحهم سلطة التصرف دون الرجوع للقيادة". وأضاف أن "عسيري كوّن الفريق، وأن المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، شارك في إعداد العملية". وتابع أن "القحطاني وافق على أن يدير أحد موظفيه المفاوضات".


وبحسب رواية هذا المسؤول، التي تحاول إبعاد أي مسؤولية عن مستوى القرار السياسي في الرياض عن قتل خاشقجي، خاصة مع تنامي الاتهامات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فإنه وفقاً للخطة كان سيحتجز الفريق خاشقجي "في مكان آمن" خارج إسطنبول لـ"بعض الوقت"، ثم يفرج عنه إذا رفض في نهاية الأمر العودة للسعودية، وفقاً لقوله.

وأكد أن "الأمور ساءت من البداية، إذ إن الفريق تجاوز التعليمات ولجأ سريعاً للعنف"، في مسعى من المسؤول الحكومي إلى إلصاق جريمة قتل الصحافي السعودي بـ"أخطاء فردية".

وأضاف: "حاولوا أن يسكتوه لكنه مات. لم تكن هناك نية لقتله، إذا وضعت شخصاً في سن جمال في هذا الموقف فسيموت على الأرجح". وقال إنه لتغطية الجريمة، "لفّ الفريق جثة خاشقجي في سجادة وأخرجوها في سيارة تابعة للقنصلية وسلموها "لمتعاون محلي" للتخلص منها. وأضاف أن صلاح الطبيقي، خبير الأدلة الجنائية والطب الشرعي، حاول إزالة أي أثر للحادث".

ولم يلق "إخراج" السعودية لطريقة تصفية خاشقجي، على يد الفريق الأمني السعودي الذي زار إسطنبول وغادرها في يوم مقتله، قبولاً لدى كبريات العواصم الغربية، التي اعتبرت التوضيحات السعودية "غير مقبولة وتفتقر إلى التماسك". 

أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المتشبث بـ"تحالف المصالح" مع الرياض، فعبّر هو أيضاً عن عدم رضاه عن توضيحات السعودية، ملوحاً بفرض عقوبات، وذلك بعدما كان قد عدّها بدايةً "جديرة بالثقة"، و"خطوة أولى مهمّة".

على الصعيد التركي، قال مسؤول كبير أمس السبت، إن المحققين الأتراك سيعرفون ما حدث لجثة خاشقجي خلال "فترة غير طويلة على الأرجح".

ونقلت "رويترز" عن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه يجري الحصول على عينات من الحمض النووي لخاشقجي من داخل تركيا، وهو ما يعني أن المحققين ليسوا بحاجة لطلب ذلك من السعودية في الوقت الراهن.

من جانبه، أعلن متحدث حزب "العدالة والتنمية" التركي (الحاكم) عمر جليك، أن "كشف ملابسات الحادثة دين في أعناقنا، وسنستخدم جميع الإمكانات في هذا الصدد، وهذا ما تجسده إرادة الرئيس رجب طيب أردوغان".


(الأناضول، العربي الجديد)