انتخابات أفغانستان على وقع تصفية المرشحين... وتأجيل تصويت قندهار

انتخابات أفغانستان على وقع تصفية المرشحين... وتأجيل تصويت قندهار

20 أكتوبر 2018
خلال الاستعداد للانتخابات في هيرات (هوشانك هاشمي/فرانس برس)
+ الخط -

أجبرت موجة العنف الدموية التي ضربت إقليم قندهار، وأدت إلى مقتل قائد شرطة الإقليم، الجنرال عفيف عبد الرازق، خلال هجوم مسلح نجا منه قائد قوات حلف شمال الأطلسي، الجنرال سكوت ميلر، السلطات الأفغانية على تأجيل الانتخابات في الإقليم لمدة أسبوع، ما يمكن اعتباره صفعة قوية للعملية الانتخابية التي تجرى اليوم في باقي الأقاليم الأفغانية. وبعد يوم واحد من انتهاء الحملة الانتخابية، وخلال جلسة جمعت مسؤولين أمنيين أفغان بقائد قوات حلف شمال الأطلسي، الجنرال سكوت ميلر، ومسؤولين آخرين في الحلف في قندهار، الخميس الماضي، وقع هجوم دموي داخل مقر حاكم إقليم قندهار، إذ أطلق أحد حراس الحاكم النار على المجتمعين، ما أدى إلى مقتل قائد الشرطة في قندهار، الجنرال عفيف عبد الرازق، ورئيس الاستخبارات عبد المؤمن حسين خيل، وإصابة حاكم الإقليم، زلمي ويسا، بالإضافة إلى إصابة عدد من المسؤولين الأمنيين، بينما نجا ميلر، الذي كان موجوداً في الموقع خلال إطلاق النار.

وحاول وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أمس الجمعة، التقليل من تأثير الهجوم على العملية الانتخابية في أفغانستان. وقال ماتيس، على هامش قمة حول الأمن في سنغافورة: "رأيت الضباط المحيطين به، رأيت التقدم الذي حققته قوات الأمن الأفغانية". وأضاف أن "أفغانستان خسرت وطنياً، لكن لا أعتقد أن ذلك سيترك أثراً على المدى البعيد في المنطقة". لكن السلطات الأفغانية ناقضت ماتيس سريعاً، معلنة تأجيل الانتخابات في قندهار لمدة أسبوع. وقال المتحدث باسم المفوضية المستقلة للانتخابات، حفيظ الله هاشمي، إن قرار التأجيل اتخذ لأن أبناء قندهار "غير مستعدين نفسياً للتصويت" بعد مقتل عبد الرازق.

وأثار الهجوم أسئلة كثيرة، ولا سيما بسبب نجاة الأجانب ومقتل الأفغان، كما تسبب في إثارة حفيظة شرائح مختلفة، إذ وصف البعض، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حركة "طالبان"، التي تبنت المسؤولية عن الهجوم، بأعداء الأفغان. وبغض النظر عن تأثيرات الحادث على عملية الانتخابات، وهي ستكون كبيرة وهو ما ظهر في تأجيل الانتخابات في قندهار، إلا أنه يعتبر حلقة جديدة وخطيرة ضمن التحديات التي تواجهها الحكومة في الوقت الراهن. وكان قد قتل، الأربعاء الماضي، الجنرال عبد الجبار قهرمان، المقرب من الرئيس الأفغاني أشرف غني، وهو أحد المرشحين للبرلمان الأفغاني من هلمند، أكثر الأقاليم تضرراً جراء الحرب الأفغانية. ومع مقتل الرجلين عبد الرازق وقهرمان خيمت حالة من الذهول على الساحة الأفغانية، وتحديداً على الجنوب، كما أصيب الجانب الحكومي بصدمة كبيرة، إذ إنه بفضل عبد الرازق بات إقليم قندهار، معقل "طالبان" سابقاً، من أفضل الأقاليم من ناحية الأمن، بينما شهد الوضع الأمني في إقليم هلمند تحسناً كبيراً بفضل جهود قهرمان، الذي أرسله الرئيس الأفغاني أشرف غني إليه كمندوب خاص لأجل ضبط الوضع، لكنه استقال من منصبه رغم مطالبة غني له بالبقاء في موقعه.

وقتلت "طالبان" الرجلين "انتقاماً" للخسائر الكبيرة التي تعرضت لها على أيديهما. وكان عبد الرازق قد أسس قوة "سنغوريان"، وهي عبارة عن قوة شعبية شبيهة بالحركة، لكن مهمتها محصورة بقتال "طالبان". ومع قتل قهرمان أصبح عدد المرشحين الذين قتلوا خلال الحملة الانتخابية عشرة، معظمهم سقطوا على يد عناصر "طالبان" في الجنوب والشمال، وتنظيم "داعش" في شرق أفغانستان، بالإضافة إلى مقتل عشرات المواطنين جراء هجمات استهدفت مراكز حملات انتخابية. كما قتل بعض المرشحين جراء التجاذبات القومية والسياسية، إذ لم تتبن أي جهة بعد الهجمات التي استهدفت تجمعات انتخابية، ما يعني أن هناك طرفاً ثالثاً يقف وراء أعمال العنف الدموية التي شهدتها الحملة. وتشير أعمال العنف خلال الحملة الانتخابية وآخرها قتل عبد الرازق ومسؤولين أمنيين في قندهار إلى أن الأفغان أمام عملية اقتراع قد تكون أكثر دموية، وخصوصاً أن الجماعات المسلحة توعدت بذلك.

المساهمون