انتقادات فرنسية لماكرون بقضية خاشقجي: "تنقصه الجرأة" بمواجهة السعوديين

انتقادات فرنسية لماكرون بقضية خاشقجي: "تنقصه الجرأة" بمواجهة السعوديين

17 أكتوبر 2018
ماكرون: نتقاسم مع السعودية مصالح مشتركة (أوريلين موريسارد/فرانس برس)
+ الخط -
تلقّى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأربعاء، انتقادات على خلفية موقفه من السعودية، في قضية اختفاء الصحافي والكاتب السعودي المعارض جمال خاشقجي، إذ رأت صحيفة "لوكنار أونشينيه" أن الرئيس الفرنسي "لم يمتلك أي جرأة في مواجهة السعوديين".

ورأى الصحافي كلود أنجيلي، في عدد الصحيفة الصادر اليوم الأربعاء، أن "الرئيس ماكرون لم يجرؤ على انتقاد العائلة السعودية المالكة، التي أضافت صحافياً إلى قائمتها الإجرامية".

ونقلت الصحيفة عن سفير فرنسي سابق قوله، إن "دبلوماسيينا لا يتحدثون إلا قليلاً، حول اختفاء الصحافي (جمال خاشقجي) الذي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول ولم يخرج منها أبداً".

وأضاف أن "أدنى تسريب إلى الصحافة سيجر إلى تحقيق داخلي".

وبينما تَرِد مواقف دولية حول لغز اختفاء الصحافي السعودي، حتى من طرف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد الإثنين أنّ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مستعد لقبول أن "وفاة خاشقجي حدثت أثناء التحقيق"، وهو ما يعني أن ترامب يلحّ على "إنقاذ العائلة السعودية الحاكمة"، فإن ردود الفعل الفرنسية تدوّي بغيابها.

وتُعتبر وزارة الخارجية وحدها المُخوَّلة التعبير عن الموقف الفرنسي، بأمر من رئاسة الجمهورية، غير أن مواقفها بدت خجولة ومترددة، بشأن قضية خاشقجي.

ففي 8 أكتوبر/ تشرين الأول، صرحت الخارجية بالقول: "نأمل أن تتضح قضية الصحافي في أسرع وقت ممكن، وهو تصريح حذر، لم يتضمن أي إشارة إلى المملكة العربية السعودية. وبعدها بيومين، صدر بيان ثان يقول: "نحن على تواصل مع السلطات السعودية".

وقد خرج الرئيس الفرنسي عن صمته، في 12 أكتوبر/ تشرين الأول، خلال مقابلة مع محطة "فرانس 24"، و"فتح الباب، بعض الشيء" كما ذكرت الصحيفة، حين صرّح بأن "الوقائع التي يتحدث عنها الإعلام خطيرة جداً"، بشأن قضية خاشقجي.

لكن ماكرون لم يصل إلى مستوى تهديدات ترامب، إذ قال: "أنتظر إرساء الحقائق والوضوح التام"، و"هو موقف لن يعود على الرئيس الفرنسي بالمجد" بحسب أنجيلي.

وتتساءل الصحيفة الفرنسية عن سبب "الحرج الفرنسي" من السعودية، قبل أن تجيب بالقول إنّ "مبيعات السلاح تثقل الميزان، بطبيعة الحال"، إذ كانت السعودية، ما بين عامي 2012 و2016، الزبون الثاني لفرنسا (7155 مليون يورو طلبات أسلحة) بعد دولة الهند.

وكان الرئيس الفرنسي، في مؤتمره الصحافي، خلال القمة الفرنكوفونية التي انعقدت في أرمينيا الأسبوع الماضي، قد نفى أي حساسية تجاه هذه القضايا، قائلاً: "إننا نتقاسم مع السعودية مصالح مشتركة، وأيضاً مكافحة الإرهاب"، وهو "موقف يثير السخرية"، بحسب الصحيفة الفرنسية.

وذكّرت الصحيفة بأنه منذ سنوات عديدة، تتهم فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، السعوديةَ بأنها "من أكبر داعمي الجهاديين من كل نوع".

وفي ما يخص "تقاسم المصالح المشتركة" التي تحدّث عنها ماكرون، نقلت الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي رفيع قوله، إن "الأمر مع ملوك النفط هؤلاء، يتعلق بتحالف فعلي بين السعودية وإسرائيل لمواجهة إيران، والإليزيه مؤيد جداً لهذا التحالف".


وتتساءل الصحيفة ما إذا كان ماكرون قد سمع في أرمينيا من أحد عن استخدام السعودية والإمارات في اليمن للأسلحة التي باعتها لهما فرنسا.

وتشير في ختام تقريرها، إلى الحديث عن نية فرنسا مراجعة علاقاتها العسكرية مع السعودية والإمارات، على ضوء انتقادات المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية، لانتهاكاتهما في حرب اليمن.

غير أن هذه المراجعة، وفق الصحيفة، لن تطبق سوى على الطلبات الأخيرة، التي تقدمت بهما السعودية والإمارات، ولم تتلق فرنسا عنها بعد دفعة على الحساب.

وشدد أنجيلي على أن "الرئيس ماكرون سيكون على خطأ، إذا اعتبر أنه بهذا الإجراء سيخفف، ولو قليلاً، من الانتقادات الموجَهة لفرنسا بسبب دعمها للسعوديين الذين يقودون هذه الحرب القذرة منذ سنة 2014".

المساهمون