قضية خاشقجي: ردود فعل دولية..والأمم المتحدة تريد معرفة الحقيقة

قضية خاشقجي: ردود فعل دولية... والأمم المتحدة تراقب وتريد حقيقة ما جرى

16 أكتوبر 2018
العالم يطلب معرفة مصير خاشقجي (اوزان كوزي/ فرانس برس)
+ الخط -
أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، اليوم الثلاثاء، أن "الأمم المتحدة تواصل مراقبة الوضع عن كثب بشأن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي"، فيما طالبت كندا بتحقيقات "شفافة وشاملة".


وقال دوغريك، في تصريحات أدلى بها المسؤول الأممي للصحافيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، يساند بكل قوة "دعوة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، في وقت سابق اليوم، إلى ضرورة ضمان إزالة أي عقبات في طريق إجراء تحقيق عاجل وشامل وفعال ومحايد وشفاف، بما في ذلك إجراء تحريات داخل القنصلية السعودية، ومنزل قنصلها العام في إسطنبول".
وأضاف: "نحن نواصل مراقبة الوضع عن كثب، ونريد أن نفهم حقيقة ما جرى للسيد خاشقجي، وعندما يصدر شيء رسمي من أي طرف سوف نقوم بالتعليق عليه".



تلويح بلجنة تحقيق دولية
من جهته، قال المحقق الخاص المعني بالتعذيب في الأمم المتحدة إنه إذا لم تتمكّن تركيا والمملكة العربية السعودية من إجراء "تحقيق ذي مصداقية وموضوعية" فسوف تكون هناك حاجة إلى التدخل الدولي.

ووفقاً لـ"أسوشيتد برس" قال نيلس ميلزر، في مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إنه "يتعيّن علينا منح الدول المعنية الوقت، وفرصة لتدقيق سليم، للتوصل إلى نتيجة مفادها بأنهم يريدون معالجة هذه المشكلة". لكن ميلزر قال إنه في مرحلة لاحقة "يمكن أن نرى أن إحدى الدول المعنية لا تفي بالتزاماتها الدولية في ما يتعلّق بالتعاون في التحقيق في هذه القضية، وبالتالي فإنه سيكون من المناسب أن أتدخل علانية وأدعو أيضاً الدول المعنية للوفاء بالتزاماتها".

وفي وقت سابق اليوم، حثّت باشيليت السعودية على الكشف عن "كل ما تعرفه بشأن اختفاء، واحتمال مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بعد زيارته إلى قنصلية بلاده في إسطنبول".
وفيما رحّبت بالاتفاق الذي سمح للمحققين بإجراء تحريات داخل القنصلية نفسها، والذي من المحتمل أن يشمل منزل القنصل العام في إسطنبول، حثت باشيليت السلطات التركية والسعودية على ضمان إزالة أي عقبات في طريق إجراء تحقيق عاجل وشامل وفعال ومحايد وشفاف.
وأشارت المفوضة السامية إلى أن السعودية وتركيا طرفان في معاهدة الأمم المتحدة المناهضة للتعذيب.
وأشارت إلى أنهما ملزمتان باتخاذ كل التدابير لمنع التعذيب والاختفاءات القسرية وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان، والتحقيق في الادعاءات المتعلقة بتلك الجرائم، وتقديم المشتبه فيهم إلى العدالة.


ترامب: سيكون الأمر سيئاً إذا كان قادة السعودية على علم بما حدث

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء اليوم الأربعاء، إنه إذا كان قادة السعودية يعلمون بما حدث لخاشقجي "فسيكون ذلك سيئاً".
وأشار ترامب، في تصريح آخر، إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفى، خلال اتصال هاتفي، علمه بما جرى داخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول.

وأضاف ترامب أن بن سلمان أكد له أنه "وعد بإجراء تحقيق شامل في القضية"، وهو ما كان قد أعلنه أيضاً في وقت سابق وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بعد لقائه بمسؤولين سعوديين، من بينهم ولي العهد نفسه.

كندا تطالب بتحقيقات "شفافة وشاملة"
في السياق، طالبت كندا، اليوم الثلاثاء، السعودية بتحقيقات "شفافة وشاملة" في قضية اختفاء خاشقجي، وبمحاسبة المتورطين فيها، وذلك في تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، رداً على أسئلة صحافيين في برلمان بلادها.

وقالت فريلاند، متحدّثة عن قضية خاشقجي: "هذا الوضع خطير جداً. بحثت هذا الوضع مع وزير الخارجية السعودي (عادل الجبير)، ونقلت إليه أننا نريد رؤية تحقيقات شفافة وشاملة في هذا الخصوص".
وأضافت: "شددتُ على ضرورة محاسبة المتورطين"، مؤكّدة أن قضية خاشقجي "خطيرة جداً ومهمة".

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عن "قلق" بلاده البالغ حيال حادثة اختفاء خاشقجي.

وأضاف، في تصريحات إعلامية أدلى بها في العاصمة تورونتو، أن خاشقجي "كان صحافياً يكتب بشكل موسع حول انتهاكات الأسرة الحاكمة (بالسعودية) لحقوق الإنسان".

وشدد على أن بلاده تشعر بقلق بالغ من التقارير الواردة حول مقتل خاشقجي، وتعمل عن كثب مع شركائها لدى المجتمع الدولي في هذا الخصوص.

من جهتها، اتهمت هيلين لافيرديير، المتحدثة باسم "الحزب الديمقراطي الجديد للشؤون الخارجية" (معارض) حكومة بلادها بالصمت على مدى أسبوعين حيال حادثة اختفاء خاشقجي.
وطالبت لافيرديير الحكومة بـ"وقف فوري لاتفاق الأسلحة الذي يتضمن تصدير أسلحة بقيمة 15 مليار دولار إلى السعودية".



واختفت آثار الصحافي السعودي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلّق بزواجه.

وفيما قال مسؤولون سعوديون إن خاشقجي غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، طالب الرئيس رجب طيب أردوغان المملكة بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية حتى الآن، وقالت إن كاميرات القنصلية "لم تكن تسجل" وقت دخول خاشقجي. 

ووافقت تركيا على طلب سعودي بتشكيل فريق تحقيق مشترك في القضية، وفي سياق ذلك أجرى فريق بحث جنائي تركي، مساء الإثنين، أعمال تحقيق وبحث في مقر القنصلية السعودية. 
فيما أصدرت أسرة خاشقجي، الثلاثاء، بياناً طالبت فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف حقيقة مزاعم مقتله بعد دخوله القنصلية. 
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن مسؤولين أتراكاً أبلغوا نظراءهم الأميركيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية، وهو ما تنفيه الرياض.

وطالبت دول ومنظمات غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، الرياض بالكشف عن مصير خاشقجي، فيما عبرت دول عربية عن تضامنها مع السعودية في مواجهة تهديدات واشنطن بفرض عقوبات عليها إذا ثبت تورطها في مقتل خاشقجي.


(الأناضول، العربي الجديد)