قضية خاشقجي: إيران المتفرّجة

قضية خاشقجي: إيران المتفرّجة

15 أكتوبر 2018
قاسمي: إصدار موقف قد يكون سابقاً لأوانه (فرانس برس)
+ الخط -
كان من اللافت جداً ألا تعلّق إيران عبر منابرها الرسمية التابعة لسلطاتها، على ما حصل للصحافي السعودي جمال خاشقجي، بعد دخوله لمبنى قنصلية بلاده في إسطنبول، ولا سيما أنّ الأمر مرتبط بشكل مباشر بالسعودية، جارتها وصاحبة العلاقات المتوترة معها. وبعد مرور ثلاثة عشر يوماً على ما حصل، اكتفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، بالقول في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده أمس الاثنين، إنه "من الأفضل انتظار نتائج التحقيقات الجارية قبل أن يكون لدى إيران أي تعليق رسمي بهذا الخصوص، فإصدار موقف قد يكون سابقا لأوانه"، بحسب تعبيره.

وأشار قاسمي إلى سياسات بلاده الخارجية إزاء الدول الخليجية الجارة، واصفاً إياها بـ"الواضحة والشفافة"، فأكّد أنه "بحال تهيئة الظروف الملائمة، لن تتردّد إيران في تحويل هذه السياسات لسيناريوهات عملية"، في إشارة منه لعدم إصرارها على استمرار التوتر على عكس المملكة، وهو ما يؤكد عليه الساسة بين الحين والآخر، لتكمل طهران الحجة أمام الآخرين.

قبل قاسمي، خرج تعليق مقتضب على لسان سفير إيران في بريطانيا، حميد بعيدي نجاد، وهو الوحيد الذي يمكن تصنيفه كموقف شبه رسمي، فكتب هذا الأخير في تغريدة على "تويتر" أنّ "المملكة العربية السعودية ترتكب جرائمها وتُسكت صوت منتقديها في وضح النهار وخارج أراضيها"، متسائلاً عمّا إذا كان الغرب "جاهزا الآن للتخلي عن سياساته مزدوجة المعايير".

وبعيداً عن المنابر الرسمية، لاقت قضية خاشقجي اهتماماً صحافياً وإعلاميا إيرانياً واسعاً، فالأمر متعلّق بالسعودية التي تقف لها صحافة طهران بالمرصاد غالباً، واعتبرت وسائلها في غالبيتها أنّ ما حصل لخاشقجي جريمة محيّرة، ولوحظ تركيزها بشكل خاص على المأزق السعودي، أكثر من حديثها عن سيناريوهات مصير الصحافي الذي لم تخف أيضاً أنه كان في السابق مقرباً من مراكز صنع القرار السعودي وأصبح منتقداً لها فيما بعد.

تقف طهران سياسياً ورسمياً وإعلامياً كالمتفرّج على ما يحصل، وهو ما قد يصب لصالحها في النتيجة. فتركيز بعض صحفها على موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مما حصل، وحديثه المتكرّر عن أموال المملكة بالتزامن مع توعّده بأقسى العقوبات إن ثبت تورط الرياض بجريمة خاشقجي، إلى جانب رصدها لمواقف الغرب المنتقدة للسعودية، يعني أنّها تنظر لتغيّر اتجاه بوصلة الاهتمام، وتترقّب تقلّب الزمان.

المساهمون