ضاحية شويكة... عقاب جماعي بحثاً عن منفّذ عملية بركان

ضاحية شويكة.. عقاب جماعي يفرضه الاحتلال بحثاً عن منفّذ عملية بركان

10 أكتوبر 2018
اقتحامات واعتقالات لقوات الاحتلال (احمد غربلي/فرانس برس)
+ الخط -

يخضع أكثر من 11 ألف نسمة، في ضاحية شويكة شمال طولكرم إلى الشمال من الضفة الفلسطينية، لعقاب جماعي واقتحامات ليلية تستمر حتى الفجر، منذ أن نفذ أحد شبان الحي عملية فدائية قُتل فيها مستوطنان وأصيب آخر، قبل أن يلوذ بالفرار.

منذ الأحد الماضي، حين نفذ الشاب الفلسطيني أشرف نعالوة عمليته في مستعمرة "بركان" المقامة على أراضي مدينة سلفيت شمالي الضفة المحتلة، تجري قوات الاحتلال أعمال بحث وتمشيط في كل مكان تعتقد أنه فيه.

وتستخدم قوات الاحتلال، التي استدعت قوات كبيرة ووحدات خاصة للمساهمة والمساعدة في البحث عن منفذ عملية "بركان"، أساليب عقاب جماعي تنفذها ضد أهالي ضاحية شويكة، وتطاول أحيانا أهالي المدينة والقرى المجاورة، علما أن همجية جنود الاحتلال لا تقتصر على أي مكان إذا وصلت معلومات استخبارية عن مكان وجود الشاب نعالوة.

وباعتبار منفذ العملية نعالوة مطاردا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن قوات الاحتلال كررت اقتحاماتها لضاحية شويكة، وخصصت اقتحامها لحي القطاين الذي تعيش فيه عائلة الشاب أشرف، حيث اعتقلت والده ووالدته وشقيقتيه وشقيقه أمجد، وأجرت معهم تحقيقا ميدانيا، وهددتهم بشكل مباشر بالاعتقال وهدم المنازل إذا لم يسلموا أشرف للاحتلال.

غسان مهداوي، وهو خال منفذ العملية، أكد لـ"العربي الجديد" أن أجواء رعب وقلق تعيشها عائلة نعالوة بشكل خاص، وضاحية شويكة بشكل عام، لأن الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بشكل مفاجئ ومتواصل وفي كل الأوقات المنطقة، ويجري اقتحامات للمنازل وتفجيرا للأبواب، واحتجازا للأهالي، مع إطلاق القنابل الصوتية بغرض ترويع وترهيب الأهالي.

منذ اليوم الأول، اعتقل الاحتلال أمجد نعالوة شقيق أشرف، وفي الأيام التي تلت اعتقل الاحتلال والده ووالدته، وشقيقتيه سندس وهنادي بعد اقتحام منازلهم في الضاحية ذاتها، كما تم اعتقال شقيقته فيروز وهي متزوجة في مدينة نابلس، وغالبية التحقيق كان يدور حول علاقتهم بأشرف واتصاله بهم قبل العملية أو بعدها، إضافة إلى الضغط عليهم للبحث عنه وتسليمه للاحتلال، مع العلم أنه تم الإفراج عن كل أبناء العائلة، عدا أمجد الذي ما زال معتقلا.

كذلك، تضغط قوات الاحتلال على العائلة لإجبارها للخروج من المنزل والبحث عن أشرف، إذ يشير مهداوي إلى أن الاحتلال طلب من والد أشرف أن يذهب ليبحث عن ابنه في المناطق القريبة من طولكرم، كما أن مخابرات الاحتلال تواصل الاتصال بهاتف المنزل وتطلب منهم تسليم أشرف بلغة التهديد والوعيد، لكن العائلة تؤكد عدم معرفتها بأي معلومات حول ما جرى، سوى معرفتها بالعملية كما علم باقي الناس.

جيش الاحتلال اعتقل أيضا غسان مهداوي، وهو خال أشرف، وذلك بعدما فتش منزله وخرب محتوياته، وعاث فسادا كبيرا في المنزل، كما هو الحال في العديد من البيوت التي اقتحمها الجنود في الضاحية، سواء كانوا قريبين أو بعيدين عن عائلة نعالوة، حيث يتعمد جنود الاحتلال إحداث الخراب وإعاقة حركة الناس ضمن سياسة العقاب الجماعي.

اعتقال مهداوي، وهو أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال 19 عاما استمر لساعات، بعدما تم أخذه إلى أحد البيوت في الضاحية، حوله الاحتلال لمركز تحقيق ميداني مع الأهالي، إذ حُقق مع العديد من الشبان في هذا المركز حول علاقتهم بأشرف ومعرفتهم بمكانه الذي يختبئ به، بالإضافة إلى أن جنود الاحتلال احتجزوا إحدى السيدات فيه، وطالبوا ابنها بتسليم نفسه مقابل الإفراج عنها، وهو ما حدث.

وفي كل لحظة، من المتوقع أن يتم اقتحام ضاحية شويكة، بينما تعاني المنطقة بشكل كامل مع هذه الاقتحامات التي تسببت برعب كبير للأهالي، ولا سيما الأطفال والنساء، إذ تؤكد هذه الاقتحامات والاعتقالات العشوائية أن جيش الاحتلال يتعمد العقاب الجماعي على الأهالي من أجل الضغط على أشرف لتسليم نفسه.

ولفتت عائلة نعالوة إلى أنه، بعد كل هذه الظروف التي تمر بها، لم يتواصل أحد من المسؤولين والجهات الرسمية معهم ويطمئن إليهم، إذ اقتصر هذا على ضاحية شويكة.