هيئة التفاوض السورية تتريث حيال "سوتشي": روسيا تتصرف بعنجهية

هيئة التفاوض السورية تتريث حيال "سوتشي": روسيا تتصرف بعنجهية

09 يناير 2018
الحريري بأميركا للقاء غوتيريس (فابريس كوفرن/ فرانس برس)
+ الخط -

لم تحسم هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية موقفها من مؤتمر سوتشي لـ"الحوار السوري"، الذي تتحضر روسيا لعقده، أواخر الشهر الجاري، حيث لا تزال الهيئة تنتظر انجلاء الغموض حول العديد من المسائل المتعلقة بالمؤتمر، الذي ترى أنه في شكله المعلن محاولة لشرعنة الاحتلال الروسي للبلاد. 

وأكد عضو هيئة التفاوض، أحمد العسراوي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الهيئة "لا تزال تنتظر توضيحات حول ماهية المؤتمر والمطلوب منه، وفيما إذا كان تحت رعاية أممية، وهل هو داعم لمسار جنيف أم أنه يعد خروجا عن قرارات دولية تنظم العملية التفاوضية مع النظام في مدينة جنيف 

وأشار العسراوي إلى أنه "من المهم معرفة آليات اتخاذ القرار في المؤتمر في ظل هذا العدد الهائل من المدعوين"، مضيفاً: "على أساس ما ذكرت تبني الهيئة موقفها، سواء بالقبول أو الرفض"، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تعقد الهيئة، خلال أيام، اجتماعاً لها في مقرها الدائم في العاصمة السعودية الرياض، ومن المتوقع أن يكون "سوتشي" حاضراً على طاولة النقاش في الاجتماع. 

ويزور وفد من الهيئة، مكون من رئيسها نصر الحريري وعضويها هادي البحرة وبسمة قضماني، الولايات المتحدة للقاء الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس.

وشدد العسراوي، وهو أيضاً قيادي في هيئة التنسيق الوطنية، أحد أهم مكونات هيئة التفاوض، على أن "التنسيق الوطنية" لن تتخذ قراراً منفرداً حيال قبول أو رفض المشاركة في مؤتمر "سوتشي"، مضيفاً: "مصرون على الإجماع الوطني حيال كل القضايا الهامة في القضية السورية". 

وتتألف هيئة التفاوض من عدة مكونات، أبرزها الائتلاف الوطني السوري، وهيئة التنسيق الوطنية، والفصائل العسكرية، ومنصتا "موسكو" و"القاهرة"، إضافة إلى مستقلين. 

وتبحث الهيئة عن موقف جامع لهذه المكونات حيال مؤتمر "سوتشي"، ولكنها لا تستطيع منع مكون من اتخاذ موقف منفرد، خاصة أن مهامها الرئيسية تنحصر في التفاوض مع النظام، وليست جسماً سياسياً له موقف واحد، إلا بما يتعلق بموضوع التفاوض وفق قرارات دولية. 

وأكد الائتلاف، عبر تصريحات قياديين فيه، رفضه المشاركة في مؤتمر "سوتشي"، مؤكداً أن "المؤتمر محاولة روسية لتمييع القضية السورية، وإعادة إنتاج النظام، وفرض الرؤية الروسية للحل". 

كما أعلن نحو أربعين فصيلاً سورياً معارضاً، في بيان، رفضها المطلق للمؤتمر الذي تدعو روسيا لعقده، مجددة التزامها بمسار الحل السياسي وفق بيان جنيف1، والقرارات الدولية ذات الصلة. 

من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، يحيى العريضي، أن المعارضة لا تزال ترى أن مؤتمر سوتشي محاولة لـ "تشريع الاحتلال الروسي لسورية، وتثبيت منظومة الاستبداد"، مشيراً إلى أن موسكو تتصرف بـ"عنجهية وصلف، وتستخدم القوة الغاشمة"، مضيفاً: "هذا لن يؤدي إلى أي منجز سياسي". 

ومن المتوقع أن تدعو موسكو أكثر من ألف سوري إلى مؤتمر "سوتشي"، أغلبهم من المؤيدين للنظام، وهو ما يؤكد نيّة موسكو سحب البساط السياسي من تحت مسار جنيف وخلق مسار بديل يرسخ هيمنتها المطلقة على القرار السوري. 

ومن المتوقع أن تشارك منصة "موسكو" في مؤتمر سوتشي بغض النظر عن الموقف النهائي لهيئة التفاوض، رغم أنها باتت جزءاً من هذه الهيئة في مؤتمر الرياض2 للمعارضة السورية، حيث تدور هذه المنصة في الفلك السياسي الروسي، وتدفع باتجاه ترسيخ رؤية موسكو للحل في سورية. 

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، أكّد أنه "لا مكان في مؤتمر سوتشي للمطالبين برحيل الأسد"، وهو ما أفقد المؤتمر أي قيمة سياسية قبل عقده، حيث ترى المعارضة أنه "لا حل في سورية في ظل بقاء الأسد في السلطة". 

ووجهت شخصيات سورية معروفة في المعارضة، في وقت سابق، "نداء" لمقاطعة مؤتمر سوتشي، أبرزها برهان غليون وميشيل كيلو، ورئيس المجلس الوطني السوري السابق، عبدالباسـط سيدا، ورئيس الأركان السابق في الجيش السوري الحر، اللواء سليم عمر إدريس، ورئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا، وغيرهم. 

وأشارت هذه الشخصيات، في بيان أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلى أن روسيا "وقفت موقف العداء لثورة الشعب السوري، فعطلت مجلس الأمن، واستخدمت 11 مرة حق النقض للدفاع عن نظام الأسد وتجنيبه المساءلة"، وأوضحت أنها "شاركته في تطبيق سياسة الأرض المحروقة بالقصف الوحشي الأعمى، وتدمير المدن، والمرافق العامة، والمدارس والمستشفيات، وبالتهجير القسري للسكان، وأحبطت كل محاولات محاسبته من قبل المنظمات الحقوقية الدولية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية". 

واعتبرت أن مؤتمر سوتشي "يأتي في سياق العمل للإجهاز على ما تبقى من قوى الثورة والمعارضة وتحقيق الانتصار الكامل للأسد والحليف الإيراني، وفرض دستور مزيف يضمن بقاء الأسد والاحتلالات الأجنبية الضامنة له، بمساعدة انتخابات تجري تحت إشراف الأجهزة الأمنية وبقيادتها، وهي قادرة على تعطيل أي مراقبة سورية أو أممية".

المساهمون