انشقاقات تضرب "ولاية سيناء": ثلاثة طرق للهروب من الموت

انشقاقات تضرب "ولاية سيناء": ثلاثة طرق للهروب من الموت

09 يناير 2018
هجوم مسجد الروضة أحدث ضجّة داخل سيناء كلها(فرانس برس)
+ الخط -
يشهد تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش"، حالة من الصراعات الداخلية الشديدة، بين فريقين مختلفين تماماً. الفريق الأول يرفض الممارسات والأفكار التي بدأت تسيطر على التنظيم "السيناوي" بالأساس، قبل إعلانه مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم "داعش"، وهذا الفريق يرى بضرورة عدم الاصطدام مع النظام القبلي بأي حال من الأحوال. أما الفريق الثاني، والذي أغلبه من خارج سيناء سواء من محافظات مصرية، أو أجانب من خارج مصر، فيرى ضرورة تنفيذ أجندة التنظيم الأم، من دون النظر إلى النظام القبلي الذي يجب تطويعه، وفقاً لرؤية التنظيم، لا العكس.

وظهر هذا الخلاف جلياً مع مقتل زعيم "ولاية سيناء" أبو دعاء الأنصاري، وتولي آخر مكانه يدعى أبو هاجر الهاشمي، والذي يعتقد أنه من خارج مصر. ولكن بداية الشقاق الواضح كانت بعد الهجوم على مسجد الروضة العام الماضي، وقتل المصلين داخله.

وأحدث الهجوم ضجّة كبيرة داخل سيناء كلها، وحوّل الدفّة ضد التنظيم بشكل كبير، ودفع كثيرين لاتخاذ مواقف علنية مناهضة لـ"ولاية سيناء"، حتى القضاء على حاضنته الشعبية التي كان يعتمد عليها، بحسب مراقبين.

وقالت مصادر قبلية من سيناء لـ"العربي الجديد"، إن "ولاية سيناء" يشهد حالة من الانشقاقات الكبيرة في صفوفه منذ الهجوم الذي استهدف مسجد الروضة، وأسفر عن مقتل 309 أشخاص على الأقل، مضيفةً أن التنظيم يعاني بشكل كبير خلال الفترة الحالية، خصوصاً أنّ أعداداً ليست قليلة من عناصره من أبناء سيناء قرروا الانشقاق عنه.

وتابعت المصادر أن  التنظيم "يسيطر عليه حالياً عدد من المتشددين، وأغلبهم من خارج سيناء وخارج مصر بالأساس، وهؤلاء باتوا متحكمين في القيادة الآن"، مؤكدةً أن العناصر التي تنشقّ لا تجد أمامها إلّا ثلاثة طرق للهروب من الموت، المصير المحقق بحال وقعوا بيد التنظيم.

ويتمثّل الطريق الأوّل بالفرار إلى قطاع غزة عبر الأنفاق بين الجانبين. ولكن الأزمة حالياً أن حركة "حماس" والأجهزة الأمنية لا تسمح بهذا الأمر، إذ أشارت المصادر إلى أن بعض هذه العناصر حاولت المرور إلى غزة خلال الأسبوعين الماضيين، ولكن تم رفض الطلب نهائياً.

أمّا الطريق الثاني، فهو الانضمام إلى جماعة "جند الإسلام"، والتي تعادي تنظيم "ولاية سيناء" بشكل كبير، وترفض وجوده في سيناء. وأوضحت المصادر أن "جند الإسلام" جماعة لها ميول كبيرة لتنظيم "القاعدة"، وبالتالي فهي مأوى أساسي لكل من ينشق عن "ولاية سيناء"، طلباً للحماية من التنظيم وبطشه، لافتةً إلى أنّ العناصر المنشقة تدرك أنها غير قادرة على الانشقاق من دون تأمين حماية لها من الاستهداف من قبل التنظيم، ولذلك يلجأون إلى أعدائه أو الرافضين لوجوده.

وأعلنت جماعة "جند الإسلام"، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استهداف عناصر تابعة لـ"ولاية سيناء" خلال محاولتهم التعرّض لعناصرها. ولم يردّ "ولاية سيناء" رغم مرور نحو ثلاثة أشهر على هذه الواقعة التي كان توقيت تنفيذها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خوفاً من فتح جبهات عدة عليه، بعد المواجهات مع الجيش المصري وبعض أبناء قبيلة الترابين المتحالفة مع السلطات المصرية.

وعلى ذكر أبناء قبيلة الترابين، فإنها الطريق الثالث للعناصر المنشقة من "ولاية سيناء"، هرباً من الموت المحقّق بحال طاولتهم أيدي التنظيم. وقالت المصادر ذاتها، إن بعض العناصر لجأوا إلى أبناء القبيلة لحمايتهم بعد الفرار من تنظيم "ولاية سيناء"، والذين بدورهم أبلغوا الجيش المصري من أجل استخلاص معلومات حول التنظيم.

وتوقّعت المصادر أن يشهد التنظيم تصدّعاً كبيراً خلال الفترة المقبلة، ستؤدي به إلى الهاوية، وخصوصاً أنّ هناك انقلاباً داخله من العناصر "السيناوية".

وأعلن "ولاية سيناء" قتْل أحد عناصره السابقين ويدعى موسى أبو زماط، بدعوى أنه "مرتد"، لتعاونه مع حركة "حماس"، بتسهيل نقل البضائع والأسلحة إلى قطاع غزة، بحسب ما جاء في إصدار للتنظيم تحت عنوان "ملّة إبراهيم".

وذكر الإصدار أنّ الشخص الذي نفّذ عملية القتل كان عضواً في كتائب عز الدين القسام، قبل أن ينضم إلى "ولاية سيناء"، من دون ذكر أي تفاصيل إضافية حول هويته.

إلى ذلك، أعلنت حسابات متابعة للأوضاع في سيناء عبر تطبيق "تليغرام" وموقع "فيسبوك"، العثور على 20 جثة لعناصر مسلحة في إحدى المناطق جنوب العريش. ورجّحت الحسابات أن تكون هذه الجثث تواجدت في هذا المكان إثر مواجهات مسلحة بين عناصر "ولاية سيناء" بعضهم مع بعض، في إطار الخلافات الداخلية التي ظهرت خلال الأسابيع القليلة الماضية.