تسجيلات الاستخبارات المصرية: "لا فرق بين القدس ورام الله"

تسجيلات الاستخبارات المصرية: لا فرق بين القدس ورام الله...وإخلاء سيناء من المدنيين

07 يناير 2018
الترويج لقبول مدينة رام الله عاصمةً للفلسطينيين (العربي الجديد)
+ الخط -

بثّت قناة "مكملين" الفضائية، مساء الأحد، مجموعة من التسجيلات التي تؤكد تسريبات استخبارات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالترويج لدى الرأي العام عبر إعلاميين بقبول مدينة رام الله عاصمةً للفلسطينيين، بدلاً من القدس، كذلك أهمية إخلاء منطقة سيناء من المدنيين.

ونشرت القناة اتصالاً مسجّلاً لضابط مصري في جهاز الاستخبارات الحربية، مع الكاتب الصحافي، مفيد فوزي، يكشف فيه عن تأييد النظام لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، بوصفه أمراً واقعاً سيفضي إلى ما يُعرف بـ"صفقة القرن"، والترويج لدى الرأي العام في مصر بالقبول بمدينة رام الله بدلاً من القدس.

وقال الضابط، الذي يدعى أشرف الخولي: "هناك موجة استنكار سنؤيدها، وسنستنكر هذا الأمر مع جميع أشقائنا العرب.. لكن بعد ذلك الأمر سيصبح أمر واقع، والموضوع أصلاً مش محتاج إعلان، لأنهم كده كده مسيطرين"، وهو ما عقب عليه فوزي، بالقول "طبعاً هذا أمر واقع"، ليرد الضابط "الله ينور عليك".

وتابع الخولي: "إحنا بعد ما نستنكر القرار زي ما هو متفق عليه، هانتكلم عن إن المهم هو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.. ولا فرق بين القدس ورام الله، أهم شيء إننا ننهي هذه المعاناة.. وإحنا ياما وقفنا جنب الفلسطينيين، ومصر ياما وقفت جنب أخواتها.. المهم إن حماس تخرج من الموضوع هذا.. الهدف هو حل جذري للمشكلة الفلسطينية، بدل ما نفضل في حالة الكر والفر".

وأضاف متسائلاً "هو مين اللي بيتقتل يا أستاذ مفيد.. ما هو الفلسطينيين هما اللي بيتقتلوا بالمئات، واليهود مش بيتقتل حد منهم.. فالفكرة هي صفقة القرن نفسها، ووضع حل جذري للمشكلة بإنهاء معاناة الفلسطينيين.. إنما الخوف من انتفاضة يتقتل فيها الفلسطينيين بس، ولا يقتل بها الإسرائيليين.. وإسماعيل هنية يتدخل، وحماس يبقى ليها وجود تاني، بعد ما بدأ يخفت وجودهم".

وتابع ضابط الاستخبارات "سوف يجدون في هذا القرار فرصة إذا حدثت انتفاضة.. وأنا بسألك هل الشارع المصري وصله هذا الإحساس؟ كما تعلم لا أحد يستطيع أن يتظاهر بدون رخصة تظاهر.. ونحن لن نسمح بحدوث أي شيء يمس الأمن القومي حالياً.. ومشكلة مثل هذه يجري حلها بين القادة.. هذا القرار بعد ذلك سيكون أمر واقع.. لذلك إحنا نستفيد بقى من الأمر الواقع بإننا نحل مشكلة الشعب الفلسطيني بشكل نهائي".

وقال الخولي "نحن نتكلم معك في ذلك ليكون الإعلام وسيلة لتوصيل هذا الكلام للرأي العام في مصر.. إن لا فرق بين القدس ورام الله"، ليرد فوزي "وصلني ما تريد قوله، وهذا سوف يظهر حتى في كتابة الجرائد التي أكتب فيها، فما أكتبه صحفياً هايوصل هذه الرسالة، لحين الظهور في برنامج مرتبط بالشارع".

وعقّب الضابط: "الهدف من المكالمة إننا بنتكلم في قضية سياسية بتواجه الدولة المصرية حالياً، أهمها عن موضوع القدس، وبعد ذلك سوف نأتي لموضوع سيناء.. هل عند حضرتك نفس الرؤية اللي طرحتها عليك؟"، ليقول فوزي "طبعاً أنا مؤمن باللي أنت بتقوله.. ومؤقتاً، قبل ما اشتغل في القناة، أقدر أعبر عن ذلك صحفياً، فيما يخص الخطوط العريضة التي سوف أتكلم عنها".

واختتم فوزي المكالمة بقوله: "أنا بكتب كل يوم سبت مقال اسمه (الدنيا سؤال) في صحيفة أخبار اليوم، وبكتب كل أسبوعين في يوميات الأخبار، وبكتب كل يوم ثلاثاء في مجلة صباح الخير، وبكتب كل يوم سبت مقال في صحيفة المصري اليوم".



الانتفاضة ليست في مصلحة الأمن القومي

كما كشفت مجموعة من التسريبات المسجلة للضابط المصري مع عدد من الإعلاميين، من بينهم البرلماني سعيد حساسين والممثلة يسرا، أنه يقوم بتوجيههم لمخاطبة الرأي العام بقبول مدينة رام الله عاصمة لفلسطين بدلاً من القدس، وممارسة التحريض ضد قطر، وحركة المقاومة الفلسطينية حماس.

ووجه الخولي، حساسين، بقوله: "بكلمك عشان أبلغك لما حضرتك تطلع في أي قناة، وتتكلم، يكون بتوجه الأمن القومي المصري.. وعن ماذا سيستفيد من موضوع إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.. نحن سوف نستنكر القرار كما جميع الأشقاء العرب، وبعد ذلك، الموضوع هايكون أمر واقع.. والفلسطينيين لا قادرين يقاموا، ولا إحنا عندنا نية الحرب.. اللي فينا مكفينا زي ما أنت عارف".

وأضاف "النقطة الخطيرة هي نقطة الانتفاضة.. الانتفاضة لا تصب في مصلحة الأمن القومي المصري، لأنها ستعطي نفس للإسلاميين، وتعيد حماس مرة أخرى.. إحنا نستثمر القرار ده في إيجاد حل نهائي لمعاناة الشعب الفلسطيني، بحيث إن الموضوع ينتهي.. إحنا محتاجين حل سياسي لمشكلة فلسطين، لا فرق بين القدس ورام الله كعاصمة لفلسطين.. في مقابل ألا يموت أحد من الفلسطينيين".

فيما قال الضابط، في حديثه مع يسرا: "إحنا عاملين مداخلات للإعلاميين، ولن يبقى هناك كلام نهائي عن موضوع القدس، فالقرار متاخد كده كده.. عشان لو حد سأل حضرتك، لا يكون هناك تصريح مخالف لتوجهنا.. اللي هو هانستنكر زي الكل ما بيستنكر إن القدس عاصمة لإسرائيل، إنما في الأصل ده سيصبح أمر واقع.. ومش هانقدر نعمل قدامه حاجة، والقضية الأساسية هي إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بشكل كامل".


إخلاء منطقة سيناء بالكامل من المدنيين

وفي تسجيلات أخرى للضابط مع المذيع بقناة "العاصمة" الفضائية، عزمي مجاهد، دعاه إلى مخاطبة الرأي العام عن أهمية إخلاء منطقة سيناء بالكامل من المدنيين، بدعوى إعطاء حرية لقوات الجيش في مواجهة المسلحين، ووجود خونة بين أهالي سيناء.

وقال الخولي: "بالنسبة لموضوع سيناء، أنت واصلك إيه، كيف ستتكلم عن سيناء؟"، ليرد مجاهد "أنا بتكلم عن إن سيناء مصرية، والرئيس (السيسي) كلف رئيس الأركان، والشرطة المدنية، بتنظيفها خلال ثلاثة أشهر"، ليعقب الأول "إحنا عندنا جيش يعني، على فكرة دي اللي بتحرقهم.. إننا عندنا جيش".

وأضاف الضابط "أقولك على حاجة، بص يا كابتن، إحنا عندنا في سيناء 1% من جيش مصر، و1% من شرطة مصر.. إحنا أهم حاجة، ومشكلتنا يا عزمي، هما قبائل الشعب اللي عايش في سيناء من المدنيين.. إحنا عايزين نخرج الناس دي من هنا، بحيث يبقى إحنا مننا ليهم.. نحاول نخرج الناس دي، وتبعد.. وتسيب المكان ده، لتتعامل القوات المسلحة".

وتابع: "اديك شايف آخر حاجة مسجد الروضة، وإنه لا في فرق بين مسلم ولا مسيحي، وإن منهم برضو خونة للأسف.. لذلك نحن نريد إخلاء هذه المنطقة بأكملها.. يا كابتن عزمي هذا المطلوب في الفترة القادمة، أن نحاول إخلاء منطقة سيناء من المدنيين بشكل كامل.. إحنا بدأنا زي ما أنت عارف بإخلاء الشريط الحدودي، وبعد كده بمساحة 8 كيلو متر".

وعن موضوع القدس، قال ضابط الاستخبارات: "أنتم تتحدثون في هذا الوقت عن القدس، لماذا لا تتكلمون عن العراق اللي راحت، وسورية، واليمن التعيس، وليبيا.. 4 دول راحت في ستين داهية، هاتفرق إيه القدس من رام الله (في إشارة لصفقة القرن).. هناك 3 رؤساء دول اتقتلوا بطريقة واحدة، وفي يوم واحد.. اعرفوا بقى إحنا في نعمة ولا لأ، بصوا حواليكم، وقولوا الحمد لله".

وعقب مجاهد، مؤيداً حديثه، بالقول "خد بالك أنا من أول الناس اللي خيطوا (هاجموا) حماس.. وقلت لازم نفرق بين الفلسطينيين وحماس"، ليرد الضابط "ونقول برضو إن تميم وقطر ليهم علاقات سرية مع إسرائيل"، ليختتم الأول المكالمة، قائلاً "ماشي، عينيّا".