معهد الدوحة يناقش "نزع المركزية عن حقل الدراسات الأميركية"

"من ميدان التحرير إلى حديقة زاكوتي في نيويورك"... مؤتمر دولي بمعهد الدوحة

06 يناير 2018
تتوزع جلسات المؤتمر على عدد من المحاور(فيسبوك)
+ الخط -




يُعقد الاثنين المقبل في معهد الدوحة للدراسات العليا، مؤتمر دولي بعنوان: "من ميدان التحرير إلى حديقة زاكوتي بنيويورك: إعادة تشكيل ونزع المركزية عن حقل الدراسات الأميركية".

ويناقش المشاركون في المؤتمر، الذي يبدأ بكلمة رئيسية للدكتور عزمي بشارة رئيس مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا عن "الحضور المتنامي للولايات المتحدة وغياب الدراسات الأميركية"، على مدى ثلاثة أيام، موضوع نزع المركزية عن الدراسات الأميركية في ضوء الحراك الاجتماعي، الذي بدأ من ميادين التحرير في العالم العربي، وتأثر به وحاكاه الكثيرون في الميادين الغربية.

ويبدأ المؤتمر بكلمات افتتاحية لكل من، الدكتور ياسر سليمان معالي، رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا بالوكالة، والدكتورة كانديس تشو، رئيسة جمعية الدراسات الأميركية، والدكتور عبد الوهاب الأفندي، عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة، والدكتور روبن برايتي، عميد كلية إليوت للدراسات الدولية بجامعة جورج واشنطن.

ويشارك في المؤتمر الممول من صندوق قطر الوطني للأبحاث، وكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، حوالي 35 باحثا في حقل الدراسات الأميركية من كبرى الجامعات في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا وأفريقيا، فضلا عن مشاركين من جمعية الدراسات الأميركية، وهي واحدة من أهم وأقدم الجمعيات الأكاديمية بالولايات المتحدة، حيث تشارك رئيسة الجمعية الحالية البروفيسور كانديس تشو، ورئيسها السابق البروفيسور روبرت وورير.

وتتوزع الجلسات على عدد من المحاور أبرزها، الدراسات الأميركية وما بعد القومية، الخيال السياسي وسؤال الاستشراق، الحدود والمخيلة المكانية في الدراسات الأميركية، القوة الأميركية: أين وإلى أين، الأقليات وسياسات المعرفة، تدريس أميركا خارج حدودها، الدراسات الأميركية في العالم العربي، ضد الاستثنائي: نزع المركزية والتشرد.

وعن أهمية عقد مؤتمر عن الولايات المتحدة في السياق العالمي، يقول منسق المؤتمر، الدكتور عيد محمد، أستاذ مساعد الدراسات الأميركية والدراسات الثقافية والأدبية المقارنة بمعهد الدوحة للدراسات العليا، إن ذلك سيساعد الباحثين والمهتمين على تقديم تفسيرات مختلفة للهيمنة الأميركية على الصعيد العالمي، ومقارنة ذلك بهيمنة الإمبريالية العالمية ومعانيها التقليدية التي جعلت الولايات المتحدة شبيهة بروما قديماً أو بالمملكة المتحدة.

وبحسب المتحدث، فستسمح التفسيرات المختلفة، والمدعومة بكثير من الأدبيات ذات الصلة، برؤية الولايات المتحدة كإمبراطورية أو كمصدر للهيمنة، لذلك ترتكز عملية إعادة تشكيل حقل الدراسات الأميركية من داخل الشرق الأوسط على ديناميات التصورات المتبادلة، مع التأكيد على إعادة تكوين صورة العرب المسلمين في الفضاء العام الأميركي استجابة للحاجات المعاصرة، لتغيير أو تعزيز فهم القومية الأميركية والتعريف الجمعي للذات.

كما ستدرس الأوراق المقدمة من قبل الباحثين، الارتباط الوثيق بين التعريف الأميركي للقيم الاجتماعية وللذات الوطنية من جانب، وبين التصور الأميركي للشرق الأوسط من جانب آخر.

وتبنى تلك الرؤية أيضا على كتابات مثل "فوضوية الإمبراطورية" لـ إيمي كابلان، والذي يرتكز على الربط الوثيق بين مفهوم الوطن الأميركي كجزء لا يتجزأ من الحركات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية للإمبراطورية، وللحركات التي تنشئ وتخلخل الحدود المتقلبة بين المحلي والخارجي، وبين الوطني والأجنبي، وبين بناء فكرة الأمة كوطن وبين التمييز الإمبريالي بين الوطن والخارج.

ويرتبط المؤتمر وما سينتج عنه بمنحتين بحثيتين، ممولتين من برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي من صندوق قطر الوطني للأبحاث، والتي حصل عليهما الدكتور عيد محمد، بين عامي 2016 و2017.

وسيتم نشر الأوراق المقدمة بعد انتهاء أعمال المؤتمر في إحدى أكبر الدوريات البحثية في حقل الدراسات الأميركية، إلى جانب نشر عدد خاص بدورية سياسات عربية، المجلة المحكمة التي تصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.