سورية: النظام يتكبد خسائر في معركة "إدارة المركبات" بالغوطة

سورية: النظام يتكبد خسائر في معركة "إدارة المركبات" بالغوطة

05 يناير 2018
تتواصل معارك الغوطة بريف دمشق (عبد المنعم عيسى/فرانس برس)
+ الخط -
تتوالى خسائر النظام السوري، في معركة "إدارة المركبات" بالغوطة الشرقية لريف دمشق، حيث قُتل عشرة من عناصر قواته على يد المعارضة المسلحة، في حين واصل تقدّمه في ريف حماة الشمالي الشرقي وسط البلاد، وسيطر على عشر قرى، خلال الساعات الماضية.

وقالت مصادر مقرّبة من قوات النظام السوري، إنّ عشرة من عناصر "الحرس الجمهوري" قُتلوا، مساء أمس الخميس، خلال مواجهات مع المعارضة السورية المسلحة في محور إدارة المركبات بمدينة حرستا في ريف دمشق الشرقي، مشيرة إلى أنّ القتلى كلّهم من مدينة جبلة الساحليّة.

وأوضحت المصادر، أنّ القتلى سقطوا خلال محاولات فكّ الحصار الذي تفرضه المعارضة على قوات النظام المتحصّنة في مباني ثكنة إدارة المركبات.

وفي الشأن ذاته، نفى "مركز الغوطة الإعلامي"، استعادة قوات النظام لأبنية في حي العجمي بمدينة حرستا بريف دمشق، مشيراً إلى أنّ تلك الأنباء "تأتي بهدف رفع معنويات جنود النظام وأنصاره".

وأعلنت "مديرية شؤون المساجد والأوقاف"، التابعة لـ"الهيئة الشرعية في دمشق وريفها"، عن إلغاء صلاة الجمعة اليوم، في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بسبب قصف النظام المتعمّد للتجمّعات السكنية والمساجد.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ حدّة القصف والاشتباكات انخفضت، صباح اليوم الجمعة، في الغوطة، تزامناً مع سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار.

وكان القصف الجوي الروسي، والقصف من قوات النظام السوري، على الغوطة الشرقية المحاصرة، قد أسفر خلال الأيام الأخيرة عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، معظمهم أطفال ونساء.

وقُتل شخصان، مساء أمس الخميس، وأُصيب أربعة وعشرون آخرون، جرّاء سقوط قذائف على ضاحية الأسد وحي العمارة في مدينة دمشق، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

إلى ذلك، أعلن فصيل "جيش الإسلام"، عن قتل وجرح عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي، في عملية تسلّل على جبهة البساتين الفاصلة بين بلدة يلدا والحجر الأسود، جنوبي مدينة دمشق.


على صعيد آخر، واصلت قوات النظام السوري، التقدّم على محاور ريف حماة الشمالي الشرقي وسط سورية، وريف إدلب الجنوبي الشرقي شماله، وسيطرت على قرى: فحيل، جلاس، رسم العبد، الشيخ بركة، القصر الأبيض، ربيعة موسى، الحقية، تل رجيم، أم رفول، أم الرجم، سويرات، شقفة.

وقالت مصادر محلية، إنّ قوات النظام سيطرت على تلك القرى بشكل سريع، إثر انسحاب مقاتلي "هيئة تحرير الشام" إلى الخطوط الخلفية وتمركزها في سنجار.

وتدور معارك متقطعة، منذ صباح اليوم الجمعة، بين قوات النظام و"هيئة تحرير الشام"، في محاور قرية سنجار، على بعد عشرين كيلومتراً من مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب الشرقي، حيث تسعى قوات النظام للوصول إلى المطار بمساندة روسية.

وفي خرق جديد لاتفاق مناطق "خفض التصعيد"، قصفت قوات النظام بالمدفعية، مناطق في مدينة درعا جنوبي سورية، ومناطق في قريتي الطيبة الغربية والسعن الأسود بريف حمص الشمالي وسطها، ما أسفر عن أضرار مادية.

 

من جهة أخرى، أعلنت "المفوضية العليا للانتخابات"، التابعة لـ"الإدارة الذاتية الكردية"، التي تقودها مليشيات "وحدات حماية الشعب" الجناح السوري لـ"حزب العمال الكردستاني"، عن تأجيل المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات الفيدرالية لشمال سورية، إلى موعد قالت إنّه سيُحدّد لاحقاً.

وقالت المفوضية، في بيان، مساء أمس الخميس، إنّ التأجيل جاء "بسبب ضيق الوقت وانشغال المفوضية بانتخابات الرئاسة المشتركة لمجالس المقاطعة والنواحي والبلديات".

وكان من المقرر أن تُجرى الانتخابات في الأقاليم الثلاثة: الجزيرة، الفرات، عفرين، بداية العام 2018 بهدف انتخاب حكومات الأقاليم، وما يسمّى بـ"مؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمال سورية".


وكانت المرحلة الأولى من "انتخابات الفيدرالية لشمال سورية"، قد جرت، في 22 سبتمبر/أيلول الماضي، وتم خلالها انتخاب مجالس الأحياء، في حين تم خلال المرحلة الثانية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، انتخاب مجالس الإدارة المحلية، في البلدات والنواحي والمقاطعات التي تسيطر عليها المليشيات التابعة للإدارة الذاتية.

وجاءت الانتخابات بعد تشكيل "المجلس التأسيسي للنظام الفيدرالي الديمقراطي لشمال سورية"، من قبل المليشيات والأحزاب التي يقودها "حزب الاتحاد الديمقراطي".

ويُذكر أن التقسيمات الإدارية التي أقرها المجلس التأسيسي، تشمل إقليم الجزيرة، والذي يضمّ مقاطعة الحسكة، ومقاطعة القامشلي، وإقليم الفرات (والذي يضمّ مقاطعة عين العرب، ومقاطعة تل أبيض)، وإقليم عفرين (والذي يضم مقاطعة عفرين، ومقاطعة الشهباء) بالإضافة إلى جعل مدينة منبج بريف حلب الشرقي مقاطعة أيضاً.

وفازت في المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات، "قائمة الأمة الديمقراطية" التي يقودها "حزب الاتحاد الديمقراطي" الجناح السياسي لمليشيات "وحدات حماية الشعب"، بنسبة أغلبية مقاعد الإدارات المحلية للقرى والبلدات والنواحي والمقاطعات.

وجرت الانتخابات في ظل هيمنة السلاح الذي يملكه "حزب الاتحاد الديمقراطي" المصنّف منظمة إرهابية من قبل تركيا والائتلاف الوطني السوري المعارض.

وشهدت الانتخابات، مقاطعة كل من أحزاب "المجلس الوطني الكُردي" و"الحزب الديمقراطي التقدمي"، كما قاطعتها أحزاب أخرى في منطقة عفرين بريف حلب، ومنطقة عين العرب في ريف الرقة، ومناطق من ريفي الحسكة والرقة.