العراق يطلق عملية لتعقب جيوب جديدة لـ"داعش"

العراق يطلق عملية أمنية لتعقب جيوب جديدة لـ"داعش"

04 يناير 2018
العراق أعلن سابقا تحرير أراضيه من "داعش"(علي قاسم/الأناضول)
+ الخط -
كشفت القوات الأمنية العراقية جيوبا جديدة لتنظيم "داعش" الإرهابي في الموصل وكركوك، تضم جماعات وقيادات للتنظيم، وأطلقت عملية أمنية، بدعم من طيران التحالف الدولي، لتعقبها.

وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعلومات الاستخبارية كشفت عن جيوب جديدة لتنظيم "داعش" قرب قرى البو سيف والشمسيات والجزيرة القريبة منهما جنوبي الموصل"، مبينا أنّ "تلك الجيوب تضم قيادات وعناصر للتنظيم، وتنوي التحرّك لتنفيذ هجمات إرهابية في المناطق القريبة".

وأوضح الضابط أنّ "الأهالي في تلك القرى أدلوا بمعلومات استطعنا على ضوئها تحديد أماكن تلك الجيوب"، مبينا أنّ "القوات العسكرية وطيران التحالف الدولي بدأوا بحملة تطهير لتلك المناطق والقضاء على الجيوب".

وأضاف أنّ "العملية قد تنتهي، مساء اليوم، إذ إنّ القوات العراقية استطاعت التقدم بشكل سريع، وأنّ طيران التحالف ينفذ ضربات دقيقة لأي تحرك للتنظيم، الأمر الذي حجّم أي تحرك للمسلحين، وحال دون حدوث أي اشتباك معهم".

وأشار إلى أنّ "عمليات كشف وتطهير جيوب التنظيم مستمرة على جبهات الموصل، والمحافظات القريبة منها، وأنّ القضاء عليها يعد الهدف الرئيس للقوات الأمنية العراقية".

ويتعاون أهالي الموصل بشكل كبير مع القوات الأمنية في متابعة ورصد تحركات "داعش"، وتحديد مواقع جيوبه، بينما يطالب وجهاء المحافظة بدعم الأمن الداخلي بقوات من الشرطة المحلية، لمنع أي محاولة للتنظيم لإعادة نشاطه.


وقال الشيخ باسم الحديدي، وهو أحد شيوخ المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنية تعتمد بشكل كبير على المعلومات التي يقدمها الأهالي، ومن خلالها يتم رصد جيوب "داعش" والقضاء عليها"، مبينا أنّ "الأمن الداخلي لمناطق المحافظة يحتاج إلى زيادة أعداد قوات الشرطة المحلية، وقد طالبنا القيادات العسكرية بذلك، لكن الموضوع أهمل ولم يتخذ أي قرار بشأنه".

وأكد الحديدي أنّ "الطاقات الشبابية الكبيرة لدينا، وخاصة المتعاونين منهم مع القوات الأمنية، يجب ضمهم إلى سلك الشرطة، ليكون العمل الأمني في صلب واجبهم، وبذلك سيتحقق الاستقرار الكامل في تلك المناطق، وتحبط أي محاولة للتنظيم لإعادة نشاطه".

يشار إلى أنّ القوات العراقية تخوض عمليات تعقب لجيوب "داعش" داخل وخارج الموصل، في مسعى للقضاء عليها بشكل كامل.

عملية عسكرية لتطهير مناطق في كركوك 

وعلى صعيد آخر، أطلقت القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي"، اليوم، عملية عسكرية لتطهير مناطق جنوبي وغربي كركوك، إذ قال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات كبيرة من الجيش ومن قيادة عمليات كركوك ومليشيا "بدر" ومليشيا "الحشد التركماني"، بدأت بعملية عسكرية واسعة شملت مناطق الحويجة وجبال حمرين وغرب بلدة الطوز"، مبينا أنّ "الحملة تهدف إلى تطهير تلك المناطق من جيوب "داعش" والعصابات المسلحة". 

وأوضح أنّ "العملية بدأت من خمسة محاور، والقوات العراقية تتقدّم نحو أهدافها"، مؤكدا أنّ "الطيران العراقي يشارك بالعملية ويوفر غطاء جويا للقوات العراقية المتقدمة، كما يقوم برصد وقصف أي تحركات لـ"داعش"". 

ومنذ أن سيطرت القوات العراقية على كركوك، عقب استفتاء الإقليم، وتعيين محافظة بالوكالة من المكون العربي، تعيش المحافظة وضعا غير مستقر، في وقت نشطت فيه العمليات المسلحة. 

ويحذر مراقبون من خطورة عدم إيجاد حلول لأزمات كركوك، فيما شكا نواب المحافظة من تردي الوضع الأمني فيها، مطالبين بإيجاد حلول عاجلة، ونزع سلاح الأهالي. 

وقال النائب عن المحافظة، حسن توران، إنّ "سلسلة هجمات واعتداءات مختلفة استهدفت مقرات الجبهة التركمانية، ثم تطور الوضع خلال الأيام القليلة الماضية إلى استهداف بيوت المواطنين العزّل، خاصة في المناطق التركمانية، ومنها منطقة تسعين، والتي تم قصفها بالقذائف والقنابل اليدوية". 

ودعا توران رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، إلى "إرسال لجنة تحقيقية للوقوف على جريمة اغتيال مسؤول في الجبهة التركمانية، وتقديم الجناة إلى القضاء"، مطالبا بـ"تنفيذ عملية تمشيط واسعة داخل مدينة كركوك، لتعقب الخلايا النائمة ونزع السلاح غير المرخص من البيوت، وتوفير الأمن للمناطق المستهدفة ضمن خطة أمنية وعسكرية محكمة". 

وتشهد محافظة كركوك خلافات سياسية عميقة بين مكوناتها، كما تشهد تصاعداً خطيراً بأعمال العنف من قتل وخطف وتفجيرات، الأمر الذي يثير مخاوف الأهالي.