ماكرون يتحول لملهم للحالمين بالصعود السريع إلى الرئاسة بتونس

ماكرون يتحول إلى مصدر إلهام للحالمين بالصعود السريع إلى الرئاسة في تونس

31 يناير 2018
ماكرون جعل المستحيل ممكناً (فليب هغوين/ فرانس برس)
+ الخط -
مع زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لتونس، اليوم الأربعاء، تتجدد لدى عدد من السياسيين التونسيين أحلام الصعود السريع إلى دفة الحكم، على طريقة الرئيس الشاب.

وتُخامر قادة أحزاب تونسية صغيرة، وبعضها مغمورة، فكرة استنساخ تجربة ارتقاء ماكرون إلى عرش الإليزيه في أقل من سنة وبشكل صاروخي، حيث تراودهم أحلام تخطي حواجز شرعية التجذر السياسي للأحزاب العريقة ومشروعية التاريخ النضالي لزعمائها.

وجعل ماكرون، السياسي المغمور الذي تحوّل، في وقت وجيز ومفاجئ، إلى زعيم دولة تمثل خامس أكبر اقتصاد في العالم، المستحيل ممكنا، وجعل من الوصول إلى قصر الرئاسة التونسية بقرطاج حلما ممكنا أيضا بالنسبة لسياسيين تونسيين كُثر.

ويرى عدد من قادة أحزاب تونسية أنفسهم "ماكرون تونس" ما بعد ولاية الرئيس الباجي قايد السبسي، حيث أحيا الرئيس الفرنسي وعزز الأمل أمامهم في حملات انتخابية سابقة لأوانها هذه الأحلام، برغم محدودية إمكانياتهم وضعف انتشار الأحزاب التي يتزعمونها.

وتراود كلا من رئيس حزب "آفاق تونس"، ياسين إبراهيم، ورئيس حزب "مشروع تونس"، محسن مرزوق، ورئيس حزب "البديل"، مهدي جمعة، ورئيس حزب "بني وطني"، سعيد العايدي، أفكار استنساخ تجربة ماكرون وحزبه "الجمهورية إلى الأمام" الذي تمكن من إبعاد الحزبين التقليديين في فرنسا، الاشتراكي والجمهوريين، اللذين حكما البلاد منذ خمسين عاما.

ويرى هؤلاء الشباب في أنفسهم الأقرب لرئاسة تونس والأجدر بإبعاد الأحزاب العريقة والكبرى، على غرار الحزبين الحاكمين اليوم صاحبي الأغلبية والأكثر انتشارا في البلاد؛ حزب "حركة النهضة" الذي يتزعمه راشد الغنوشي (الذي تأسس منذ 37 عاما) وحزب حركة "نداء تونس" (وريث الحزب الدستوري الذي تأسس منذ ما يزيد عن 90 عاما) أو الأحزاب اليسارية العريقة كحزب "المسار الديمقراطي" الذي يتزعمه وزير الفلاحة، سمير الطيب، (وريث الحزب الشيوعي تأسس منذ ما يزيد عن 90 عاما) وحزب "العمال" أبرز مكونات ائتلاف "الجبهة الشعبية" المعارض الذي يتزعمه حمة الهمامي (تأسس منذ أكثر من 30 عاما).

وعلاوة على أن أحزاب "آفاق والمشروع والبديل وبني وطني" جميعها أحزاب فتية تكونت بعد الثورة، ومنها لم يطفئ شمعته الأولى بعد، ولم ينجز حتى مؤتمره الانتخابي الأول، فإنها تتقارب في الأيديولوجيا والمرجعية، فتقدم نفسها كأحزاب "وسطية" بطرح اقتصادي ليبرالي ذي أبعاد اجتماعية، وتتقاسم هذه الأحزاب مع حزب ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" ما يسمى بـ"الليبرالية الاجتماعية".



وتستنسخ هذه الأحزاب نوعا ما الحراك التواصلي والحضور السياسي للرئيس ماكرون، فيظهر قياداتها في أداء تواصلي قريب منه أو شبيه لإشاراته وشعاراته وتعليقاته، كما يتم تقليد سلوكياته خلال الخطابات الشعبية وفي الإطلالات الجماهيرية.

وذهب صاحب مبادرة تجميع "اليسار التونسي" الوزير السابق، عبيد البريكي، أبعد بقليل مما ذهب إليه مرزوق وجمعة وإبراهيم من استنساخ حراك ماكرون السياسي وصولاته السياسية، ليختار مع مجموعة اليساريين المتجمعين في الحزب الجديد "حركة تونس إلى الأمام".