العطية: لا مستفيد من الأزمة الخليجية إلا التنظيمات الإرهابية

العطية: لا مستفيد من الأزمة الخليجية إلا التنظيمات الإرهابية..ونخطط لتوسيع قاعدة "العديد"

29 يناير 2018
الثلاثاء الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي (صفا كركان/الأناضول)
+ الخط -
قال نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد العطية، اليوم الإثنين، إنه يجب حلّ الأزمة الخليجية "لسبب واحد، وهو أن لا أحد يستفيد مما يجري في منطقة الخليج إلا التنظيمات الإرهابية"، موضحاً أن "ما يجري في منطقة الخليج يؤثر على كل العمليات، وأنا مطّلع على العمليات وأشرف عليها، وأعرف كيف أن هذه الفوضى تؤثر على محاربة الإرهاب"، متحدثا عن "خطة جرى اعتمادها لتوسيع قاعدة العديد وزيادة مدارجها، وبناء مجمعات سكنية فيها للعسكريين الأميركيين العاملين فيها، وجعلها قاعدة دائمة".


وشدد وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، في كلمة بمؤسسة "هيراتيج" في مدينة واشنطن حول العلاقات العسكرية القطرية الأميركية، على أن الدوحة لا تقبل "أي إملاءات، ولكننا منفتحون على مناقشة أية نقطة يعتقدون أنها مبعث قلق لهم". 


وأبرز أن "قطر لا تسعى إلى الحروب، لكننا معروفون بأن دأبنا هو حماية بلادنا ومجالنا الجوي وتحقيق الاستقرار في المنطقة"، منتقدا "الذين يتصرفون بشكل صبياني"، لأنهم "يضرون بالمنطقة، وعليهم أن يتوقفوا فوراً".

وأوضح العطية أن "الوحيد الذي يستطيع حل الأزمة الخليجية هو الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب. أظن أنه يستطيع أن يحلها بمكالمة واحدة"، موضحا: "لطالمنا قلنا إن البيت الأبيض، ممثلا بالرئيس الأميركي، عليه أن يدعو إلى مفاوضات من أجل حلّ هذه الأزمة"، والتي تفجّرت في 5 يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة الدوحة، وتهدف إلى فرض الوصاية عليها.

وبشأن العلاقات القطرية الأميركية، ذكر العطية أن الدوحة وواشنطن تخططان لـ"توثيق العلاقات العسكرية بينهما"، مشيرا إلى أن "معظم الأنظمة العسكرية الأساسية في قطر أميركية الصنع".

وقال إن العلاقة الاستراتيجية بين الدوحة وواشنطن "مقبلة على المزيد من الترسيخ، سواء من خلال خطة جرى اعتمادها لتوسيع قاعدة "العديد" وزيادة مدارجها، وبناء مجمعات سكنية للعسكريين الأميركيين العاملين فيها، وجعلها قاعدة دائمة، أو من خلال الحصول على السلاح الأميركي الذي بات الركيزة الأساسية للقوات العسكرية القطرية (..) مع التركيز على تطوير إمكاناتنا، وذلك من ضمن علاقتنا المبنية على تحالف استراتيجي مع الأميركيين المرحب بهم في قطر".

وتأتي ندوة وزير الدولة لشؤون الدفاع في سياق نشاط واسع يقوم به الوفد القطري غير المسبوق بمستواه وحجمه ( يضم خمسة وزراء وفريقا كبيرا من المعاونين والرسميين القطريين) بالتزامن مع المشاركة في الحوار الاستراتيجي الأميركي القطري الذي ينطلق صباح غد الثلاثاء في مبنى وزارة الخارجية الأميركية.


ويتوزع أعضاء الوفد القطري، اليوم، كما في الأيام القليلة المقبلة، على مراكز البحوث والدراسات للتحدث في ندوات باشرها الوزير العطية، فيما يلقي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خطابا في مؤسسة "أميركان أنتربرايز أنستيتيوت" في واشنطن الخميس المقبل.


وبموازاة ذلك، توزع أركان الوفد اليوم على اجتماعات مع قيادات الكونغرس بمجلسيه، الشيوخ والنواب، على أن تختتم الاثنين بحفل استقبال حاشد في مبنى غرفة التجارة الأميركية في العاصمة، يتحدث خلاله وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، عن أهمية العلاقات الأميركية القطرية والحوار الاستراتيجي، وما سيتمخض عنه من تفاهمات واتفاقيات جديدة، تؤكد "المدى العميق الذي بلغته الروابط بين البلدين".


ويعكس هذا التحول "رفع العلاقات إلى مستوى جدّي، وقد جاء نتيجة التنسيق المتواصل في الأشهر الأخيرة على صعيد مواجهة الإرهاب، وترحيب واشنطن بما قامت به قطر وقبولها للوساطة الكويتية" في ما يتصل بالأزمة الخليجية، بحسب أحد المراقبين المطلعين على مسيرة وتطور العلاقات.



ويعزز مثل هذه القراءة أن الوفد القطري وصل واشنطن بزخم وزاري لافت، وبجدول أعمال مكثف، في ظل أجواء متفهّمة لموقف الدوحة من الأزمة الخليجية، كما كان لافتا تركيز الوفد القطري على مراكز الدراسات المحافظة وذات النفوذ الواسع في أوساط الجمهوريين في الكونغرس، خاصة "هيراتيج"، بالإضافة إلى "أميركان أنتربرايز" الموازية التي لا تقل وزناً من حيث التأثير على مطبخ السياسات في زمن إدارة ترامب.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، قد ذكرت خلال مؤتمر صحافي الخميس الماضي، إن الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي سيعقد الثلاثاء بمقر الوزارة في واشنطن، ووصفت قطر بأنها "شريك استراتيجي".

وأضافت نويرت: "نتطلّع لمناقشة العديد من مجالات التعاون بين بلدينا، بما فيها مجالات التجارة والاستثمار والدفاع والأمن والقانون ومكافحة الإرهاب وتنظيم حركة الطيران. وسنركّز أيضاً على مسألة هزيمة تنظيم "داعش"، والأزمة الخليجية التي ما زالت قائمة، وملفات سورية وإيران والعراق وأفغانستان".

وأوضحت نويرت أن تيلرسون ووزير الدفاع، جيمس ماتيس، سيترأسان هذا الحوار مع نظيريهما القطريين محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وخالد بن محمد العطية.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان أصدرته الجمعة، إن وفدا قطريا رفيع المستوى، يضم وزراء الخارجية، والدولة لشؤون الدفاع، والاقتصاد والتجارة، والطاقة والصناعة، والمالية، سيترأس الجانب القطري في الحوار الاستراتيجي.




وأوضحت الوزارة أن الحوار سيشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وخطابات النوايا، منها مذكرة تفاهم في مجال الطاقة، ومذكرة تفاهم بين الشركة القطرية لإدارة الموانئ والجانب الأميركي، وخطاب نوايا بين وزارة الطاقة الأميركية ووزارة المواصلات والاتصالات القطرية في مجال الأمن السيبراني للبنية الحيوية التحتية للطاقة.