منصور يرد على ترامب: احترمنا كرامتنا بعدم لقاء بنس

منصور يرد على ترامب: احترمنا كرامتنا بعدم لقاء بنس

25 يناير 2018
هيلي تهاجم عباس: يفتقر للشجاعة (ستيفاني كايث/Getty)
+ الخط -
رد سفير فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور، اليوم الخميس، على تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعدم احترام الفلسطينيين لأميركا برفضهم الاجتماع مع نائبه، مايك بنس، وقال "لا يجب النظر إلى موقفنا على أنه عدم احترام، بل هو احترام لكرامتنا وحقوقنا"، فيما اعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أن بلادها لن تسعى لـ"استرضاء قيادة فلسطينية تفتقر للإرادة المطلوبة لتحقيق السلام".

وجاء كلام منصور وهيلي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، حيث شدد السفير الفلسطيني على "الرفض الفلسطيني القاطع للقرارات التي لا تحترم القرارات الدولية الممثلة بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة"، ووجه "انتقادات حادة" للإدارة الأميركية وقرارها نقل سفارتها إلى القدس المحتلة.

من جهتها، انتقدت هيلي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وخطابه الأخير في المجلس المركزي، وتساءلت "أين هو أنور السادات الفلسطيني (تقصد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات)؟ أين هو الملك حسين الفلسطيني (تقصد العاهل الأردني الراحل الملك حسين)؟"، في إشارة إلى توقيعهما لاتفاقيتي "سلام" مع دولة الاحتلال.

واتهمت هايلي الرئيس عباس بـ"افتقاره إلى الشجاعة والإرادة للسعي من أجل السلام".

من جهته، حذر السفير الفرنسي لمجلس الأمن، فرانسوا دولاتر، من استمرار عمليات الاستيطان، وقال إن "الأمل بتحقيق السلام يبتعد أكثر فأكثر يوماً بعد يوم"، منتقداً بشدة الإعلان الأميركي بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، ووصف الوضع بالمخيمات الفلسطينية بـ"القنبلة الموقوتة"، موجهاً انتقاداته كذلك للإدارة الأميركية بتخفيض حاد للمساهمات الأميركية لـ"الأونروا". 

وشدد على أن "فرنسا تتوقع أن تقوم الولايات المتحدة، كراع لعملية السلام، بتقديم خطة واضحة من أجل التفاوض"، وتحدث عن أن المعيار يجب أن يعتمد على قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، والتي تتحدث عن تأسيس دولتين على حدود الرابع من حزيران والقدس كعاصمة للدولتين. 

ومرة أخرى، حاول سفير دولة الاحتلال لدى الأمم المتحدة، داني دانون، خلال الجلسة تحويل الحديث من فلسطين إلى إيران، إذ صعّد هجماته لتشمل الحديث عن "المسلمين الشيعة" كتهديد، قائلاً، إن ""الهلال الشيعي" أصبح على أعتاب المنطقة في غزة".

ومن جهته تحدث ممثل الاتحاد الأوروبي عن ضرورة "التزام المجتمع الدولي بقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، وخاصة في ما يخص القدس". وقال إن "الاتحاد كثف في الفترة الأخيرة من مجهوداته من أجل "إحياء عملية السلام"، مشيراً إلى معارضته لسياسات الاستيطان الإسرائيلية وهدم بيوت الفلسطينيين.  

وأبرز أن محادثات بروكسيل، الأسبوع المقبل، تهدف إلى تكثيف الجهود من أجل عملية السلام، كما سيناقش الاجتماع الوضع الإنساني في غزة. 


ميلادينوف: اتفاق المصالحة وصل إلى طريق مسدود

إلى ذلك، اعتبر المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، اليوم، أن اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، "وصل إلى طريق مسدود"، مؤكداً أن "المجتمع الدولي وقع في فخ إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدلاً من حله".

وجاء كلام ميلادينوف في الإفادة التي قدمها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الدورية بشأن "الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية".

وفي 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقعت حركتا "فتح" و"حماس" في القاهرة اتفاقاً للمصالحة، يقضي بتمكين الحكومة من إدارة شؤون غزة كما الضفة الغربية، بحد أقصاه مطلع ديسمبر/ كانون الأول المقبل، على أمل إنهاء الانقسام القائم منذ 2007.

وقال المسؤول الأممي في إفادته خلال الجلسة "إن التمويل المتاح الآن لن يسمح للأمم المتحدة بتوفير الوقود للمستشفيات والبنية الأساسية الحيوية بعد انتهاء فبراير/ شباط المقبل".

وشدد المنسق الأممي في إفادته على أن "حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) يظل الخيار الوحيد القابل لإنهاء النزاع بشكل عادل ودائم بين الطرفين"، مضيفاً أن "الأمم المتحدة تعمل على إنجاح مسار المفاوضات، وإيجاد أجواء من التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويتعين على الطرفين العودة إلى طاولة المفاوضات".

وأردف قائلاً: "بعد 25 عاماً على اتفاقات أوسلو، نجد أن عملية السلام في الشرق الأوسط وصلت إلى منعطف دقيق في ظل عدم اليقين وتشدد المواقف، وزيادة حدة الخطاب من كل الأطراف".

وتابع: "حان الوقت لتطبيق سياسات على الأرض تعيد بناء الثقة، والانخراط في محادثات الوضع النهائي على أساس الإجماع الدولي، وإظهار القيادة السياسية لإزالة العوائق أمام الحل الدائم"، مبيناً أنه "لا يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك لوقف المسار السلبي الراهن لهذا الصراع. كل مستوطنة غير قانونية، كل شخص يقتل، وكل جهد يفشل في غزة، يـُصعب على الفلسطينيين والإسرائيليين التغلب على انقساماتهم وإعادة بناء الثقة والاستثمار في هدف حل الصراع".

وقال المسؤول الأممي: "حان الوقت لكسر هذا النهج المدمر والبدء مرة أخرى في وضع أسس السلام.. خيارنا واضح. إما أن نتخذ خطوات حاسمة عاجلة لوقف هذا المسار الخطير أو نخاطر بنشوب صراع آخر وكارثة إنسانية"، كما حذر من أن القرار الأميركي القاضي بتخفيض المساعدات المالية عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سيُعقد الوضع الهش للفلسطينيين في قطاع غزة.

والأسبوع الماضي، أبلغت الإدارة الأميركية "أونروا" رسميًا حجب 65 مليون دولار من ميزانيتها المخصصة للعام الحالي، في حين ستبقي على مساعدة بقيمة 60 مليونًا، مشيرة إلى أن المبلغ المعلق سينظر فيه مستقبلاً.

وقال المسؤول الأممي لأعضاء المجلس: "هذا المبلغ يمثل تقليصاً كبيراً لمساهمة الولايات المتحدة التقليدية، بما يزيد قلق مجتمع لاجئي فلسطين، الذي يقدر عدد أفراده بـ5 ملايين و300 ألف شخص، ممن يعانون بالفعل من أطول أزمة لجوء في العالم، امتدت لسبعين عاماً".

وانتقد الخطط الإسرائيلية المستمرة لبناء وتوسيع المستوطنات، حيث أعلن اخيراً، عن بناء أكثر من 2500 وحدة سكنية فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكر أن "المستوطنات غير قانونية بحسب القانون الدولي، وتشكل العائق الأساسي أمام عملية السلام"، مشيراً إلى تطورات إضافية على الأرض، من بينها تبني حزب الليكود لقرار يطالب بتسريع بناء المستوطنات وفرض السيادة القانونية الإسرائيلية على الضفة الغربية ويشجع على ضمها.

وأشار كذلك إلى تمرير الكنيست الإسرائيلي في قراءة أولية لمشروع قرار أساسي (دستوري)  حول القدس يجعل المفاوضات حول نقل السيطرة للجانب الفلسطيني من خلال المفاوضات صعبة جداً.