مؤتمر دولي في تونس: "فلسطين عربية والقدس عاصمتها"

مؤتمر دولي في تونس يدعو لحراك نقابي عالمي دعماً للقضية الفلسطينية

20 يناير 2018
من المؤتمر الذي انعقد في تونس اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -
استضافت تونس، اليوم السبت، ملتقى دوليا لمساندة القضية الفلسطينية وللتنديد بالقرار الأميركي حول الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، رفع فيه الحاضرون شعار "فلسطين عربية والقدس عاصمتها"، منددين بالانتهاكات التي طاولت الشعب الفلسطيني، مشددين على أن الردود يجب أن تتجاوز مجرد تصريحات الإدانة والاستنكار إلى الفعل.

وشارك في المؤتمر، الذي ينظمه "الاتحاد العام التونسي للشغل" بمناسبة الذكرى السابعة للثورة التونسية، وإحياء للذكرى الثانية والسبعين لتأسيسه؛ نواب من تونس وفلسطين، وممثل الأمم المتحدة، ونحو 250 منظمة نقابية عربية ودولية.

وقال الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "القضية الفلسطينية متجذرة في وجدان كل حر عربي، والشعب التونسي تتأصل فيه القضية الفلسطينية من خلال جذوره التاريخية، واختلاط الدماء بين التونسيين والفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على حمام الشط بتونس العاصمة.

واعتبر الطبوبي أن قرار الرئيس الأميركي هو "قرار أرعن، واليوم لا يمكن الاكتفاء بالتنديد والاستنكار، إذ سيختتم الملتقى الدولي ببيان تونس، وستكون ورقة عمل للاتحاد الدولي للنقابات وعنوانًا للتضامن مع القدس".

واعتبر الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل أنه "لا بد من تجاوز حالة الوهن الذي تشكو منه الانظمة العربية، وأن تقوم الحركات النقابية في العالم العربي بالتحرك؛ لأنها تعتبر مثالًا يحتذى به نصرة لقضايا التحرر، ونصرة للقضية الفلسطينية، ليتمكن الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه الشرعية".

وخلال كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر، أكد الطبوبي على أن "الشعب الفلسطيني عانى من ويلات الاستعمار والتهجير والاعتقال، إذ يوجد 5600 أسير، في مقدمتهم القائد مروان البرغوثي وأحمد سعدات، يقبعون في السجون الإسرائيلية، ومن بينهم 57 امرأة و300 طفل، وآخرهم المناضلة عهد التميمي، مشيرًا إلى أن "الفلسطينيين عانوا من الاغتيالات والتقتيل الجماعي والمجازر التي طاولت قرى بأكملها، وكل هذا هدفه إنهاء الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين".

واعتبر السفير الفلسطيني بتونس، هائل الفاهوم، أن: الاحتلال فشل في تحطيم إرادة الشعب الفلسطيني، وسحق جميع أشكال نضاله، ولكن إسرائيل تواصل ارتكاب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وانتهاكاتها الدائمة للقانون الدولي"، مضيفًا أن "الضمير العالمي اليوم هو أمام مسؤولية جسيمة؛ فمن يدافع عن فلسطين يدافع عن ذاته ولا توجد أي مصداقية لأي استراتيجية دون تحرير فلسطين باعتبارها العنوان الأساسي للأمن والعدالة".

وأضاف الفاهوم أنّ "إسرائيل تتصدر اليوم قائمة الدول التي لا تحترم القانون الدولي، وتمعن في خرقه يوميًا من خلال جرائمها وممارساتها العنصرية بحق الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن إسرائيل هي دولة خارجة عن القانون"، مضيفًا أن "دعم الإدارة الأميركية للدور الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني يعتبر من قبيل الإرهاب الدولي، خصوصًا بعد القرار الأميركي" بشأن القدس المحتلة.

وقال الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "آن الآوان لكي تتوحد النقابات العربية، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي هو آخر احتلال في الوجود".

وأضاف أنّ "التضامن والمؤتمرات العربية ستمكن من الوصول إلى الهدف، وستدفع الحكومات إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ولا يمكن القبول إلا بالقدس كاملة السيادة".

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن إسرائيل ضربت عرض الحائط بكل بنود اتفاق أوسلو، معتبرًا أنهم "يتطلعون إلى الاشقاء في الدول العربية والأنظمة الرسمية العربية لتقديم ما هو أفضل، وإلى الوقوف في موقف منسجم موحد مع الموقف الفلسطيني، فحتى الأصدقاء في أوروبا غير مرتاحين لتعدد السياسة العربية، ولاختلاف المواقف أحيانا تجاه القضية الفلسطينية".

وأضاف أن "تونس اليوم، كما كانت، وفية دائمًا للقضية الفلسطينية، والاتحاد العام التونسي للشغل بدوره سيظل على وعده من أجل تضافر الجهود للخروج بنتائج إيجابية تساعد الشعب الفلسطيني في التصدي للأخطار، ومحاصرة القرار الأميركي وعزله، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في أن تكون فلسطين عربية عاصمتها القدس".

المساهمون