أميركا تشترط عودة السلطة الفلسطينية إلى المفاوضات لتمويل "الأونروا"

ترامب يهدّد بوقف المساعدات المالية لفلسطين:لا يريدون التفاوض ولا ننال أي احترام

02 يناير 2018
أميركا تُمارس ضغوطاً على الفلسطينيين للقبول بصفقة إقليمية(علي جادالله/الأناضول)
+ الخط -

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تغريدة على حسابه في "تويتر": "لماذا يجب أن نواصل دفع مئات الملايين من الدولارات للفلسطينيين ما داموا يرفضون الانخراط في مفاوضات سلام طويل الأجل مع إسرائيل".

وتابع ترامب: "لقد اتخذنا قراراً بخصوص القدس، التي تعد أصعب جزء من المفاوضات، والإسرائيليون عليهم أن يدفعوا مقابل ذلك، لكن الفلسطينيين ليسوا مستعدين للحديث عن السلام، ونحن لا نحظى بأي احترام أو تقدير من قبلهم". 


ومن جهتها قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتّحدة، نيكي هيلي، في وقت سابق، إن بلادها أوقفت تمويل "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) حتى عودة السلطة الفلسطينية إلى المفاوضات مع إسرائيل، علماً أن الوكالة المسؤولة عن تقديم الخدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين تعاني، منذ فترة، من أزمة ماليّة خانقة تهدّد استمراريّتها.




وأضافت هيلي خلال مؤتمر صحافي، مساء الثلاثاء: "الرئيس قال أساساً إنه سيوقف التمويل حتى يوافق الفلسطينيون على العودة إلى طاولة المفاوضات. وما رأيناه من خلال قرار الجمعية العامة لم يكن مفيداً للوضع. نحن نحاول التقدم نحو عملية السلام، لكن إذا لم يحدث ذلك، فإن الرئيس لن يواصل التمويل".



ويعكس هذا الموقف سياسة الضغط التي تتبنّاها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على الطرف الفلسطيني، لدفعه، على ما يبدو، نحو القبول بـ"صفقة" إقليمية تلبّي الشروط الإسرائيلية.

تلك السياسة تجسّدت، أخيراً، عبر رفض تجديد رخصة مكتب "منظمة التحرير الفلسطينية" في واشنطن، خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتلويح بإغلاقه، ثمّ تصويت الكونغرس على قانون "تايلور فورس" الذي يقلّص بحدّة المساعدات السنوية التي تقدّمها الولايات المتّحدة للسلطة الفلسطينية، والمقدّرة بـ300 مليون دولار، إلى حين وقف السلطة المخصصات المستحقّة لعائلات الشهداء والأسرى وذويهم، وأخيراً إعلان ترامب اعتراف بلاده بالقدس المحتلّة عاصمة لإسرائيل.

ويظهر أن الإدارة الأميركية، بهذا الموقف، آخذة في السير على خطّ التوجّهات الإسرائيلية التي تستهدف إنهاء "الأونروا"، تمهيداً لتصفية قضية اللاجئين على المدى الطويل. ففي يونيو/حزيران الفائت، كشف رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في جلسة الحكومة الأسبوعية، أنه طالب هيلي، خلال لقائه بها قبل أسبوع، أثناء زيارة لها إلى إسرائيل، بالعمل على تفكيك الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وقال نتنياهو لوزراء حكومته إنه أبلغ هايلي بأنه آن الأوان لإعادة النظر في استمرار عمل "أونروا". وزعم أن هذا المطلب جاء بعد الكشف، حسب ادعاء الاحتلال، عن نفقين حفرتهما "حماس" تحت مدارس تابعة للوكالة.

وهاجم نتنياهو الوكالة الدولية، مدعياً أنها "تكرّس مشكلة اللاجئين"، وأنه "يتم في مؤسساتها تحريض واسع النطاق ضد إسرائيل"، قائلاً: "لذلك حان الوقت لتفكيك أونروا ودمج أجزائها في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة".



(العربي الجديد)