100 نفق لـ"داعش" تؤخر غلق الحدود بين العراق وسورية

100 نفق تؤخر غلق الحدود العراقية السورية... وخشية من "غدر" نظام الأسد

02 يناير 2018
612كلم تستهدف القوات العراقية السيطرة عليها (أحمد الجميلي/العربي الجديد)
+ الخط -
"غلق الحدود"؛ هذا هو الاسم الذي أطلقته القوات العراقية، الشهر الماضي، على حملتها العسكرية التي يشارك بها قرابة 50 ألف جندي وعنصر من مليشيا "الحشد الشعبي" والمليشيات العشائرية الأخرى، وبدعم من التحالف الدولي والطيران العراقي، وتهدف لبسط سيطرتها على الشريط الحدودي العراقي السوري، بدءًا من منطقة مكر الذيب، غرب الأنبار، وصولًا إلى قرية البجعة، جنوب البعاج، بمحافظة نينوى، وعلى امتداد 612 كلم.

الحملة التي جاءت بعد إعلان رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، الشهر الماضي، تحرير كامل المدن والأراضي العراقية من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، نجحت حتى الآن في السيطرة على أكثر من 500 كلم، وباشرت عملية إقامة سواتر ترابية وأسلاك شائكة على امتداد الحدود القديمة التي جرفها تنظيم "داعش" عام 2014، خلال اجتياحه العراق.

لكن التحدي الأبرز في الملف هو الأنفاق التي حفرها التنظيم بين الجانبين العراقي والسوري، ويقدر عددها بنحو 100 نفق، وفقًا للعقيد الركن حقي موحد الجنابي، من قيادة قوات حرس الحدود، الذي يشير في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن قواته تمكنت من اكتشاف 4 أنفاق خلال الشهر الماضي يصل طول بعضها إلى 1.5 كلم، ويتسلل من خلالها أفراد التنظيم من وإلى العراق.

ويضيف الجنابي: "حاليًا يمكن القول، وبثقة، إن الحدود صارت بيد الجيش والحشد الشعبي وحرس الحدود وأبناء العشائر، والمهمة تكاملية بينهم، والهجمات التي تتعرض لها قواتنا من قبل خلايا داعش قادمة من سورية في العادة، وهي هجمات انتحارية في الغالب، لكن لدينا ملفات مهمة يجب حسمها، أولها ضمان وقف التسلل بشكل نهائي".

وبيّن أن "التنظيم يمتلك خارطة أنفاق حفرها خلال السنوات الماضية بشكل محترف، ونعتقد أنها تصل لمائة نفق على طول الشريط الحدودي، وهذا ما نبحث عنه الآن، ويجب تدميرها مهما كلف الثمن".

ولا يخفي أحد الضباط في الجيش العراقي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، صعوبة المهمة، واصفًا إياها بأنها تهدد بإفشال مهمة غلق الحدود على مستوى عام وقد يكون لنفق واحد تأثير كبير وتهديد لأرواح العراقيين.

ويضيف الضابط العراقي لـ"العربي الجديد": "نخشى من الأراضي السورية، كون التنظيم مرتبطا بالصراعات السياسية؛ فلو تم الضغط على النظام السوري، كما حصل قبل عامين، سيقوم بإطلاق يد داعش مجددًا عبر تسريح المسجونين لديه، أو من خلال التغاضي عن تحركاتهم، وهذا ما نحن مقتنعون به جدًا الآن في الجيش العراقي؛ فالتنظيم الإرهابي أعطى قبلة الحياة أكثر من مرة لنظام الأسد. كما أن مهمة ضبط أكثر من 600 كلم مع تضاريس صعبة للغاية يبقى أمرًا غير سهل على الإطلاق".

ومن جانب آخر، يؤكد الشيخ فواز العودة، أحد زعماء العشائر المناهضة لـ"داعش"، أن مهمة العثور على تلك الأنفاق ستكون على رأس أولويات عملهم، مبينًا لـ"العربي الجديد"، أنهم قد يلجأون إلى الطريقة البدائية، وهي "السير على مسافات طويلة بحثًا عنها، حتى وإن استغرق ذلك شهرين أو ثلاثة أخرى"، وفقا لقوله.

وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت، الثلاثاء، عن قتل 15 عنصرًا انغماسيًا في تنظيم "داعش" على الشريط الحدودي بين العراق وسورية. وأوردت الوزارة، في بيان تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أنه "بجهد استخباري نوعي تمكنت وكالة الاستخبارات بوزارة الداخلية من قتل 15 إرهابيًا انغماسيًا ينتمون إلى عصابات داعش الإرهابي"، مبينة أن "ذلك جاء أثناء تنقلهم بين الشريط الحدودي العراقي السوري".

وأضافت الوزارة، بحسب البيان، أن القتلى "كانت بحوزتهم أسلحة متوسطة وأحزمة ناسفة تم رصدها بعد مراقبة استمرت لعدة أيام باستخدام التقنيات الحديثة"، مشيرًة إلى أنه "بناءً على المعلومات الاستخبارية تم تنفيذ العملية بنجاح".

المساهمون