لبنان: المشنوق يُعلن تجنيد "داعشي" لصالح وزارة الداخلية

لبنان: المشنوق يُعلن عن إتمام عملية أمنية وتجنيد "داعشي" لصالح وزارة الداخلية

19 يناير 2018
المشنوق وصف العملية بـ"الإنجاز الأمني الكبير" (راتب الصفدي/الأناضول)
+ الخط -

أعلن وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، عن "إنجاز أمني" حققته شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، تمثّل في "تشغيل قيادي من تنظيم "داعش" الإرهابي لمدة 5 أشهر - لصالح الشعبة - بعد وصوله إلى لبنان، ومن دون معرفة قيادة التنظيم في العراق بأنه موقوف لدى أجهزة الأمن اللبنانية".

وأطلق المشنوق، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة قوى الأمن الداخلي، اليوم الجمعة، اسم "لبنان الآمن" على العملية التي استمرت من منتصف عام 2017 حتى مطلع العام الحالي. وأشار إلى أن التحضير للعملية سبقه "إعداد شعبة المعلومات لخطة عمل مُفترضة كان يمكن للتنظيم اللجوء إليها لتأمين قاعدة أمنية تسمح بالقيام بعمليات تخريب في لبنان، واستقبال قيادات رفيعة المستوى من "داعش" في لبنان، بعد خسارة مناطق سيطرتهم في سورية والعراق".

وبحسب الافتراض الذي وضعته شعبة المعلومات، فقد تضمنت خطط "داعش" إقامة كادر أمني كبير في لبنان (بصورة دائمة أو مؤقتة) لمتابعة تنفيذ العمليات، وعدم الاكتفاء بعمليات التجنيد الإلكتروني.


وأظهر فيلم تم عرضه خلال المؤتمر،  أنه بعد أن "تم رصد محاولة التنظيم إرسال كادر أمني كبير للعمل في لبنان، تم دس عنصر لبناني للتواصل معه بعد أن تلقى تدريبات أمنية وعقائدية على مستوى عال".

امتدت عملية شعبة المعلومات على 4 مراحل؛ بدأت بتواصل العنصر اللبناني المُجنّد من قبل الشعبة مع الكادر الأمني التابع لـ"داعش"، المُلقّب بأبو جعفر العراقي، وكسب ثقته، ثم استقباله في لبنان داخل شقة تم تحضيرها من قبل شعبة المعلومات وتزويدها بكافة أجهزة التجسس والمراقبة.


وقد نجح الكادر الأمني في الحصول على مجموعة أسماء لقيادات من "داعش" في سورية والعراق، وعلى قائمة أسماء لمرشحيّن لبنانيين مُحتملين يمكن للتنظيم أن يلجأ إليهم لتنفيذ عمليات أمنية في لبنان.

وبعد أشهر على إقامة "أبو جعفر العراقي" في لبنان، وقراره المغادرة إلى العراق لاستكمال العمل من هناك، أوقفت شعبة المعلومات الرجل، ونجحت في إيهام قادته في العراق أنه قرر البقاء في لبنان لمقابلة المُرشّحين اللبنانيين المُستعدين لتنفيذ عمليات أمنية.

وشددت الشعبة في الفيلم الذي عرضته على "التنسيق مع الجهات القضائية لجهة عدم الإعلان عن التوقيف، ومراعاة الأصول القانونية الخاصة بحقوق الموقوفين في القوانين اللبنانية المرعية". وفي نفس الوقت "نحج فريق التوقيف في الإبقاء على تواصل مضبوط بين الموقوف وبين قادة التنظيم في العراق ومع عائلته أيضاً". ​


وتخلل فترة التوقيف اشتداد الضغط على قيادة التنظيم في سورية والعراق نهاية عام 2017، ففقد "أبو جعفر العراقي" التواصل مع مسؤول الملف اللبناني في "داعش" الذي قُتل في العراق.

لكن "أبو جعفر" استعاد التواصل مع قادة آخرين ونجح في "إيهامهم بالتحضير لعمل أمني كبير في لبنان يوم رأس السنة". وبعد 5 أشهر على توقيفه وتشغيله "تم اكتشاف مسألة توقيفه من قبل التنظيم ومن قبل أسرته فتم توقيف العملية"، بحسب المشنوق، الذي لم يكشف عن كيفية اكتشاف التوقيف.

ونتيجة التحقيقات مع "أبو جعفر العراقي"، جرى توقيف شخص لبناني مُبايع للتنظيم. وأظهرت التحقيقات التي أُعلن عنها في المؤتمر أن "التنظيم لم يتمكن من تحضير أرضية أمنية في لبنان، وكان من ضمن أهدافه ايقاع فتنة داخلية في لبنان".