توتر في عفرين... ونظام تقني تركي على الحدود

نظام تقني تركي على الحدود... وأنباء عن انسحاب روسي من عفرين

جلال بكور

avata
جلال بكور
19 يناير 2018
+ الخط -
في ظلّ الاستنفار العسكري وانتظار ساعة الصفر لمعركة عفرين، شمالي سورية، بدأت تركيا تشغيل نظام تقني مزود بأجهزة استشعار إلكترونية متطورة على الحدود بين المدينة وولاية هطاي التركية، فيما تواصل القصف المتبادل مع المليشيات الكردية في محيطها، وسط أنباء عن انسحاب القوات الروسية من المنطقة.

وبدأت القوات المسلّحة التركية، اليوم الجمعة، تشغيل المرحلة الأولى من نظام "قايي" للأمن الحدودي، المزود بأجهزة استشعار إلكترونية متطورة على الحدود بين ولاية هطاي التركية ومدينة عفرين السورية، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول".

ونقلت الوكالة عن مصادر تركية مطلعة، أنّ مستشارية الصناعات الدفاعية التركية (تابعة لوزارة الدفاع)، قامت بتطوير نظام "قايي" (Kayı) للأمن الحدودي، لدعم إجراءات تأمين الحدود مع سورية.

وأشارت إلى أنّ المرحلة الأولى من النظام ستُقام على طول 40 كيلومتراً من الحدود بين هطاي وعفرين، وتمّ بالفعل الانتهاء من 20 كيلومتراً منها، فيما يُخطط لأن يُغطي النظام كامل الحدود.

واجتاز النظام "بنجاح" كافة الاختبارات الأولية التي أجراها عليه الجيش التركي، وفق المصادر.

ويتضمن النظام أجهزة مصنوعة محلياً في تركيا، ويقوم برصد أي أجسام طائرة أو مركبات أو أشخاص تقترب من الحدود، ويرسل على الفور تحذيراً بشأن ذلك إلى مركز القيادة. وتُرسل جميع المقاطع المصورة التي تلتقطها كاميرات النظام إلى مركز واحد، وتتوجّه الكاميرات بشكل تلقائي إلى الأجسام التي يُعتقد أنّها تمثّل تهديداً.

ونظام "قايي" مزوّد أيضاً بمنظومة "SARP" القادرة على تحديد مكان أي هدف يهاجم الأراضي التركية في لحظته، والبدء في قصفه بشكل أوتوماتيكي عن طريق التحكّم عن بعد.

كذلك بإمكان أجهزة الاستشعار عن بعد (سينسور) المثبتة تحت الأرض، تحديد كافة الأجسام التي تقترب نحو الخط الحدودي، فضلاً عن توفيرها بيانات دقيقة عن أيّة أنفاق يتم حفرها تحت الأرض.

ويأتي البدء في تفعيل نظام "قايي" للأمن الحدودي، في الوقت الذي أوشكت فيه تركيا على الانتهاء من الجدار الذي يتم بناؤه على الحدود التركية مع سورية.

وأكدت المصادر، لـ"الأناضول"، أنّه تم إعداد الخطط والدراسات اللازمة لتشييد نظام "قايي" على كامل الخط الحدودي مع سورية.


أنباء عن انسحاب روسي من عفرين

 

تحدّثت مصادر، اليوم الجمعة، عن انسحاب القوات الروسية من منطقة كفرجنة بريف عفرين.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك أنباء تشير إلى أنّ القوات الروسية المتواجدة في قاعدة كفرجنة، شمال عفرين، على مقربة من الحدود السورية التركية، انسحبت من القاعدة، اليوم الجمعة، وهو ما يرجّح قرب العملية العسكرية التركية ضد المليشيا في المنطقة.


وفي السياق، أوردت وكالة "الأناضول" أنّ الجنود الروس بدأوا بالانسحاب من عفرين، قبيل العملية المنتظرة للقوات المسلحة التركية.

ويتواجد، بحسب مصادر محلية، قرابة 200 عسكري روسي في قاعدة كفرجنة، منذ مارس/آذار الماضي، بهدف منع الصدام بين المليشيا الكردية والجيش التركي.

وفي وقت سابق، اليوم الجمعة، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ "من الخيارات المتداولة في الموضوع العسكري، عدم قيام الأتراك بهجومٍ بريّ، والاكتفاء بضربات جوية محدّدة". وعلّلت المصادر ذلك بـ"وجود عناصر الشرطة العسكرية الروسية في عفرين، ووجود قوات أميركية أيضاً"، في إشارة إلى أنّ أي تدخّل بري تركي قد يدفع للمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة أو مع روسيا، إن لم تأتِ العملية منسّقة بالشكل اللازم.

وكان رئيس الأركان التركي الفريق الأول خلوصي آكار، ومدير الاستخبارات هاكان فيدان، زارا موسكو، أمس الخميس، والتقيا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ورئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف.

وبحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، فإنّ "الجانبين بحثا المسائل المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط وغيرها من المواضيع الملحّة ذات الاهتمام المشترك".

وفُسّر وجود المسؤولين التركيين وكأنّه "محاولة لانتزاع موافقة روسية على عملية عسكرية تركية في عفرين". كما قُدّم اقتراح لأنقرة بـ"إبعاد عناصر حزب العمال الكردستاني من غير السوريين (تحديداً الأتراك)"، في سياق وقف أي عمل عسكري.


قصف تركي و"الجيش الحر" يتحرّك


إلى ذلك، قصف الجيش التركي مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية، في منطقة ميدان إكبس ومنطقة كفر جنة في ناحية عفرين، شمالي حلب، في شمال سورية، رداً على قصف صاروخي نفذته المليشيا الكردية، استهدف مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي الشرقي، وأسفر عن وقوع جرحى بين المدنيين.
وظهراً، قصف الجيش التركي مواقع المليشيا في قرى كوندي خليل وخرابي سماق وشاديا، ومواقع أخرى في ناحيتي جندريس وراجو التابعتين لمدينة عفرين.
وفي السياق، كشفت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الجيش التركي مستنفر لدرجة أنّ الوحدات القتالية الخاصة باتت شبه ممنوعة من تغيير لباسها"، بما يوحي وكأنّ الأمر قد يأتي في أي لحظة للهجوم على عفرين.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش التركي نقل، اليوم الجمعة، مجموعات من "الجيش السوري الحر" إلى داخل تركيا، للمشاركة في العملية العسكرية المرتقبة ضد مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، في ناحية عفرين، شمال حلب.

وأشارت إلى أنّ رتلاً من "الجيش السوري الحر" العامل في منطقة عملية "درع الفرات" سابقاً، توجّه إلى جبهات مدينة أعزاز ومحيطها، وهي الجبهات الشرقية لناحية عفرين.

وتزامن ذلك، وفق المصادر، مع دخول رتل من "الجيش السوري الحر"، عن طريق معبر بلدة الراعي الحدودية، إلى داخل الأراضي التركية، ترافقه مجموعة من الإعلاميين.

وأكدت المصادر أنّ الرتل دخل الأراضي التركية متوجهاً نحو الحدود المقابلة لمدينة عفرين، في حين لم يتبيّن بعد ما إذا كان سيتابع مسيره إلى ريف حلب الغربي، عبر معبر باب الهوى، حيث تتواجد القوات التركية على الجبهات الغربية لعفرين، أم أنّه سيشارك في العمليات المرتقبة من الجبهة الشمالية عبر الحدود التركية.

وكانت تركيا قد شنّت، سابقاً، عملية "درع الفرات" بالتعاون مع "الجيش السوري الحر"، ضد تنظيم "داعش"، في ناحيتي جرابلس والباب بريف حلب الشرقي.

وفي سياق متصل، تظاهر عدد من الأهالي في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، ظهر اليوم الجمعة، تأييداً للعملية العسكرية التركية، ضد المليشيات الكردية في ناحية عفرين.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "خطباء المساجد في أعزاز والباب ومحيطها، دعوا الأهالي، خلال صلاة الجمعة، للخروج في مظاهرات، تعبيراً عن دعمهم للعملية العسكرية التي تهدف إلى إعادة النازحين إلى قراهم التي هجرتهم منها الميليشيات الانفصالية".

ويشار إلى أنّ "وحدات حماية الشعب" الكردية، الجناح العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" والفرع السوري لمنظمة "حزب العمال الكردستاني"، تسيطر على ناحية عفرين وناحية تل رفعت في شمال حلب، وأجزاء من مدينة حلب.

ذات صلة

الصورة

سياسة

قُتل 40 شخصاً على الأقل، وجُرح العشرات، في إطلاق نار أعقبه اندلاع حريق، مساء اليوم الجمعة، في صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو.
الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.