دراسة إسرائيلية: صفقة القرن لتحقيق استراتيجية الأمن القومي الأميركي
ووفقاً للدراسة، فإن إدارة ترامب تنطلق من افتراض مفاده أن تحقيق المصالح القومية للولايات المتحدة يتطلب قيامها بدور طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط، ما يوجب عليها تهيئة البيئة الإقليمية التي تكفل القيام بهذا الدور في ظروف مناسبة.
ويشير معد الدراسة إلى أنه على الرغم من أنه لم يتم الإعلان رسمياً عن بنود المبادرة الأميركية إلا أنه من الواضح أنها ترفض إدارة المفاوضات على مراحل بهدف التوصل لحلول مؤقتة، بل تهدف إلى التوصل لحل دائم بشكل مباشر. ويستنتج عراد أن إدارة ترامب تنطلق من افتراض مفاده أن التوصل لتسويات مؤقتة يطيل أمد المفاوضات بشكل قد يؤدي إلى توفر ظروف تفضي إلى المسّ بعلاقات إسرائيل مع الدول الخليجية.
وأشارت الدراسة إلى أن إدارة ترامب تعتقد أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيسهم في استقرار المنطقة وسيحدث تحولاً على موازين القوى بشكل يساعد في تحقيق المصالح الأمنية والاقتصادية الأميركية.
وشددت الدراسة على أن إدارة ترامب تنطلق في جهودها للدفع نحو التوصل لتسوية للصراع من حرصها على تحقيق مصالح واضحة ولا تعطي وزناً لمنظومات القيم التي ضبطت سلوك الإدارات السابقة، لافتة إلى أن ترامب يبدو غير مستعد للخوض في جدل حول الحقوق التاريخية. وحثت الدراسة صناع القرار في تل أبيب على تحديد الأهداف الاستراتيجية لأية مفاوضات مع الفلسطينيين، بحيث تتم صياغة هذه الأهداف بشكل يشي بأنها تتقاطع مع الأهداف الأميركية.
وحسب الدراسة، فإن إدارة ترامب، من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرار نقل السفارة الأميركية للمدينة وفرض عقوبات على الفلسطينيين، تريد أن ترسل رسالة لقيادة السلطة في رام الله أنه في حال واصلت رفض مركبات صفقة القرن فإنها ستخسر، فيما إسرائيل تكسب. ويرى معد الدراسة أن تجنب ترامب دعم فكرة حل الدولتين يأتي في إطار الضغط على الفلسطينيين لإقناعهم بأن هناك الكثير مما يخسرونه في حال لم يقبلوا الأفكار الأميركية.