تركيا تواصل التسخين حول عفرين وضبابية في الموقف الأميركي

تركيا تواصل التسخين حول عفرين وضبابية في الموقف الأميركي

عدنان علي

جلال بكور

avata
جلال بكور
17 يناير 2018
+ الخط -
تواصل القصف المتقطع بين قوات الجيش التركي والفصائل المساندة لها من جهة، والمليشيات الكردية المتمركزة في مدينة عفرين ومحيطها، شمال غرب سورية، من جهة أخرى، في وقت جددت فيه تركيا عزمها على القيام بعملية عسكرية في المدينة. وبينما رفعت الولايات المتحدة الغطاء عن تلك المليشيات، باعتبار أن عفرين لا تدخل ضمن عمليات التحالف الدولي في سورية، تحدثت مصادر عن دعم عسكري أميركي غير معلن للمليشيات الكردية هناك.


وقالت مصادر محلية إن القوات التركية، وفصائل المعارضة المقربة منها، قصفت مناطق في ريف عفرين تسيطر عليها المليشيات الكردية في ريف حلب الشمالي الغربي. وأوضحت أن القصف التركي طاول قرى إيسكا، وشاديرة، وبافلونية، ومحيط منطقة كفرجنة، ومناطق أخرى في مرعناز، والمعبر الواصل بين مناطق سيطرة القوات الكردية ومناطق سيطرة الفصائل العاملة في عملية "درع الفرات"، فيما شهدت الحدود بين عفرين والجانب التركي عمليات حفر نفذتها القوات التركية بالتزامن مع تحركات عسكرية لجنود وآليات على طول الحدود مع عفرين.

وقالت مصادر تركية إن القصف المدفعي التركي لمنطقة عفرين، خلال الأيام الماضية، أسفر عن مقتل 30 من عناصر المليشيات الكردية.

حملة اعتقالات في عفرين

على الجانب الآخر، بدأت مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية بحملة اعتقالات واسعة في مدينة عفرين ومحيطها، اليوم، بهدف تجنيد الشبان في صفوفها بالتزامن مع استقدام تعزيزات عسكرية إلى جبهات المنطقة وإبلاغ المدنيين بالخروج في مظاهرة بمدينة عفرين، يوم غد، للهتاف ضد التدخل التركي.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن ما يسمى بـ"قوات مكافحة الإرهاب" التابعة لـ"وحدات حماية الشعب الكردية"، شنت حملة اعتقالات في العديد من أحياء مدينة عفرين والقرى المحيطة طاولت العشرات.

وأشارت المصادر إلى أن العملية تأتي بهدف سوق الشبان إلى التجنيد الإجباري في صفوفها بحجة "الحماية الذاتية" بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الحديث عن عملية تركية وشيكة في عفرين ضد المليشيات الكردية.

وأضافت المصادر أن المليشيا بدأت بتعزيز تواجد قواتها على الجبهات في محيط عفرين من ناحيتي دارة عزة غربها وإعزاز شرقها، غير مستبعدة استقدام تعزيزات من مناطق سيطرتها في شرقي نهر الفرات عبر مناطق سيطرة النظام في ريف حلب.

وأشارت المصادر إلى إن عشرات العائلات من المدنيين من أهالي مدينة عفرين بدأوا بالتوجه إلى حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، الخاضع لسيطرة المليشيا الكردية، وذلك وسط حالة ذعر من حدوث قصف على المدينة التي تضم مئات الآلاف من المدنيين.

وقالت مصادر إن المليشيا الكردية أنذرت أصحاب المحال التجارية في مدينة عفرين بوجوب إغلاق محلاتهم يوم غد الخميس، بهدف الخروج في مظاهرة ضد التدخل التركي والقصف على مواقعها، وإلا سيتم ختم محالهم بالشمع الأحمر، وتغريمهم مالياً.


في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، إنّ العملية العسكرية التركية المرتقبة داخل الأراضي السورية، لن تكون محصورة بمدينة عفرين فقط، بل ستشمل مدينة منبج، وباقي المناطق السورية الواقعة شرقي نهر الفرات.

ووصف جاووش أوغلو، خلال لقائه مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، أثناء اجتماع دولي في كندا بشأن أزمة كوريا الشمالية، اعتزام الولايات المتحدة تشكيل جيش قوامه 30 ألف عنصر معظمهم من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، في الشمال السوري، بأنه خطوة ستكون لها نتائج سلبية كبيرة.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن جاووش أوغلو قوله إن تشكيل هذه القوة من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات التركية - الأميركية بشكل لا رجعة فيه.


وعلى صعيد متصل، التقى رئيس أركان الجيش التركي، خلوصي أكار، بنظيره الأميركي، جوزيف دانفورد، في العاصمة البلجيكية بروكسل، خلال اجتماع اللجنة العسكرية لحلف "الناتو".

وحسب البيان المنشور على الموقع الرسمي لرئاسة الأركان التركية، فإن أكار تطرق مع
دانفورد إلى "مسألة الجيش المزعوم الذي تعتزم الولايات المتحدة الأميركية تشكيله مع تنظيم (حزب الاتحاد الديمقراطي) الإرهابي الانفصالي"، معربًا عن أسفه إزاء هذا القرار الأميركي "الذي يهدد أمن تركيا"، داعيًا الولايات المتحدة إلى العدول عنه، ومشددًا على ضرورة التشاور مع أنقرة بشأن مثل هذه القرارات.

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي في سورية، ريان ديلون، ذكر أمس، أن مدينة عفرين ليست في نطاق عمليات التحالف في سورية.

​وقال ديلون، في تصريح لوكالة "الأناضول" التركية، إن "التحالف لم يغير مهمته في القيام بعمليات لطرد تنظيم داعش من مناطق معينة بالعراق وسورية، وتحقيق الاستقرار الإقليمي​".

إلى ذلك، نفت وزارة الدفاع الأميركية تقارير إعلامية أفادت بأن الولايات المتحدة سلمت شاحنة من صواريخ أرض - جو إلى الفصائل الكردية المسيطرة على منطقة عفرين.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أدريان رانكين-غالاوي، أن واشنطن لم تزود الفصائل الكردية المتحالفة معها بمنظومات دفاع جوي محمولة. وأضاف أن وزارة الدفاع الأميركية لا تدعم "وحدات حماية الشعب" الكردية الموجودة في مدينة عفرين، و"لا صلة لها بها"، مشيرًا إلى أن الدعم الأميركي يقتصر على المجموعات المنضوية في "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي قاتلت فعليًا ضد تنظيم "داعش".


وأوضح أن بلاده لا ترى في "الوحدات الكردية" بعفرين جزءًا من العمليات ضد تنظيم "داعش"، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة ليست جزءًا من العملية العسكرية المرتقبة المحتملة في عفرين.


​ودعا غالاوي "جميع الأطراف لعدم اتخاذ خطوات من شأنها أن تؤدي لتصاعد التوتر"، على حد وصفه.

في غضون ذلك، أوردت وسائل إعلام تركية تفاصيل العملية العسكرية التي يعتزم الجيش التركي القيام بها في مدينة عفرين. وأوردت صحيفة "خبر تورك" أن العملية البرية للجيش التركي سوف يسبقها قصف مكثف لـ150 هدفاً لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية.

ونسبت إلى مصادر عسكرية قولها إن الاستخبارات التركية تراقب مدينة عفرين والمناطق المحيطة بها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي تستخدم لهذا الغرض طائرات مسيّرة ومعلومات استخبارية، مشيرة إلى أنه حتى يوم أمس، الثلاثاء، تم تحديد 149 هدفاً من المخطط قصفها حال بدء العملية.

وأوضحت أن من هذه الأهداف المواقع الثابتة ووسائل النقل التابعة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى من هذه العملية ستستغرق ستة أيام، وستشارك فيها القوات الجوية والمدفعية التركية المنتشرة على الحدود.

من جهتها، ذكرت صحيفة "ميلييت" أن هيئة الأركان العامة التركية اختارت تكتيك التقدم باستخدام دبابات مصفحة ضد مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية، عقب الغارات الجوية. وستزود الدبابات بأجهزة التشويش التي تستخدم للتأثير على كل صنوف القوات بطرق متعددة، مثل تعطيل شبكة الاتصالات والرادارات، والذخائر الموجهة بأنواعها، وغيرها.

أما صحيفة "يني شفق" التركية، فقد ذكرت أن المليشيات الكردية نشرت أسلحة أميركية نوعية على الحدود السورية – التركية، تحسبًا لأي عمل عسكري تركي ضدها.

وقالت الصحيفة المقربة من الحزب الحاكم، في تقريرٍ لها، إنه تم نشر صواريخ "كونكورس" و"تاو" الأميركية المضادة للدبابات، على طول الحدود السورية التركية، مع أسلحة قناصة حديثة يبلغ مداها 4 كيلومترات.

ونقلت عن مسؤول عسكري أن الجيش الأميركي قدَّم كذلك صاروخًا للدفاع الجوي، يدعى "منظومات الدفاع الجوي المحمولة"، مؤكدًا أن هذا السلاح سيستخدم ضد القوات الجوية التركية في عفرين.


ذات صلة

الصورة

سياسة

أثار اعتقال اللاعب الإسرئيلي ساغيف يحزقيل في تركيا أمس، ردود فعل غاضبة في إسرائيل، دفعت وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت لاتهام تركيا بأنها ذراع لحركة حماس.
الصورة

سياسة

كشفت وسائل إعلام تركية، اليوم الجمعة، تفاصيل إضافية حول خلية الموساد الموقوفة قبل أيام، مبينة أن هناك وحدة خاصة تابعة للموساد تشرف على "مكتب حماس في تل أبيب".
الصورة

سياسة

قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأحد، إن إرهابيين نفذا هجوما بقنبلة أمام مباني الوزارة في أنقرة، مضيفا أن أحدهما قتل في الانفجار بينما قامت السلطات هناك "بتحييد" الآخر.
الصورة

منوعات

أعلنت السلطات الأمنية التركية، الأربعاء، أنّها أوقفت 27 مديراً ومحرراً صحافياً لحسابات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد "قيامهم بترويج خطابات تحريضية تحرّض على الحقد والكراهية في المجتمع".

المساهمون