ليبيا: تداعيات الهجوم على قاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس

ليبيا: تداعيات الهجوم على قاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس

16 يناير 2018
فصائل ليبية مقاتلة أيدت الهجوم على قاعدة معيتيقة (تويتر)
+ الخط -

غداة الهجوم على قاعدة معيتيقة العسكرية التي تتوفر على مؤسسات هامة بالنسبة لحكومة الوفاق في طرابلس، انقسمت الآراء حولها، مما أثار جدلاً جديداً عن حقيقة سيطرة حكومة الوفاق على العاصمة طرابلس.

وبعد أن تمكنت "كتيبة الرحبة" المتمركزة في تاجوراء، والتي يقودها بشير خلف الله، المقرب من دار الإفتاء والمحسوب على قطاع كبير من الثوار ولا يزال رافضاً للاتفاق السياسي، من اقتحام قاعدة معيتيقة، صباح أمس الإثنين، والسيطرة على جزء منها، قام ائتلاف من القوات الموالية لحكومة الوفاق بهجوم مضاد، خلال اليوم ذاته، استطاعوا إخراج الكتيبة وردها إلى مقارها في تاجوراء، في معركة خلّفت عشرين قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً، بحسب وزارة الصحة التابعة للحكومة.

وتوالت ردود الفعل المنقسمة، أولها كان بيان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، مساء أمس، الذي تقدم فيه بالشكر للوحدات العسكرية التابعة لها، بعد قرار رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، بحل الكتيبة وتحويل كل عتادها إلى رئاسة الأركان التابعة له في طرابلس.

وكان أول تلك الردود الغاضبة، تصريح رئيس شركة الخطوط الجوية الأفريقية، أبو بكر الفورتية، لإحدى القنوات المحلية، إذ حمّل حكومة الوفاق المسؤولية حيال تضرر طائرتين تابعتين للشركة، كانتا في مطار القاعدة، من جراء الاشتباكات.

وشدد الفورتية، أثناء إعلانه استقالته من منصبه، احتجاجاً على سياسة المجلس الرئاسي حيال الشركة، وتورط الحكومة في صفقات فاسدة، على ضرورة محاسبة المجلس الرئاسي حيال الأرواح التي راحت ضحية هذه الاشتباكات، لا سيما المواطنين الذين تضررت ممتلكاتهم.

كما صدرت بيانات أخرى مساندة لمساعي "كتيبة الرحبة". فقد استهجنت "غرفة عمليات ثوار ليبيا"، وهي غرفة تتكون من عدد من التشكيلات في مدينة الزاوية غرب العاصمة، بيان المجلس الرئاسي الذي اتهم الكتيبة بـ"السعي إلى إخراج عناصر داعش وأصحاب قضايا المخدرات والسرقة"، فيما أكدت أن سجن معيتيقة يؤوي "ثواراً" من مناطق تاجوراء وسوق الجمعة، وأن من هاجم القاعدة بمساعدة "كتيبة الرحبة" هم أهالي الثوار المعتقلين. وقالت الغرفة، في بيانها، إن "ثوار كتيبة الرحبة كانوا في الصفوف الأولى أثناء تحرير مدينة سرت من قبضة داعش".

أما مجلس شورى مجاهدي درنة، فأعلن مساندته لـ"كتيبة الرحبة" وتأييده هجومها على القاعدة، داعياً "جميع ثوار ليبيا إلى اللحاق بالرجال في تاجوراء".

وفي تفاعل آخر لمساعي "كتيبة الرحبة"، دعا آمر الاستخبارات العسكرية في عملية البنيان المرصوص في مصراته، العميد محمد القنيدي، "ثوار ليبيا في المنطقة الوسطى والغربية وقوات البنيان المرصوص، إلى الوقوف مع ثوار تاجوراء لرد كيد من وصفهم بالظالمين الذين سيطروا على العاصمة"، معتبراً أن الثورة لا تزال مستمرة، وأن من يسيطر على العاصمة "ظلَمة ومستبدون"، في إشارة إلى قوات حكومة الوفاق.

وتعتبر قاعدة معيتيقة من أهم المنشآت التابعة لحكومة الوفاق، وتسيطر على معيتيقة قوة الردع الخاصة التي تعتبر من قوات النخبة لتوفر حماية للحكومة، بينما تتوزع قوات أخرى في مناطق غرب ووسط وشرق العاصمة، لتشكل ظهيراً عسكريا مسانداً لقوة الردع.

 

دلالات

المساهمون