روحاني: الاحتجاجات انتهت والولايات المتحدة خسرت مرة ثانية

روحاني: الاحتجاجات انتهت والولايات المتحدة خسرت مرة ثانية

14 يناير 2018
روحاني: قوات الأمن أدارت الأمور بشكل جيد (Getty)
+ الخط -

قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة الأميركية "التي حاولت التحريض وإشعال التوتر في الداخل الإيراني، قد خسرت مرة ثانية"، مؤكدا، في ذات الوقت، ضرورة احترام مطالب الشارع.

وأضاف روحاني أنه "كانت هناك احتجاجات لكنها انتهت. البعض استغلها، وقوات الأمن أدارت الأمور بشكل جيد، لكن يجب معرفة السبب الحقيقي وراء خروجها".

من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إن المشكلات الاقتصادية ومعضلة البطالة تشغل المجتمع الإيراني، ومن المفترض أن يبدأ الكل بحل هذه المسائل، داعيا إلى التعاون بين الحكومة والبرلمان، بما يتناسب مع الظروف التي تمر بها البلاد.

واعتبر لاريجاني أن رفع مستوى الإنتاج يجب أن يكون النقطة الأساس التي ترتكز عليها موازنة العام الفارسي الجديد، الذي يبدأ في مارس/آذار القادم، داعيا الحكومة إلى وضع الشارع في صورة الأوضاع والحلول المقترحة بشفافية، كما ذكر أن اللجان المتخصصة تدرس الموازنة التي قدمها روحاني سابقا، وستعدل بنودها بما يساهم في حل المشكلات. ​

إلى ذلك، كتب مائتا نائب ونائبان في البرلمان الإيراني رسالة رسمية لرؤساء السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، في البلاد، مطالبين إياهم بحل المشكلات المعيشية للمواطنين، ورفع مستوى الحرب على الفساد، وهي التي تسببت، بشكل رئيسي، في خروج الاحتجاجات في عدة مناطق من إيران قبل فترة.

وأكد النائب حميد رضا حاجي بابايي أن هذه الرسالة ضرورية لمتابعة متطلبات الشارع، قائلا، بحسب وكالة فارس، إنه على كل المسؤولين في الدوائر متابعة هذا الملف، كما قرأها النائب أكبر رنجبر زاده على العلن، خلال الجلسة البرلمانية التي عُقدت اليوم الأحد.

وجاء في مطلعها تأكيدٌ على كلام المرشد الأعلى، علي خامنئي، الذي ذكر، في وقت سابق، أنه "لو قام المسؤولون الإيرانيون بحل المشكلات لما استطاعت أميركا أن ترتكب أخطاءها في الداخل"، وأكد النواب ضرورة الفصل بين المطالب الحقيقية والأهداف التحريضية.

تواصل إطلاق سراح المعتقلين

من جانب آخر، وبعد أن انتهت المظاهرات المؤيدة والمعارضة في إيران بالكامل، أطلق سراح بعض المعتقلين، بشكل تدريجي، وهم من ألقت السلطات القبض عليهم، إثر المشاركة في احتجاجات رفعت شعارات سياسية. وذكرت مصادر إيرانية أن معظم الطلاب الجامعيين قد أطلق سراحهم، مع وجود البعض الآخر في السجون حتى الآن.

وقال المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت أبادي إنه تم إطلاق سراح 300 شخص من المعتقلين إثر الاحتجاجات، مؤكدا الإفراج عن 140 آخرين الأسبوع الفائت. 

ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية عن دولت أبادي قوله أيضا إن أعمار معظم المعتقلين تتراوح بين 18 و35 عاما، كما أن غالبيتهم من الشريحة الفقيرة في المجتمع. 

وأكد أن "الأمور لم تبدأ في الحقيقة من مدينة مشهد حيث خرجت أولى المظاهرات، فهناك تقارير تشير لوجود دور لأطراف معادية لإيران كان يرمي لإيجاد بلبلة في طهران عبر مواقع التواصل وهو ما أحبطته الشرطة والأجهزة الأمنية" حسب تعبيره، واعتبر أن أميركا استغلت التطورات لصالحها، داعيا الحكومة لحل المشكلات المعيشية. 

من جهته، أعرب المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني أجئي، أن عدد القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات التي خرجت في مناطق عدة من إيران بلغ 25 شخصا، بعد أن أعربت السلطات في وقت سابق عن سقوط 22 قتيلاً، قائلا إن العيارات النارية التي أطلقت نحوهم، خرجت من أسلحة لا تعود لجهات عسكرية، حسب تعبيره.

وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم الأحد، علق أجئي على خبر وفاة المعتقل سينا قنبري في سجن إيفين في العاصمة طهران، وقد ذكرت تقارير رسمية أنه انتحر في السجن، فيما تضاربت الأنباء عن كونه أحد معتقلي الاحتجاجات أو أنه كان سجينا بسبب تهم المخدرات، فذكر أجئي أنه اعتقل خلال الاحتجاجات بالفعل لكنه لم يكن أحد طلبة طهران الجامعيين وكان يتعاطى المخدرات وانتحر في حمام السجن، فضلا عن تأكيده خبر انتحار شخص آخر في مخفر شرطة آراك، وقال إنه كان مدمنا على المخدرات كذلك، نافيا وفاة أكثر من هذا العدد في السجون خلال الفترة الماضية.

وعن عدد المعتقلين أكد أجئي إطلاق سراح عدد كبير منهم، مفيدا أن من تبقى منهم في السجون بلغ عددهم حتى الأمس 455 شخصا، وبلغ العدد في طهران 55 معتقلا، مضيفا أن اثنين من المعتقلين يحملان جنسية أجنبية، وكانا يصوران الأحداث.

وذكر أجئي أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ما زالت تتابع الملف لتعرف الدور الدقيق للجهات الأجنبية، مؤكدا أنه من اليوم الأول الذي خرج فيه الإيرانيون معترضين للشوارع، لم يكونوا يمثلون أعداء البلاد، ولا على علم بأنهم يتعاونون معهم، لذا تم إصدار تعليمات لقوى الأمن لتتوخى الحذر في التعامل مع المحتجين.

من جهتها ذكرت الدائرة الثقافية في جامعة طهران أن 36 طالبا من هذه الجامعة أطلق سراحهم، في وقت سابق، وأن المعنيين فيها ومن وزارة التعليم ما زالوا يتابعون ملف ستة طلاب آخرين ما زالوا في السجن.

 وقبل ذلك، ذكرت رئاسة جامعة علامة طباطبائي في العاصمة أيضا أنه تم إطلاق سراح 15 طالبا من هذه الجامعة، وهم كل المعتقلين فيها إثر الاحتجاجات.

كما أفادت عضوة "لجنة الأمل" الإصلاحية البرلمانية، فاطمة سعيدي، بأن عدد الطالبات الجامعيات اللواتي احتجزن، خلال الأحداث الأخيرة، يقدر بـ17 طالبة، بحسب ما نقل عنها الموقع التابع لمجلس الشورى الإسلامي.

والجدير بالذكر، أن نائبا برلمانيا آخر، وهو محمود صادقي، كان قد قدّر عدد المحتجزين بـ3700 شخص، أطلق سراح كثير منهم.