أزمة بغداد ــ أربيل تراوح مكانها وتعويل على الوساطات

أزمة بغداد ــ أربيل تراوح مكانها وتعويل على الوساطات من جديد

12 يناير 2018
ما زال باب الحوار بين بغداد وأربيل مغلقاً(سافين حامد/Getty)
+ الخط -
تراوح أزمة حكومتي بغداد وأربيل مكانها، فبين مدّ وجزر بين الطرفين لا توجد أي بوادر لحوار قريب، في وقتٍ أكّد فيه مسؤولون أكراد عدم رغبة الحكومة الاتحادية بفتح الحوار مع حكومة الإقليم الحالية، وتنتظر تشكيل حكومة جديدة محلها.

وقال النائب عن "الجماعة الإسلامية الكردستانية"، زانا سعيد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحوار بين بغداد وأربيل بين مد وجزر، ولا توجد إرادة حقيقية للحوار"، مبيناً أنّ "حكومة بغداد تنتظر المزيد من الالتزام بالشروط من قبل الإقليم".

ولفت إلى أنّ "حكومة الإقليم تأمل بالضغط الدولي، عسى أن تخفف بغداد من شروطها"، مبيناً أنّ "الجهود المبذولة من قبل شخصيات وقيادات عراقية وصديقة، لم تكن ذات تأثير بتقريب وجهات النظر".

كما أشار إلى أنّ "حكومة الإقليم تعلن دائماً رغبتها بالحوار، لكنّ هذه الرغبة ينقصها الالتزام بالشروط التي تطلبها بغداد"، معتبراً أنّ "بغداد من جهتها تتذرع بأنّ الإقليم لم يتقدّم خطوة للأمام للالتزام بالشروط، ولهذا لم يبدأ الحوار، إذ بين هذين الخصمين ضاعت حقوق المواطنين".

وشدّد على أنّ "الحل يكمن في الذهاب إلى الانتخابات في كردستان، وتشكيل حكومة جديدة للإقليم، لتبدأ الحوار"، معرباً عن اعتقاده أنّ "بغداد لا تريد الحوار مع هذه الحكومة الحالية".

ولا يوجد أي تقدم على صعيد اللقاءات والحوارات بين بغداد وأربيل، بعد أن جرى الحديث الأسبوع الماضي عن انفراجة وتقارب بوجهات النظر، بينما يحمل مسؤولون قريبون من رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، مسؤولية ذلك، للإقليم لعدم تنفيذه شروط بغداد.

وقال النائب عن دولة القانون، جاسم محمد جعفر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخلل كله من جانب الإقليم؛ إذ أنّهم وافقوا على وثيقة في السادس والعشرين من أكتوبر/تشرين أول الماضي، حول المنافذ وكذلك حول الانسحاب من مناطق سهل نينوى، لكنهم لم ينفذوها بل زادوا القوة، وجاؤوا بقوات إضافية في المنافذ، وكأنهم دخلوا في تهديد".

وأضاف "بعد ذلك ذهبوا إلى فرنسا وإلى بريطانيا وإلى ألمانيا للضغط على بغداد، ولم يعلنوا لحد الآن موقفاً رسمياً إزاء قضية الاستفتاء والالتزام بقرار المحكمة الاتحادية، في وقت تعد فيه هذه المسائل أساسية للحكومة".

ولفت إلى أنّ "النقاط كثيرة على الإقليم، وهي أصل الخلاف والركود السياسي الذي يحصل بين الحين والآخر، وهذه النقاط تمنع تفاهم الكبار كما نسميه، وقضية الانسحاب إذا ما تم الاتفاق عليها، وتسليم البوابات والمطارات، وقضية مبيعات النفط"، مشدداً على "ضرورة تنفيذ حكومة كردستان كل تلك النقاط الأساسية التي لابد منها".

وأكد أنّ "أربيل ودهوك لم توضح حتى الآن موضوع موظفيها وأعدادهم، وهناك إشكالات كثيرة في هذا الموضوع، كما أنّ قضية الموازنة لا تزال فيها مشاكل كبيرة تعرقل تمريرها".

ويثير ملف الأزمة بين بغداد وأربيل مخاوف من عدم التوصل إلى حلول خلال الفترة القريبة، إذ أنّه على الرغم من شدّة الضغوط والوساطات على الحكومة العراقية فما زال باب الحوار مع إقليم كردستان مغلقاً، في وقت تجري فيه بغداد حوارات مع أطراف حزبية كردية، في خطوة فسرت على أنّها محاولة لعزل حكومة الإقليم التي يقودها حزب رئيس الإقليم السابق مسعود البارزاني.



المساهمون