عام اختبار التسوية اللبنانية

عام اختبار التسوية اللبنانية

12 يناير 2018
الأزمة بين عون وبري متواصلة (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -
انتهى شهر العسل السياسي في لبنان مرتين خلال أقل من عام واحد فقط. المرة الأولى كانت بعد أشهر قليلة على إنجاز التسوية الرئاسية نهاية العام 2016، خلال نقاش قانون الانتخابات، والثانية بعد تجديد عهود المساكنة التي فرضتها الاستقالة غير الطوعية لرئيس الحكومة، سعد الحريري، من الرياض، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

تأرجحت المواقف السياسية خلال هذا العام، بعد التفاؤل والتشاؤم الشديدين، ولم تزد كلا الحالتين المواطنين إلا فقراً وإرهاقاً بالضرائب والتقنين الكهربائي وتقليص الخدمات الممنوحة للاجئين السوريين والفلسطينيين. ورغم محاولة القوى السياسية ترويج الأجواء الإيجابية نفسها مطلع العام الجديد، إلا أن الأزمات السياسية والاقتصادية استمرت بالوتيرة نفسها. لم ينهِ رأس السنة الوجه الجديد للأزمة الدائمة بين رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وهما الخصمان السياسيان التاريخيان اللذان يحاول "حزب الله" جمعهما معاً على قاعدة "حليف الحليف"، التي عادة ما يسخر الأمين العام للحزب حسن نصر الله، عند ذكرها، كإحدى الفذلكات السياسية المحلية.

والمشكلة في لبنان أن اللعب السياسي يتم دوماً تحت الحزام، ومن المرجح أن يؤدي استمرار الخلاف حول إصدار مرسوم منح الأقدمية لإحدى دورات الكلية الحربية، بطلب من عون، لتمدد الخلاف إلى ملفات أخرى على طاولة الحكومة التي تم تأليفها لربط النزاع حول الملفات الإقليمية، فإذا بالملفات الداخلية تعرقل عملها. وقد انطلقت حياة اللبنانيين بصعوبة عام 2018، مع استمرار إضراب عمال شركة كهرباء لبنان وامتناعهم عن تصليح الأعطال أو وصل الوحدات الإنتاجية في المعامل بالشبكة، في محاولة للضغط باتجاه إقرار مطالب مالية لهم. وإلى جانب الشكل النقابي للخلاف في مؤسسة كهرباء لبنان، من المفيد التذكير بأن بري كان أحد اللاعبين الأساسيين في إنهاء حركات اعتراضية سابقة لموظفي الكهرباء، بعكس اليوم، الذي يواجه فيه وزير الطاقة، سيزار أبي خليل، المحسوب على "التيار الوطني الحر" برئاسة صهر عون ووزير الخارجية، جبران باسيل، هذا الإضراب من دون عون سياسي من حليف الحليف. وبالمحصلة، تُحرم آلاف العائلات اللبنانية من ساعات التغذية الكهربائية بانتظار توافق سياسي يهضم مطالب العمال ويعيد التيار الكهربائي للمنازل اللبنانية على سبيل المنحة وليس الحق.

المساهمون