تحذيرات إسرائيلية من الحضور التركي في يافا وعكا والقدس

تحذيرات إسرائيلية من الحضور التركي في يافا وعكا والقدس

11 يناير 2018
مخاوف إسرائيلية من المشاريع التركية (عيسى تيرلي/الأناضول)
+ الخط -

حذرت صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية الإسرائيلية، من خطورة الأنشطة التي تعكف الحكومة التركية على تنفيذها وتمويلها في القدس، والعديد من المدن الفلسطينية.

وفي تحقيق نشرته اليوم الخميس، قالت الصحيفة إن "الاستثمارات والأنشطة التركية تشمل إلى جانب القدس كل المدن الفلسطينية التي شهدت في الماضي وجوداً فاعلا للحكم العثماني، ولا سيما عكا ويافا".


واعتبرت الصحيفة أن "روح شبح الدولة العثمانية يطل من جديد داخل إسرائيل". كما أشارت إلى أن الحكومة التركية تعكف في الأعوام الأخيرة على إعادة ترميم مساجد وآثار تركية في العديد من المدن العربية داخل إسرائيل بالإضافة إلى القدس، وقد أنفقت ملايين الدولارات على هذه المشاريع".

وأضافت أن تركيا أنجزت هذه الأيام إعادة ترميم أكبر مساجد يافا الذي يتواجد في ميدان الساعة، وسط المدينة، لافتةً إلى أنه يظهر من خلال الترميمات أن الأتراك "لم يبخلوا" في تخصيص الأموال اللازمة لزخرفة المسجد.

ورأت الصحيفة أن "ما يفاقم خطورة الأنشطة التركية في المدن الفلسطينية داخل إسرائيل، حقيقة أنها تأتي في إطار التعاون بين الحكومة في أنقرة والحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح وتحت شعار "إنقاذ المسجد الأقصى"، محذرة من أن "الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يخطط لتوظيف فلسطينيي الداخل من أجل التسلل لإسرائيل والمس بها من الداخل". وأضافت الصحيفة أن "الاستثمارات والتحركات التركية ستظهر على أنها عش دبابير إسلامي، وليس نمطا من التحركات الثقافية والسياحية".

وأشارت الصحيفة إلى أن رفع الأعلام التركية في القدس الشرقية بات ظاهرة، ناهيك عن ثبوت تورط سياح أتراك في مواجهات مع قوى الأمن الإسرائيلية في المدينة المحتلة.

وحسب معدة التحقيق فزيت ربينا، فإن الأعداد الكبيرة من السياح الأتراك الذين يفدون للقدس يدلل على أن الأمر تجاوز مجرد الاستجابة لدعوة أردوغان للدفاع عن القدس، مشيرة إلى أن كل المؤشرات تظهر أن حركة السياحة التركية في القدس تمثل "حملة واسعة تهدف إلى إعادة القدس للعهد العثماني"، محذرة من أن القدس ستكون فقط مجرد "طرف جبل الجليد" في المخطط التركي.

وبحسب الصحيفة "بيّنت معطيات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي أن عدد السياح الأتراك ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 19%، وازدادت نسبة هؤلاء السياح في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بنسبة 41% مقارنة بالشهر نفسه من العام 2016". واعتبرت أن "موجة السياحة التركية تهدد بإثارة الأوضاع الأمنية في إسرائيل".

كذلك، أشارت إلى أن كلا من الحكومة والشرطة والمخابرات الإسرائيلية الداخلية "الشاباك" لم تبلور بعد استراتيجية واضحة في مواجهة التسلل التركي "الذي يحمل في طياته قوة تفجيرية كبيرة".

ونقلت الصحيفة عن وزير ما يعرف بـ"شؤون القدس"، زئيف إلكين، قوله إنه يتوجب سد المنافذ التي يتسلل عبرها الأتراك في القدس تحديدا من خلال توجيه استثمارات إسرائيلية للقدس الشرقية وفرض الحكم الإسرائيلي هناك. ولمّح إلكين إلى أن هناك بحثا داخل الشرطة و"الشاباك" وديوان مستشار الأمن القومي حول الظاهرة.

من ناحيته، حذر رئيس منظمة "إلى القدس" اليمينية، مؤور تسيمح، من أنه في حال لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية إجراءات مناسبة، فإن السياحة التركية السياسية ستتعاظم في 2018، محذرا من أن حكومة أنقرة تحاول من خلال منظمات تركية غير حكومية الانقضاض على المواقع الأثرية والدينية الإسلامية. ونقلت الصحيفة عن تسيمح قوله إن "الأتراك يتجهون للشروع في شراء مرافق ومبان ذات علاقة بالحكم العثماني".

وحسب الصحيفة، فإن جمعية "تراثنا" التركية التي تعكف على تدشين المشاريع في القدس والمدن الفلسطينية الأخرى، مرتبطة بشكل شخصي بأردوغان، مشيرة إلى أن "هذه الجمعية لا تكتفي فقط بكفالة الأيتام في المدن الفلسطينية وتقديم وجبات الإفطار خلال شهر رمضان داخل المسجد الأقصى، بل تقوم بإعادة ترميم الآثار والمرافق ذات العلاقة بالحكم العثماني وتسعى لشرائها".